أدراكنا للحياة، بلفظ ألأنهزام والتواطؤ. بقلم: مرعي حيادري
أن قيمة ألإنسان الحق , لهي جوهرة ربانية , لا بد لنا من احترام معاييرها وقوانينها الحياتية والدستورية , في ظل دولة أو أطار يشابهه , لنعبر بها مراحل حياتنا الخالدة في نظرنا , وليست المخلدة , ومن يدرك معنى قيمة الحياة ألإنسانية ويسلك باتجاهها, لهو في قمة العيش الحياتي ألأمثل , والمراد به في قاموس التعامل البشري , لإكمال مسيرة الحياة في ظل كافة المستجدات السياسية المؤرقة والصعوبات الفكرية وألأقتصادية على حد سواء.
فكيف لنا التأقلم في هكذا موكب ممتلئ بشظايا حارقة ومنها جارحة , تعكر صفو ألأجواء فيما لو أكتمل فيها معيار التعامل الملفوظ , ألا وهو (ألالتواء والتخاذل والتواطؤ)متمثلا في النهج والأسلوب الاجتماعي والسياسي والثقافي الفكري, إلى حد ولوج الدين والذي يشكل عنصرا أساسيا في خلق تعاملنا مع يعصنا , لو نظرنا أليه من زاوية (الدساتير ألاجتماعية ) والتي تسيرنا نحو ألألفة والمحبة, وليس في البغض والكراهية , كما هو دارج في مجتمعاتنا العربية وأقطارها الخارجية , وأكبر دليل على هذا ما نشاهده اليوم في العراق العربي , والذي أضحى وفق المعايير الحالية ( عربا سنة, وعربا شيعه, وأكراد سنه, وتركمان سنة) وهل هذا عراق عربي وفق المواصفات والمعايير الدستورية والحياتية؟!.
ما يحدث في حياة عروبتنا أنه لأمر مؤسف ومحزن ومضحك .
مؤسف : لعدم التمشي ومعيار القيمة الحقيقية للإنسان… ومحزن : للقتل وسفك الدماء الحاصل في العراق وفلسطين ولبنان؟!… ومضحك: لأن العرب وأل أسلام فقدوا الروابط والحقب التاريخية لهذه ألأمة , وجعلوها أضحوكة ومهزلة في أيدي الحكام الغربيين أمثال : ( بوش وبلير وغيرهم) من المتآمرين على شعوبهم العربية وزعماء تلك الشعوب التي نصبت مثل هؤلاء , عنوة وقسرا بظل شمسية أجنبية , تركت بصماتها على شعوب ألأمة ألإسلامية والعربية سواء, وهاهم اليوم حكام تلك الدول (جمهوريات, ملوك , وأمراء , ورؤساء) يقطفون ثمن عروشهم المرصعة بالدولارات أقطارا ممزقة , مشتتة, لا وطن أو دين أو قومية , لا بل جعلوا منهم ومنا قبائل وطوائف نصارع ونقاتل يعصنا بعضا , وهم يسكرون ويرقصون على أنغام موسيقانا العربية ألأصيلة , وينتظرون الخراب والدمار أكثر فأكثر , وعيونهم على أقطار أخرى , تنتظر الدور في الذل وألأهانة , وبدون حراك , خامدين في قصورهم وعروشهم , ينتظرون ألأذن من أسيادهم (بوش وبلير) للضربة القادمة , والتي ستكون الصفعة ألأقوى لهم قبل غيرهم , وهم هامدون كالحطب المحروق لا رائحة له, يصدر دخان أسود , لحقبتنا السوداء, وتارة دخان أبيض ينشده بعض القوميين والوطنيين لعودة تاريخ وحضارة ألأمة ألإسلامية العربية والذي سرق عنوة في ظل ألاستعمار الأجنبي وبمآزره الزعماء العرب وأل أسلام؟!…
هذا هو مسلسل حياتنا الذي يأباه كل ذي فكر وضمير , كل قومي ووطني, لا يرضى الذل والهوان , ويلفظ ألانحناء وألأنطواءوالتخاذل تحت كنف الطامعين بثروات العرب (الفكرية والحضارية) والبترولية التي سرقت منهم وما زالت تنهب في وضح النهار في العراق والسعودية والكويت ودول ألأمارات وبقية ألأقطار العربية الخانعة تحت كنف بوش وبلير , وما مصير حروبنا ألا بسببنا وبأموالنا الشاهدة على تورطنا في مسلسل طويل الأمد من الخيانة العظمى لأمتنا وشعوبنا.
وعليه أنبه وأحذر اليوم وقبل الغد , أن مسلسل الفتنة الطائفية والقبلية والعشائرية لهو مسلسل قذر, يفرق بين ألإنسان وأخيه ألإنسان , وما هدفه ألا زرع بذور التفرقة الطائفية البغيضة والعراق أكبر شاهد على هذا الحدث بعد ألاحتلال الأمريكي له , حيث صدرت حكومة أمريكا هذه السياسة المبيتة لاستمرار القتال والصراع بين ألأخوة وتعميق الفتنة , ليخلو لهم جوا هادئا في التفرج على هذا الشعب يقتل بدلا من المقاومة لهم ؟! وهل من أحد يوصل الرسالة الحقيقية لأولئك المتصارعين القتلة في الشارع العراقي , وليعوا سر الفتنة الحاصلة هناك؟! ولماذا لم نسمع منذ أعوام خلت عن الشرخ الحاصل في العراق من طوائف جهلنا هويتها واليوم بانت فجأة , بقصد وهدف واضح من قبل أمريكا وبريطانيا , عمقا بالشرخ بدلا من الوحدة , والأكاذيب التي وعودوا بتا من قبل أمريكا بالديمقراطية؟!! وأين هي تلك الديمقراطية التي قتلت ما يقارب المليون عراقي على مدار ثلاث سنوات على حد تعبير ألإحصاءات الواردة من الأعلام المرئي والمسموع؟!..
لذا وبعد هذا المسلسل الدامي والقاتل والحاصل والذي ما زال مستمرا , ولا نعرف نهايته كيف والى أي مسار تتجه , أحذر من النقلة القادمة من قبل ألاستعمار الأمريكي البريطاني , ووجهة نظره ألأسيوية والأفريقية , وما هو مصير كل من (سوريا ولبنان ؟!)… وهل إيران كانت العقبة فعلا في تقدمها النووي لأمريكا .. أم هي صفقات سياسية في ظل تدخلها في العراق, وكما يصفونها البعض
أن أمريكا أهدت العراق على طبق من ذهب مقابل مكاسب سياسيه؟!!
أمريكا بأختصارتسير قواعد اللعبة السياسية والحربية في جميع أنحاء القارات وبدون منازع , وليس هناك من يردعها في ظل تشرذم عربي مكون من واحد وعشرين دولة عربية , تنتظر ألانضمام أليها دولة فلسطين العتيدة المسجلة على الورق منذ عام 1991 ؟! وها نحن اليوم في عام 2007 وهل فعلا سيتم تحقيق ذلك ؟!..
أم أن عامنا الجديد سينبئنا في وحدة العالم العربي كدولة واحدة قوية , يجعل قرارها قويا سليما تجاه مقارعة أمريكا وسياسة بطشها الثقيلة؟؟؟!! لننتظر ونرى , فحينها يمكنني القول أننا قد وصلنا قمة الوعي وألأدراك والفهم!!!.