حمص: الجيش النظامي ينتقم من الاهالي
قال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم السبت إن فريقا تابعا للصليب الاحمر دخل الى حي بابا عمرو بمدينة حمص لتقييم حاجات سكانه، ولكن السلطات السورية لم تسمح بادخال مواد الاغاثة الى الحي الذي عانى من حصار دام عدة اسابيع. وكانت السلطات السورية قد منعت الصليب الاحمر من دخول بابا عمرو يوم امس الجمعة.
وفي تطور لاحق، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة دوار المصري بمدينة درعا جنوب سوريا. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية لاحقا ان الانفجار اسفر عن مقتل شخصين.
وكان معارضون سوريون قد قالوا يوم امس إن القوات السورية التي استعادت سيطرتها على الحي بعد انسحاب عناصر “الجيش السوري الحر” منه تنفذ اغتيالات انتقامية واعدامات فورية في بابا عمرو.
من جانبه، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن السلطات السورية ارتكبت جرائم واسعة النطاق بحق السكان المدنيين.
“شارع بشارع”
وكانت فرق الصليب الاحمر قد قضت ليلة الامس في حمص بعد ان منعتها السلطات السورية من دخول بابا عمرو رغم حصولها على اذن مسبق من دمشق.
وقال ياكوب كيلينبيرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم امس “إنه من غير المقبول ان يبقى اؤلئك الذين يستحقون المعونة الطارئة منذ اسابيع من تلك المعونة.”
وقال الصليب الاحمر إنه لم يتسلم اي تفسير لقيام السلطات السورية بتغيير رأيها منع فرقه من دخول بابا عمرو. ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي الموجود في لبنان إن ثمة تقارير غير مؤكدة تتحدث عن وقوع اغتيالات انتقامية واحكام اعدام فورية من جانب القوات السورية في الحي المذكور. ويضيف المراسل إن هذه الشائعات ستزداد قوة ما دام النظام السوري يصر على منع دخول فرق الصليب والهلال الاحمر الى بابا عمرو.
وتتحدث هذه التقارير غير الموثقة عن قيام القوات السورية باعتقال كل الذكور ممن تتعدى اعمارهم 11 عاما، وان مبنى الجمعية التعاونية في الحي قد حول الى مركز للاعتقال.
وجاء في احد هذه التقارير ان شاحنة محملة بجثث قتلى بابا عمرو شوهدت على طريق عام قريب من الحي، وان اصوات اطلاق النار سمعت في الاحياء المجاورة التي هرب اليها بعض سكان بابا عمرو.
وكان التلفزيون السوري الحكومي قد عرض صورا من داخل حي بابا عمرو تظهر الدمار الكبير الذي تعرض له، والذي حمل التلفزيون مسؤوليته لـ “عصابات ارهابية مسلحة تنفذ مخططا خارجيا يهدف لزعزعة استقرار سوريا”.
وقال ناشط سوري يدعى باسل فؤاد كان قد هرب الى لبنان إن رفاقه الذي بقوا في الحي اخبروه ان مسلحين موالين للحكومة – الذين يطلق عليهم “الشبيحة” – يقتحمون البيوت ويضرمون فيها النار.وقال فؤاد في تصريح ادلى به لوكالة اسوشييتيدبريس “إنهم يدخلون ويفتشون كل البيوت شارع بشارع.”
وفي نيويورك، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مخاطبا الجمعية العامة للمنظمة الدولية يوم امس الجمعة إن المجتمع الدولي قد تخاذل في اداء واجبه، وان هذا التخاذل قد شجع القيادة السورية على المضي قدما في قمع المدنيين.
وقال ان إن الوقت قد حان للمجتمع الدولي ان يتكلم بصوت واحد، مضيفا ان “الانقسام يشجع السلطات السورية على مواصلة طريق العنف.”
واضاف الامين العام قائلا “إن الاستخدام غير المتناسب للقوة من جانب السلطات السورية قد اجبر المعارضة السلمية على امتشاق السلاح في بعض الحالات.”
في غضون ذلك، قال المصور البريطاني بول كونروي، الذي تمكن من الفرار من سوريا بعد اصابته بجروح في قصف بحمص، إن ما يجري في المدينة يرقى الى صفة “مذابح ممنهجة.”
ووصف كونروي، الذي هرب الى لبنان يوم الثلاثاء الماضي وعاد الى بريطانيا لاحقا، ما شاهده في حمص بالقول “لقد غطيت العديد من الحروب، ولكني لم ار شيئا بهذا المستوى. لا توجد (في حمص) اهداف محددة يتم قصفها، بل انها مذبحة للسكان المدنيين.”