من لم يواجه مشكلة تسيير مصالحه وأموره الرسمية المتعلقة بمؤسسة بلدية الطيبة وأقسامها لن يعرف أين تتواجد مكاتب البلدية حاليا. من خلال هذا التقرير نحاول الوصول الى مبنى بلدية الطيبة فتابعوا معنا الدرب اليه
لقد أصبحت هذه المكاتب أشبه بمكاتب وكالة غوث اللاجئين منتشرة في عدة مناطق في أرجاء المدينة وخارجها مشار أليها بشارات المرور ليهتدي المواطنون إلى طريقها.
فإذا أردت يوما أن تنهي معاملاتك في البلدية ستكون بحاجة ليوم أو يومين وسيارة وأعصاب متينة كالفولاذ. وعند المساء عليك الاسترخاء بصدر رحب في البيت آملا بأن يكون غدك موفقا أكثر من يومك.
قسم الجباية في محطة للوقود وقسم التنظيم في مركز ثقافي وقسم البيئة في جحر صندوق بريد ضيق والمجموعة الأساسية من الموظفين ورؤسائهم يجلسون معززين مكرمين في مبنى “تبواح بايس”.
حاولنا العثور على بلدية الطيبة وعلى أقسامها لنعرضها على القارئ الطيباوي عونا له كي لا يمارس لعبة المتاهات لساعات طوال، فهالنا ما رأينا.
هذه هي السنة الثالثة التي نعاني من هذا التبعثر المقصود لمؤسستنا الأولى في هذه المدينة، أهو عقاب تفرضه علينا السلطات الرسمية أم انه عقاب بحثنا عنه بأنفسنا ؟ علينا أن نلوم أنفسنا أولا على ما اقترفت أيدينا !!
خلاصة القول أن المواطن العادي هو الضحية الأولى والأخيرة لمثل هذا الوضع، فهو لم يحرق بلديته ولم يرسل أحدا ليحرقها، ولم يفكر يوما بأن يحرقها، ولكنه في “الهوى سوى” في العقاب المفروض على الجميع، كي لا ننسى أننا سنبقى ضمن مجموعة شعوب العالم الثالث والثلاثين مهما تفاخرنا بالايفون والمرسيدس.