أعلن في الجزائر مساء امس الأربعاء عن وفاة أول رئيس عرفته البلاد بعد مرحلة الاستقلال، أحمد بن بلة، وذلك عن عمر ناهز 96 سنة، أمضى معظمها في الصراع ضمن حركة التحرر الوطنية بمواجهة الجيش الفرنسي الذي كان يحتل الجزائر، وفي السجون التي دخلها في حقبة الوجود الفرنسي، ومن ثم على يد رفاقه بعد الإطاحة به.
ونقلت الإذاعة الجزائرية عن أقارب بن بلة أنه توفى في منزله، وأن صحته “تدهورت في الآونة الأخيرة حيث أدخل في فبراير الماضي لمرتين إلى المستشفى العسكري في (منطقة) عين النعجة.”
وولد بن بلة في 25 ديسمبر 1916 بمدينة مغنية، وتلقى تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937، وانضم إلى حزب “الشعب” الجزائري وحركة “انتصار الحريات الديمقراطية” لينتخب سنة 1947 مستشارا لبلدية مغنية.
وفي وقت لاحق، قاد بن بلة عملية هجوم على مرفق للبريد في وهران عام 1949، مع شخصيات أخرى لعبت دوراً كبيراً في مرحلة التحرر الجزائري، مثل حسين آيت أحمد ورابح بطاط.
وجرى توقيف بن بلة في الجزائر العاصمة عام 1950 وحكم عليه عام 1952 بالسجن لسبع سنوات، ولكنه فر من سجنه في العام نفسه، وتمكن من الوصول إلى مصر، حيث شكل ما عرف بـ”الوفد الخارجي” لجبهة التحرير الوطني، التي تولت قيادة الصراع مع الفرنسيين، برفق آيت أحمد أيضاً.
ولكن بن بلة عاد إلى السجن مجدداً عام 1956، برفقة عدد كبير من القيادات الجزائرية، وذلك بعدما جرى اعتراض طائرة كانوا على متنها، وظل في السجن حتى عام 1962.
وفي عام 1963، بات بن بلة أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، ولم يستمر بمنصبه لأكثر من عامين، إذ جرى عزله عام 1965 بقرار من “مجلس الثورة” بعدما نفذ وزير الدفاع آنذاك، هواري بومدين، عملية انقلاب تسلم بعدها السلطة، متهماً سلفه بـ”الانحراف” عن أهداف الثورة.
وقبع بن بلة في حالة إقامة جبرية أشبه بالسجن منذ الإطاحة به حتى عام 1980، عندما أصدر الرئيس السابق، الشاذلي بن جديد، قراراً بالعفو عنه، فسافر إلى فرنسا حيث أنشأ “الحركة الديمقراطية بالجزائر” قبل أن يعود نهائياً إلى الجزائر في 29 سبتمبر 1990، وفقاً للإذاعة الجزائرية.