رغم نأي قيادات فتح وحماس بالحديث صراحة عما ستفرزه الانتخابات المصرية المقررة في 16, 17 الشهر الجاري بين مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المستقل احمد شفيق لكن لا يخفى على احد رغبة كل طرف بفوز مرشحه الذي يعتقد انه سينحاز اليه او يدعم مواقفه.
ورأى محللان سياسيان أن نتائج الانتخابات المصرية سيكون لها تأثير مباشر على جهود تشكيل الحكومة الفلسطينية ..ففي الوقت الذي تأمل فيه حركة حماس فوز المرشح الإسلامي محمد مرسي تنتظر حركة فتح فوز آخر رئيس وزراء في عهد حكومة مبارك احمد شفيق وفي انتظار ما تسفر عن نتائج الانتخابات المصرية فان فلسطين تراقب وتبقى الحكومة المرتقبة تنتظر أيضا.
ولم يخف القيادي في حركة حماس احمد يوسف بان نجاح مرسي في الانتخابات سيكون مريحا باعتبار الاخوان المسلمين يدعمون القضية الفلسطيية
واضاف يوسف: “ما يهمنا استقرار مصر اولا بغض النظر عمن سيأتي لكرسي الحكم رغم ان وصول مرسي سيكون مريحا لنا وللشعب الفلسطيني باعتبار الموقف التاريخي للاخوان المسلمين الداعم للقضية الفلسطينية بابعادها السياسية”.
وأضاف ان نجاح الاخوان في الانتخابات الرئاسية سيدفع الجميع للتفكير فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الفلسطينية …خاصة بعد ان اصبح الاسلاميون جزءا من الخارطة السياسية بالمنطقة”.
واكد يوسف ان موعد لقاء الرئيس ومشعل في العشرين من الشهر الجاري كان مقصودا لجهة الانتهاء من الانتخابات المصرية, وأضاف: “رغم التأجيل إلا ان المصالحة سوف تتحقق هذا العام …سنضع ثقلنا لإنجاح حكومة ابو مازن”.
وعن كيفية تنقل وزراء الحكومة من قطاع غزة ..قال يوسف: “في حال تعذر وصول الوزراء الى الضفة بفعل الاحتلال سيكون التواصل عبر الفيديو كونفرنس ..لكن نأمل ان لا يكون على من تلك الاسماء اي فيتو اسرائيلي”.
من جانبه توقع مخيمر أبو سعدة المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر تأجيل موعد لقاء الرئيس محمود عباس بمشعل بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستجرى في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري.
وتوقع أبو سعدة أن يكون هناك تأجيل آخر, مبيناً أن الأمور لم تحسم بشكل نهائي بشأن موعد اللقاء والاتفاق على تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية.
من جهته بين المحلل أبو سعدة أنه إذا نجح محمد مرسي مرشح الإخوان في الانتخابات المصرية سيكون بمثابة دعم سياسي ومعنوي لحركة حماس , مضيفاً “حماس تستقوي بنجاح مرسي , لتحاول فرض رؤيتها وبرنامجها فيما يخص حكومة التوافق, وفي حالة عدم نجاحه سيكون ذلك نقطة ضعف لحماس”.
وأشار أبو سعدة إلى أن الرئيس محمود عباس يتجه باتجاه حكومة التوافق , لان الاحتلال الإسرائيلي لم يبق أي مجال لمفاوضات قادمة , مبيناً أنه لم يعد أمامه إلا الاتجاه إلى تشكيل حكومة توحد الشعب الفلسطيني.
وأوضح أبو سعدة أنه من الصعب وجود أشخاص فلسطينيين مستقلين بالكامل حتى وان كانوا لا ينتمون لأي حزب فاتجاهاتهم تكون لحزب معين, مشيراً إلى أن الأسماء التي نشرت بالأمس للمرشحين للاختيار في حكومة التوافق ليسوا مستقلين بالكامل قائلا” هناك الكثير من الأسماء قريبة جدًا من فتح أو حماس, حتى وان لم تكن محسوبة عليهم”.
وأشار إلى انه إذا تم اختيار شخصيات أكاديمية يمكن لها أن تدير الحكومة بالاختصاصات التي تتعلق بالشأن الداخلي , مبيناً أن مهمة حكومة التوافق الأساسية لمدة 6 شهور سيكون التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية, ولن يكون لها تفويض سياسي.
ومن جهة أخرى أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أنه لن يكون هناك تأثير للانتخابات المصرية على تشكيل حكومة التوافق لأن التشكيل فلسطيني داخلي, ولكن تأثيرها سيكون على قرار التشكيل, قائلا” كلا الطرفين ينتظر الانتخابات المصرية وينتظر من سيفوز بها”.
وأشار إلى أن وزراء حكومة التوافق سيكونون من كفاءات أكاديمية ومهنية ومتخصصة , مما يؤهلهم لإدارة الحكومة بشكل جيد.