وعدونا ففرحنا ثم تركونا نعاني الأمرين
استبشر أهالي الحي المجاور لمسجد “خالد بن الوليد” خيرا حين حضر العمال وبدؤوا يعملون على حفر الشارع المحاذي لبيوتهم وإزالة الأسفلت التالف منه تمهيدا لتعبيده من جديد.
وراح الجميع يتهافت على إكرام العمال فرحا بهم وسعادة بشارعهم الذي وأخيرا يحظى باهتمام المسؤولين وها هم يرسلون من يعبده لهم، ولكن هيهات ان تكون آمال هؤلاء الناس تحققت حتى النهاية، فيهم يندبون حظهم الآن بالقول: “وعدونا ففرحنا ثم تركونا نعاني الأمرين”.
المقصود هنا هو الشارع المجاور لمسجد “خالد بن الوليد” من الجهة الجنوبية والممتد من دوار مقهى “الكروان” وحتى بيت ابو عفيف مصاروة. هذا الشارع يعاني منذ سنين من سوء الصيانة والحفر المنتشرة على طوله وعرضه لدرجة يتجنب السائقون المرور به، ناهيك عن حاله المزري أيام الشتاء والمياه التي تملأ الحفر فيه فلا تعد تعرف هل هذه الحفرة بعمق 5 سنتمترات أم هي بعمق 50 سنتمترا.
كان الشارع بحالة يرثى لها، وكلما كنت تهرب من حفرة تقع بسيارتك في حفرة مجاورة لا مناص منها.
بقي حال هذا المقطع السيئ من الشارع على هذا الحال سنوات طويلة، فهو شارع جانبي لا يهم أحد ولا يعاني منه سوى القاطنين على جانبيه، لأن من لا يعجبه الشارع لا يمر به وانتهى الأمر. في نفس الوقت تم منذ سنوات ترميم مقطع مجاور له يمتد من بيت ابو عفيف مصاروة ويمر بجوار بيت الأستاذ حسين جبارة (ابو اوس) وبمحاذاة بيت دار ابو مشهور حتى شرقي “الحاووز”. وقد تم رصفه بالأحجار الجميلة الملونة، وقيل عندها إن هذا تم على نفقة متبرع أمريكي.
للأسف الشارع الذي نتحدث عنه هنا لم يتمكن جيرانه من تجنيد متبرع أمريكي ولا صومالي حتى، فبقي على حاله، وعمال تعبيد الشوارع الذين أرسلتهم البلدية عمقوا الحفر في الشارع واتلفوا ما كان يصلح للمرور على الأقدام ثم جمعوا عتادهم وغادروا المكان ولم يعودوا منذ فترة ما قبل عيد الفطر الأخير أي شهر ونصف.
والشارع الآن عبارة عن مكان وعر يتحول إلى اكبر تجمع للطين مع أول هطول للمطر، لا تمر به السيارات لسوء حاله فما بالك بالمشاة الذين ليس لهم من طريق سواه.
فصل الشتاء على الأبواب وإذا لم يتم تعبيد هذا المقطع الذي لا يتجاوز 300 مترا فإن هذا الحي قد يصبح بعيدا عن حياة التمدن خلال اشهر الشتاء.