لا تفاحة تعلو على تفاحتنا في هذا العالم!!
من حيث لا ندري، أصبحت فاكهة التفاح مصيرية في حياة البشرية منذ ظهورها الأول في عهد أبي البشرية سيدنا آدم عليه السلام ولغاية الآن.
وللناس حكايات عديدة مع هذه الثمرة، لكل قصته الخاصة كما للبشرية جمعاء عدة قصص لا يختلف عليها اثنان وكما ذكرنا بداية من تفاحة سيدنا آدم التي كانت السبب في إقصائنا عن الجنة نحن سلالته بعد أن أبى إلا أن يأكل من الثمرة الممنوعة مستجيبا لإغواء إبليس.
منذ بداية الخليقة ونحن المؤمنون بيوم الآخرة نعمل لمرضاة الله عله يعيدنا في يوم الحساب إلى حيث كانت التفاحة سبب خروجنا، إلى الجنة من جديد وقد تعلمنا الدرس جيدا بعدم الانصياع لمشورة إبليس.
أما التفاحة الثانية فهي تفاحة نيوتن، عالم الفيزياء الذي سقطت فوق رأسه حبة تفاح وهو جالس ليستريح تحت الشجرة فكانت دافعا ومحفزا له ليطرح الأسئلة والبحث عن إجابة لها في تجاربه حتى خرج علينا بنظرية الجاذبية التي تعتبر قانونا أساسيا في علم الفيزياء.
وجاء دور التفاحة الثالثة وهي تفاحة شركة “ابل” التي غمرتنا بأجهزتها الالكترونية المعتبرة والتي سطع نجمها من جديد وبقوة بعد أن أوجدت الايفون والايباد وماكنتوش من قبلهما.
هذه التفاحة دخلت كل مجالات حياتنا وصار كل منا يقتني ولو جهازا واحدا من أجهزة هذه الشركة الرائدة التي علمتنا استخدام الهواتف بطريقة اللمس ونفت من حياتنا لوحة المفاتيح التقليدية المعروفة كما علمتنا في سنوات ماضية استخدام الفأرة مع الكمبيوتر بدلا من الأوامر التقليدية القديمة التي كانت تكتب يدويا.
أين نحن العرب من كل هذه التفاحات الثلاثة ؟ لسنا بعيدين عنهم ولدينا تفاحتنا نحن أيضاً، وهي تفاحة لا تقل أهمية من حيث بناء شخصية الإنسان العربي المعاصر في كل مكان في الوطن العربي، إنها تفاحة لا يمكن الاستغناء عنها في أي جمع من الناس، انها في كل مكان نشتم رائحتها في كل أرجاء البلد أينما كنا في أي بلد عربي.
بهذه التفاحة نقول لبقية العالم إياك والاستهتار بنا، فلنا تفاحتنا التي نحترمها أكثر من تفاحة نيوتن وأكثر من تفاحة ستيف جوبز ونحبها أكثر من كل تفاحات العالم ولا نستطيع العيش بدونها يوما واحدا.
فأول ما نصطحب إلى الرحلات هو هذه التفاحة وأول ما نشتري حين نخرج للتسوق هي هذه التفاحة. ملابسنا في البيت مشربة برائحة هذه التفاحة. الجيران يعرفون رائحتها بمجرد البدء بتناولها، يحسدنا على هذه التفاحة كل أجنبي ويستفسر كيف له أن يستمتع بها فيصاب بالغثيان مع أول تجربة له.
تفاحتنا صارت ملازمة لنا في كل لحظة ولا تغيب عن جلساتنا وسمرنا، نحملها إلى بيت الجيران ويحملها إلينا الجيران حين يزوروننا. إنها التفاحة التي تحولت إلى “معسل” فاح عبقه في كل أركان الحارة وطغى صوت نقراته على أي حوار محتمل بيننا.
أين انتم يا من تدعون التحضر ؟ لكم تفاحاتكم التي لا تساوي ربع تفاحتنا، فكونوا مع تفاحاتكم التافهة واتركوا لنا تفاحتنا التي لا غنى لنا عنها. نستطيع العيش بدون تفاحة نيوتن ولا تفاحة جوبز، أما تفاحة سيدنا آدم عليه السلام فنتذوق طعمها جيدا لغاية الآن.
مع تحيات اخوكم ابو الزوز