نزح عدد من العائلات بعد ظهر امس الاربعاء عن مدينة الطيبة للإقامة لدى اقارب لهم في مدن وقرى أخرى بعيدة لدرجة ان البعض منهم لجأ الى مدينة نابلس بحثا عن قسط من الهدوء بعد جرعة الرعب التي تلقتها هذه العائلات بسبب انقضاض قوات الشرطة ودوي اطلاق الرصاص في الحي الذي يسكنونه.
وكان المرحوم الشاب امير حسونة البالغ من العمر واحدا وعشرين عاما لقي مصرعه بعد ان تعرض لإطلاق النار من قبل الشرطة اثناء حملة شنتها قوات كبيرة من فصائل الامن من مختلف الوحدات في الطيبة، كما اصيب شاب آخر بجراح نارية وصفت بالمتوسطة وتم نقله الى مستشفى “مئير” في كفار سابا.
ويسود مدينة الطيبة منذ ظهيرة امس حالة من القلق والتوتر الى جانب انتشار مكثف لأفراد الامن الذين يتجولون في مدينة الطيبة بزي مدني إضافة الى تواجد افراد من الشرطة في عدة نقاط خشية اندلاع احتجاجات على مقتل الشاب امس وفق، ما ذكرت مصادر الشرطة.
الى ذلك، توافدت الى مركز شرطة الطيبة منذ الامس تعزيزات إضافية بقوات أخرى على خلفية جريمة القتل التي وقعت في مدينة الطيرة الليلة الماضية وراح ضحيتها الشاب ربيع سمارة (26 عاما) والتي اضطرت قوات الشرطة الى تخصيص عدد من كادرها لمتابعة الوضع في الطيرة لاسيما وان مخاوف شديدة تنذر بتدهور الوضع جراء الاستياء الشديد لدى المواطنين في كلا المدينتين.
وتعالت اصوات في الطيبة تطالب بفتح ملف تحقيق للنظر في تصرف الشرطة في الطيبة امس وحقيقة ما وقع وعدم الاخذ بما تدعيه الشرطة من ان المرحوم سقط اثناء تبادل لإطلاق النار، في حين كرر كثيرون أنه لم يقع أي تبادل لإطلاق النيران في المكان، وان هذه قصة اختلقتها الشرطة لتبرر جريمتها.
وفي هذا السياق جاء نداء عضو الكنيست طلب الصانع – النائب عن الموحدة والعربية للتغيير، الذي قال انه من غير المقبول ان تبرر الغاية الوسيلة، ومن غير المقبول ايضاً ان تسمح الشرطة لنفسها باللجوء للعنف بدعوى مكافحة العنف، ولذا يستوجب فتح ملف تحقيق في تصرف افراد الشرطة اثناء هذه الحملة التي انتهت بمأساة راح ضحيتها شاب في ريعان شبابه.