انتخابات الرئاسة في مصر تتواصل لليوم الثاني
استأنف الناخبون المصريون صباح اليوم الخميس الإدلاء بأصواتهم في ثاني أيام التصويت بالانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك.
ويتوقع أن يكون الإقبال في اليوم الثاني أكثر كثافة نظراً لأنه اليوم الأخير فضلا عن إعلان الحكومة اعتباره عطلة للعاملين في الجهاز الإداري للدولة وذلك لمنح الناخبين الفرصة للتصويت.
وقال مصدر في القاهرة إن الناخبين بدأوا في التوافد إلى لجان التصويت قبل موعد بدء الاقتراع بنحو ساعة في محاولة لتفادي الازدحام الشديد الذي شهده اليوم الأول، وأضاف أن مقار الاقتراع باتت في حراسة الجيش والشرطة.
وأضاف أن ملامح اليوم الأول من الانتخابات عكستها عناوين الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الخميس، حيث تصدر صحيفة “الأخبار” عنوان “حققنا الحلم” في إشارة إلى كونها الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة المصرية التي يعتقد الكثير من المصريين أنها ستتم بشفافية ونزاهة بعكس ما كان يجري في عهد نظام مبارك.
وتصدر صحيفة “الوطن” المستقلة عنوان “الصراع على الكرسي: الغاية تبرر التجاوزات” الذي تناول التجاوزات التي شهدها اليوم الأول والتي كان أبرزها اختراق بعض المرشحين فترة الصمت الدعائي، أما صحيفة “الأهرام” فعنونت “الشعب يسترد إرادته الحرة”.
وقال مصدر في محافظة الإسكندرية إن اليوم سيكون بمثابة اختبار للقائمين على العملية الانتخابية في مصر لاستيعاب كافة المصريين الذين سيتدفقون على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، كما حدث بالأمس وتمديد وقت التصويت.
تمديد التصويت
وكانت مراكز الاقتراع أغلقت أبوابها مساء أمس بعد أن تم تمديدها ساعة إضافية لتنتهي عملية التصويت الساعة التاسعة مساء (بتوقيت القاهرة) بدلا من الثامنة بسبب الإقبال الكثيف من الناخبين.
وجرت عملية التصويت وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الأمن والجيش وانتشار واضح للمراقبين والمتابعين في الكثير من اللجان، ومر اليوم دون تجاوزات كبيرة رغم رصد شكاوى من قبل بعض الناخبين باختلاف أرقامهم في الكشوف الانتخابية عن تلك التي تلقوها عبر رسائل قصيرة على هواتفهم المحمولة.
ووصف أمين عام لجنة الانتخابات المستشار حاتم بجاتو إقبال الناخبين بأنه “هائل وأكثر من المتوقع”، ووعد بأن تكون هذه الانتخابات عرسا ديمقراطيا يشهد له العالم.
يُشار إلى أن اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية أعلنت أن نحو 9534 ممثلاً لمنظمات حقوقية محلية وأجنبية، وخمسين بعثة دبلوماسية معتمدة في مصر – فضلاً عن الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي- يتابعون العملية الانتخابية، في حين يغطيها 2859 إعلامياً وصحفياً مصرياً وأجنبياً مقيماً ووافداً.
ويحق لأكثر من خمسين مليون ناخب مصري الإدلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات، التي تجري تحت إشراف قضائي كامل على جميع مجريات العملية الانتخابية ضمانا لسلامتها ونزاهتها حيث يشرف على الانتخابات نحو 14 ألف قاض بواقع قاض على كل صندوق. ومن المقرر أن تبدأ عمليات الفرز في اللجان الفرعية بعد انتهاء التصويت في اليوم الثاني مباشرة.
ورغم أن 13 مرشحا يتنافسون في الانتخابات، فإن المنافسة تنحصر، وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، بين خمسة مرشحين هم عبد المنعم أبو الفتوح وآخر رئيس وزراء بعهد النظام السابق أحمد شفيق، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والناصري حمدين صباحي، ومرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي.
ومن المقرر أن تعلن النتائج الرسمية للجولة الأولى الثلاثاء القادم، وتجرى جولة إعادة يومي 16 و17 يونيو المقبل بين أعلى اثنين المتنافسين من حيث عدد الأصوات إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية 50% زائد واحد بالجولة الأولى.