المؤامرة مستمرّة. على سورية طبعا، على البلد المقاوم الممانع الديمقراطي التقدمي الاشتراكي الوحيد في الشرق الأوسط. مؤامرة كونيّة شاملة يحوك خيطانها الشيطان الأكبر أميركا، والشيطان الأصغر إسرائيل، والشيطان الأوسط الاتحاد الأوروبي، وتنخرط فيها كل الدول الرجعية والعميلة.
ألم تصوّت في مجلس الأمن 13 دولة ضدّ سوريا تنفيذا لهذه المؤامرة؟ لولا الموقف المشرّف للرفاق في روسيا والصين، بإشهار الفيتو المقدّس دفاعا عن الشعوب المظلومة، لكان صدر قرار يدين النظام الوطني في سورية بالعنف، ويطالب الرئيس المفدّى بشّار الأسد، ابن الرئيس المفدّى حافظ الأسد، بالتنحّي!
لهاتين الدولتين، روسيا والصين، شكرنا العميق، وبهاتين الدولتين يجب أن نقتدي: هل في العالم شخصية ديمقراطية إنسانية مثل الرفيق بوتين، وانتخابات حرة نزيهة كما هي في روسيا؟ وهل من دولة في العالم ترعى حقوق الإنسان، ويمارس فيها المواطنون حرية التعبير والتظاهر السلمي، بحماية الشرطة، مثل الصين الشعبية؟ خسارة أن النظام المتنوّر في طهران، والحكم التقدمي في كوريا الشمالية، لا يملكان حقّ الفيتو أيضا؛ إذن كانت هاتان الدولتان الصديقتان إلى جانب سورية، ما في ذلك شكّ!
لا تقتصر المؤامرة على ما يدور في الأمم المتّحدة ومجلس الأمن فحسب. المؤامرة أبعد وأعمق. فالدول الاستعمارية والرجعية والعميلة تواصل تهريب الأسلحة، من دبابات ورشاشات وصواريخ، بالبريد الإلكتروني والفيسبوك، إلى العصابات المسلّحة داخل سورية، لتقوم هذه بالقتل والتدمير والإرهاب في جميع أرجاء الوطن الحبيب. هذه العصابات قتلت المئات في حيّ الخالدية وحيّ بابا عمرو في حمص، ثمّ كدّست الجثث في الشوارع، مثل الدجاج المذبوح في المسلخ، لتعرضها على الشاشات الخائنة وتتّهم النظام بارتكابها! لكنّ النظام الوطني الرشيد فضح طبعا هذه التمثيلية، مؤكّدا في بيان رسمي أن “الجثث التي عرضتها بعض قنوات التحريض هي لشهداء من المواطنين اختطفتهم المجموعات الأرهابية المسلّحة وقتلتهم وصوّرتهم على أنّهم جثث لضحايا القصف المزعوم”. فهل نصدّق أكاذيب قنوات التحريض أم البيان الرسمي الصادر عن النظام الوطني الاشتراكي التقدمي المقاوم الممانع في سورية؟
المؤامرة تمتدّ أيضا إلى الجاليات السورية في مصر والأردن وتونس والدول الأوربية كلها، فتدفع لهم الأموال وتدفع بهم إلى التظاهر أمام سفارات سورية، واتّهام النظام الوطني فيها بالتقتيل والتنكيل والإرهاب. بل إن بعض المتظاهرين المأجورين عاثوا خرابا في السفارات، فأشعلوا فيها النار، ومزّقوا العلم الوطني المرفوع فوقها. ليعلم هؤلاء المخرّبون جميعهم أنهم لن يفلتوا من العقاب العادل؛ فالنظام في سورية يمهل ولا يهمل. وإذا ظنوا أنهم هناك، في المهاجر، بعيدون لا تطولهم يد النظام، فالمخابرات السورية تعرف كيف تقتصّ من أقاربهم في الوطن، وقد أعذر من أنذر!
رغم هذه المؤامرة الكونية الكبرى، لا خوف على النظام الوطني الممانع في سورية ولا قلق. النظام مستتبّ، والمواطنون ينعمون بالأمن والهدوء وراحة البال. شاهدوهم أيها المحرّضون والمشكّكون والمفترون على شاشات التلفزيون السوري، واسمعوهم بآذانكم كيف يدحضون كل أكاذيبكم وأراجيفكم واتّهاماتكم. ألم تشاهدوا الرئيس بشار الأسد أيضا، أثناء تأديته الصلاة في عيد المولد النبوي الشريف؟ كان على يساره مفتي الجمهورية، وعلى يمينه خطيب الجامع، وهو منتصب العنق بينهما، يحادث هذا ويتشاور مع ذاك؛ الابتسامة العذبة على شفتيه، والهدوء الواثق على محيّاه، فبأيّ آلاء ربكما تكذّبان؟
الله، سورية، بشار وبسّ!! jubrans3@gmail.com