إحياء لذكرى الشاعر والفنان التشكيلي الدكتور سليم مخولي، الذي غادر عالمنا قبل مدّة قصيرة، نظّمت مؤسسة محمود درويش للإبداع في مقّرها في كفر ياسيف، يوم السبت 14/01/2012 أمسية أدبية خصّصت للوقوف عند إبداعه، وذلك وفاء لذكراه، واعترافا بعطاء هذا العلم الثقافي الذي اخلص لبلده وفنّه وشعبه. تولّى عرافة الندوة المحامي والكاتب جواد بولس، وشارك فيها كل من: الأديب محمد علي طه، والناقد د. حسين حمزة، والشاعر سليمان مرقص، والفنان القدير مكرم خوري، والسيدة رلى مخّولي. وحضر الندوة جمهور غفير من كفر ياسيف وخارجها، برز من بينهم العديد من رجال الفكر والفن والأدب.
افتتح الندوة المحامي جواد بولس بكلمة جاء فيها: ” بخفة صبيّ يُلملم قطرات النّدى عن أجفان فجر قد رحل، وهو الذي عاش النّكبة غصة.. سكنته وأوسعت صدره، تنفّّّّّّّّسها وهي تئن لتحنو، فيها يحلو النشيد ويكتمل المقام، تماما كنعشة الأخضر، دقّه في خاصرة السّهد أبيض، أحلاما ومدى، فوهبها حياة، ووهبتنا ريشته عطرا وسلاما ومتعة،عاشها طمّاعا كنحلة، فحوى ورد الرّياض” كما استعرض باسهاب رحلته “المخّولي” في دنيا الطّب والشعر والفن.
ثم تحدّث الأديب الكاتب محمد علي طه، مركّزا كلمته على أبرز المحطّات التي مرّت في حياة الدكتور مخّولي من النواحي الفنيّة والأدبيّة والاجتماعيّة، وقد توقّف عند المبدع الذي حين يختار أن يكون كاتبا أو شاعرا أو رسّاما أو أديبا، فانه يدرك بأنه يسير على درب من الأشواك والزّجاج، وأنه حمل خشبته على كتفه، وأخذ يبحث عمن يصلبه عليها، وأعتقد أن هذا الرأي مصيب، وينطبق على الفنان في كل زمان ومكان، ولكنّه يأخذ معاني أعمق وأدق حينما ينحصر بمبدع فلسطيني من شعب المعاناة والصّمود، من شعب يبتسم شبّانه وشابّاته وهم يصعدون إلى السماء، وقد كان بإمكان الشاب الخلوق الدكتور سليم مخّولي أن يعيش منعما من مهنة الطّب التي درسها ومارسها في زمن كان الأطباء فيه نادرين، ولكن حسّه الوطني، ووعيه القومي وثقافته العميقة والجو المسيّس في بلدته قادوه إلى عالم الشعر والفن والأدب، وإلى النّضال السياسي الهادف الذي لا يلهث وراء الإعلام والشهرة، ونتيجة لمثابرته وصدقه الأدبي والإنساني استطاع أن يجد لنفسه مكانة في عالم الفن والشعر، وأن يترك لنا إبداعاته مطبوعة بحروف من نور.
أما الناقد د. حسين حمزة، فقد تناول في كلمته جوانب فنيّة عديدة من شعر الدكتور الراحل، وذكّر بأن علاقته بالدكتور سليم مخّولي تعمّقت أكثر حين كلّفه المدير العام لمؤسسة محمود درويش، الكاتب عصام خوري، أن يشارك الدكتور الشاعر في وضع اكليل من الزهور على ضريح الشاعر محمود درويش في رام الله، وذلك عندما قامت المؤسسة بزيارته. ثم تطرّق إلى تحليل بعض القصائد التي أبدعها شاعرنا الذي نلتقي اليوم إحياء لذكراه العطرة.
بعد ذلك تحدث الشاعر سليمان مرقص معدّدا مناقب الفقيد الحميدة، ورثاه بقصيدة تركت في نفوس الحاضرين الكثير من التجاوب والإحساس بلوعة الفقد والحسرة.
اختتمت الأمسية بكلمة العائلة التي قدّمتها السيدة رلى مخّولي، وتوقّفت فيها عند العديد من الذكريات العزيزة على أفراد العائلة بشكل خاص، وعلى الرسالة الأدبية والفنية التي كان الدكتور الراحل سليم مخّولي يعيشها بصدق وأمانة لينقلها إلى أبناء شعبه، ويساهم مع غيرة من المبدعين في رفع راية الثقافة الفلسطينية والإنسانية.
تخلّلت الأمسية قراءات من شعر شاعرنا طيّب الذكر، الدكتور سليم مخّولي، قدّّّّّّّّّّّّّّّمها الفنان القدير، مكرم خوري.
كفرياسف- من سيمون عيلوطي