أعلن دبلوماسي عربي أن سوريا ستوقع بعد ظهر اليوم الاثنين في القاهرة بروتوكول المبادرة العربية، في وقت اعتبر فيه عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري أن المبادرة تسير “في طريق مسدود”، وطالب بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية إن سوريا ستوقع اليوم على البروتوكول الذي يحدد الإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب التي قررت الجامعة العربية إرسالها إلى هذا البلد.
وجاء من القاهرة أن فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري وصل إلى العاصمة المصرية للتوقيع على المبادرة العربية.
وتأتي هذا التطورات غداة التفاؤل الذي طبع تصريحات عدد من المسؤولين العرب حول إمكانية موافقة دمشق على المبادرة العربية بعد عدة أسابيع من التسويف وفي ظل استمرار حملة القمع، إذ أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن ومن يعرفون بالشبيحة، ثلاثة منهم في حمص.
كما ذكرت لجان التنسيق أن القوات السورية تشنّ حملة عسكرية واسعة في جبل الزاوية في إدلب وتقتحم بلدة القورية في دير الزور.
وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قد قال أمس، إنه تلقى معلومات تفيد بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد على المبادرة العربية، وأكد للصحفيين في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أن أهم شيء هو وقف العنف وإطلاق الأسرى ودخول إعلاميين للإطلاع على الحقيقة، أما التغيير فهو “أمر يخص الشعب السوري” حسب تعبيره.
من جانبه أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن سلطان عن تفاؤله بتوقيع سوريا للمبادرة العربية، وعبر عن أمله بأن “تبدأ البعثة العربية إلى سوريا في التوافد للمساعدة في إخراجها من أزمتها وتجنيب العالم العربي التدخلات الأجنبية”.
وأضاف أن المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الذي سيعقد الأربعاء المقبل في القاهرة “سيتخذ قرارات إذا لم يوقع السوريون على البروتوكول”.
من جهته أكد مستشار الأمن القومي وزير الأمن الوطني العراقي فلاح الفياض، أن سوريا ستوقع اليوم على المبادرة العربية. وأبدى الفياض رفضه تدويل الأزمة السورية أو اضطلاع مجلس الأمن بدور فيها، وأكد أن الجامعة العربية هي الإطار المناسب والوحيد لحل الأزمة.
ودعا الفياض عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس إلى تفعيل الحوار الوطني السوري لتجنيب سوريا مخاطر التدخل الدولي الذي عانى منه العراق ودول عربية أخرى.
وقال “إننا وجدنا تفهما من الأمين العام للجامعة العربية، وأعتقد أنه وصلت أخبار طيبة من دمشق.. وإن شاء الله سيتم التوقيع على البروتوكول العربي الاثنين في الجامعة العربية، وهذا يعد بداية طيبة”.
طريق مسدود
من جهة أخرى قال عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية في سوريا، إن مبادرات الجامعة العربية بشأن سوريا تسير في طريق مسدود.
وأضاف في تصريحات صحفية نشرت اليوم أن المبادرة العراقية أمام الجامعة العربية هي مبادرة إيرانية، وأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “غير مؤهل” لأي مبادرة.
وقال خدام، الذي كان قد أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2005 بعد أن تدهورت علاقته بالأخير، إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية في تردده إزاء اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية لإنقاذ الشعب السوري، وفي نفس الوقت طالب الجامعة العربية بأن تقرر إسقاط النظام السوري وإحالة الملف إلى مجلس الأمن.
وحول التدخل العسكري، قال خدام “يمكن التدخل عسكريا في سوريا على غرار ما حدث في يوغوسلافيا وساحل العاج”، وأشار إلى أن السوريين في انتظار قرارات حاسمة من القمة الخليجية المقرر عقدها اليوم.
ووجه خدام رسالة إلى المعارضة قائلا إن “هناك فرقا بين إسقاط النظام وإسقاط الدولة”، وأضاف أن الثغرة الكبرى في المعارضة السورية تتمثل في انقساماتها وتعنت أطرافها وهو ما سيحفز العسكريين على استعادة السلطة، حسب تعبيره.