فلسطين تنتخب …رئيسا لمصر…!! بقلم: عماد عفانة
تسجل جمهورية مصر العربية وخلال الساعات القليلة القادمة ولأول مرة في تاريخها حدثا غير مسبوق، إذ يخرج الشعب المصري ليختار رئيسا له بكل حرية ونزاهة وشفافية عبر صناديق الاقتراع إنه فعلا لحدث تاريخي مشرف.
إنه لحدث تاريخي لأنه لم يسبق للشعب المصري أن انتخب رئيسه، وكل ذلك بفضل ثورة 25 يناير حيث سيكون رئيسا للثوار. إنه لحدث تاريخي لم تتحه للشعب المصري حتى ثورة 1952 التي رسخت حكم العسكر بكل ما فيه من تجبر وقمع للحريات وفرض لوجهة نظر الحاكم الذي لم ينتخبه أحد.
غير أن فلسطين وليس مصر فقط ستنتخب أيضا الرئيس المصري القادم..!! ذلك أن فلسطين الخاصرة الشمالية لمصر، ترتبط عضويا بمصر حيث خاضت مصر على أرضها معارك وحروب تشهد عليها عين جالوت مع التتار، وتشهد عليها المعارك البطولية مع شذاذ الآفاق الصهاينة إبان احتلالهم لفلسطين 1948م.
كما أن فلسطين البوابة الشمالية لمصر تمثل عمقا استراتيجيا متبادلا لكل من مصر وفلسطين، كما تمثل حزاما للأمن القومي المصري، فما دامت فلسطين حرة وآمنة فستبقى مصر أيضا مستقرة وآمنة لا سيما من جبهتها الشمالية.
فلسطين تحتل موقعا متقدما في قلوب المصريين شعبنا وحكاما على مر التاريخ، حيث حظيت فلسطين برعاية مصر على مر العصور عدا عصر المخلوع مبارك الذي بدل الرعاية إلى تآمر.
حرية فلسطين من حرية مصر وأمن فلسطين من أمن مصر ورخاء فلسطين من رخاء مصر، لذلك ففلسطين تنتخب أيضا رئيسا لمصر يصعد بمصر لموقعها الريادي في قيادة الأمتين العربية والإسلامية.
رئيسا يعيد مصر لموقع الصدارة في مقدمة الدول المتقدمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والعلمية والعسكرية.
رئيسا ينهض بمصر من كبوتها ويقود مشروع النهضة فيها ليصل بها من دولة تابعة تستجدي غذائها من أعدائها إلى دولة رائدة يتطلع الجميع للحصول على منتجاتها.
رئيسا ينطلق بمصر شيبا وشبانا لتصبح مصر مرة أخرى في مصاف الدول المهابة سياسيا المنيعة عسكريا القوية اقتصاديا المتصدرة علميا المصدرة للعالم كل ما يحتاج إليه من صناعة وزراعة.
رئيسا يعود بمصر لجذورها كراعية وحامية للأقصى والمسرى ويبوء جيشها – خير أجناد الأرض- لمصاف القوى العظمى في العالم مهابة الجانب.
رئيسا قويا يقمع الاحتلال الصهيوني الذي تغول على مصر تماما كما تغول على فلسطين، وانتهك حرمة دماء وأرض وبترول وغاز وثروات وآثار مصر ونهبها حتى الآن بثمن بخس.
رئيسا يردع الاحتلال عن غيه وعدوانه على فلسطين أرضا وشعبا وينهي الحصار الظالم الذي يدمي قلوب الأمة جمعاء. فلسطين تنتخب رئيسا لمصر ينهي حصارها ويفتح معها الحدود، رئيسا يدعم صمودها ويسند مقاومتها ويجمع شتات فرقتها ويصلح صفوف قادتها ويوحدهم في وجه العدو الصهيوني.
فلسطين تنتخب رئيسا محبوبا وقويا أمينا ونهضويا لمصر لفلسطين وللأمة بأسرها. فلسطين تنتخب رئيسا لمصر تتمنى فيه كل الصفات التي تتمناها لرئيس فلسطين، فمرحى لمصر ولشعبها العظيم، ومرحى لفلسطين وشعبها المرابط، آملين من العلي القدير أن يقدر لمصر وفلسطين على يد الرئيس القادم أياً كان اسمه كل الخير والازدهار والتقدم.