الطيبة: بيوت ستنهار فوق رؤس اصحابها والبلدية غائبة
منازل عديدة في الاحياء القديمة من الطيبة على شفا الانهيار وعندها ستؤدي الى كارثة صاعقة بعدما صمت عليها الجميع وهي في طور المصيبة اليومية التي يعيشها اهالي هذه البيوت.
انها منازل تختفي وراء ابوابها حكايات اهلها الذين لم يعد لديهم ما يقيهم خطر الموت وفتك الامراض وبؤس الحال، حيثما ادرنا عدسة الكاميرا نلتقط صورا لبقايا جدران، فالتشققات العميقة فيها تشهد على قصر عمرها والانهيارات الترابية منها تنذر بأسوأ ما يمكن توقعه. رطوبة تأكل الجدران من الداخل والخارج حتى وهنت واحدودبت فصارت اقرب الى الستائر البالية منها الى الجدران. وبدل ان يحتمي اهل هذه المنازل بجدران منازلهم صارت منازلهم مصدر رعب وهلع لا يدع احدا يهدأ ويهنأ بالطمأنينة في ظل هذا الخطر الداهم.
البيوت التي نتحدث عنها هي تلك البيوت القديمة التي تقع خلف مقهى ابو الذيب ومن حول جامع “عمر بن الخطاب” أي في المنطقة التي تعرف بتسمية “الحارة”.
جولة سريعة زرنا خلالها هذه البيوت القديمة بدعوة من اصحابها وهالنا ما رأيناه. يقول سكان هذه البيوت الآيلة للسقوط انهم توجهوا مرات عديدة لمختلف الجهات المختصة لترميم بيوتهم وتدعيمها او ايجاد الحلول المناسبة لهم.
في المقهى القديم الذي يمتد تاريخه الى عشرات السنين والذي اعتاد ان يقضي به رواده اوقاتهم منذ سنين والذي كان في الماضي منبعا لكل نشاط اجتماعي وسياسي، هذا المقهى الذي تشهد حجارته القديمة على اصالته حتى اصبح معلما من معالم الطيبة، انه مقهى “ابو الذيب” ومن منا لا يعرف هذا المكان المميز.
هناك التقينا السيد صقر احمد ذيب عازم وهو من اصحاب المقهى الحاليين ويقول ان اصحاب المقهى تقدموا بطلب منذ 20 عاما لترميم محلهم الذي اصبح يشكل خطرا على رواده، ولكن البلدية اصدرت امرا بإخلاء المكان وعدم ترميمه وحتى اليوم لم تتخذ الاجراءات اللازمة في هذا الاتجاه سواء هدم المحل او السماح بترميمه قبل أن ينهار المحل على من فيه.
ويتابع السيد صقر حديثه حول الموضوع ويقول: اعلم ان هذا المقهى غير صالح للاستخدام فالسقف تشقق وهناك مياه تخرج من ارضية المقهى وحجارته عمرها عشرات السنين وتوجد تحت المقهى مغارة كبيرة كانت في الماضي تعرف بمقهى “ابو العيهة” وقد عملنا على اغلاقها حتى لا يعشش فيها مدمنو المخدرات ناهيك عن رائحة المجاري المنبعثة باستمرار في المكان، ولكن ورغم كل هذا أعتاش انا وأسرتي من الدخل البسيط لهذا المقهى.
وتبقى في منطقة “الحارة” في الطيبة مجموعة كبيرة من البيوت الآيلة للسقوط، منها من هجرها أصحابها ومنها ما يزال سكانها يعيشون فيها يتهدد الخطر حياتهم في كل لحظة. هناك عشر عائلات بصغارها وكبارها تسكن بيوتها شبه المنهارة وقد تسقط جدرانها من كل الاتجاهات في كل لحظة وقد يسقط سقف الغرفة فوق اصحاب البيت وهم نيام. ويقول اهالي هذه البيوت ان الذعر يصيبهم عند هطول الامطار في الشتاء، لأن المياه تتدفق من كل حدب وصوب والجدران تصبح كالأسفنج الرطب الطري المشبع بالموت على مسافة سنتمرات من رأس الواحد منهم.
الحاج ابو نهاد شيخ علي الذي يشارف على الثمانينات من العمر يجلس على عتبة بيته في مدخل الزقاق يتأمل حجارة البيوت التي يعرفها حجرا حجرا منذ صغره والتي شاخت مثله تنتظر قدرها علها لا تتحول الى مقبرة للاحياء.
ابو نهاد لم يعد يقوى على كظم آلام المفاصل جراء رطوبة جدران المسكن واصبح يعاني من ضيق التنفس “الربو” الذي انتابه نتيجة الرطوبة. ابو نهاد بقي صامتا ولم يقل شيئا رغم حاله، ولكن التجاعيد العريضة العميقة في جبهته خير شاهد على معاناة مديدة عاشها هذا الحاج.
وأما زوجته الحاجة ام نهاد فأكتفت بالقول: هذه الحارة اقدم حارة في الطيبة وهي تعتبر منطقة اثرية تحتاج الى الترميم حتى تصمد حجارتها وإلا انهارت فوق رؤوسنا. انا اطالب البلدية على الاقل بأي مسكن بديل لنا الى ان تقوم بترميمها.
حين تمر عبر الازقة الضيقة بين تلك البيوت ترى الاطفال يبحثون عن متسع من المكان ليسددوا الكرة نحو مرمى افتراضي، ولكنهم يعلمون جيدا ان اهدار الهدف قد يهدم جدارا خلف المرمى. هنا يعرفون ما قد يصيبهم دون انذار او مقدمات.
اما نهاد وهو الابن البكر للعائلة فيسكن في الطابق العلوي من ذات المنزل مع زوجته وأطفاله الستة. يقول نهاد لمراسلة “الطيبة نت”: “ان البلدية تأخذ منا اكثر مما تعطينا. ليس لدينا أي بنية تحتية، خطوط المجاري معدومة ومياه المجاري تتدفق الى بيوتنا. هذه الامور تنغص عيشنا. ندفع 1900 شيقل ضريبة مقابل المياه الملوثة والمجاري المتدفقة عبر جدران الحمام والتي تنبع من شقوق الارض. ما الحل بنظر البلدية؟ هل نبقى هكذا حتى تنهار البيوت فوق رؤوسنا ؟
وبحثا عن اجابات لهذه التساؤلات التقت مراسلة “الطيبة نت” مع رئيس اللجنة المعينة لإدارة بلدية الطيبة السيد فائق عودة الذي لخص ما ورد اعلاه بأنه لم يتلق أي شكوى من هذه العائلات مضيفا ان بلدية الطيبة تمر بضائقة مالية قاسية وسيحاول مناقشة الموضوع بما ان تلك المنازل تشكل خطرا على ساكنيها. تابع تعقيب السيد فائق عودة في الفيديو المرفق ادناه:
מה זה ילא פאיק תתעורר ומספיק לקבל משכורת 30.000 שיקל בכיסס על חשבון התושבים