سوريا: قتال في حلب وتعزيزات لتحصين دمشق
تجدد القتال بعنف اليوم الأحد في مدينة حلب بين القوات النظامية السورية والجيش السوري الحر الذي سيطر على أجزاء منها مثلما سيطر على معظم المعابر الحدودية مع تركيا والعراق.
وفي الوقت نفسه واصل الجيش السوري تعزيز قواته في دمشق بهدف تحصينها, وقصف المناطق الثائرة في ريف المدينة وفي محافظات أخرى.
وتعد حلب عصب الاقتصاد السوري, ونقل الجيش الحر المواجهات إليها قبل يومين بعدما سيطر على معظم المدن والبلدات الواقعة في ريفها مثل إعزاز.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية محمد سعيد إن اشتباكات عنيفة وقعت صباح اليوم في أحياء الصاخور وصلاح الدين, وتوسعت لأول مرة إلى حي سيف الدولة.
مواجهات بحلب
وأضاف سعيد أن دبابات تابعة للجيش السوري حاولت اليوم اقتحام حي صلاح الدين, وقصفت منطقة سيف الدولة مما أدى إلى تهدم مبنى من أربعة طوابق، وفق ما قالت لجان التنسيق المحلية.
وقال الناشط السوري إن القيادة العسكرية للجيش الحر في منطقة حلب أعلنت “النفير العام” استعدادا لهجوم يستهدف السيطرة كليا على حلب المدينة.
من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات تدور في أحياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وفي محيط مبنى الهجرة والجوازات. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في الوقت نفسه عن قصف مدفعي من الجيش السوري لمدينة الأتارب في ريف حلب.
وقال ناشطون إن القصف الجوي والمدفعي تجدد اليوم على دير الزور وبلدات قريبة منها, وعلى حرستا في ريف دمشق, وتلبيسة في ريف حمص. وكانت مواجهات بين الجيشين النظامي والحر وقعت أمس في مناطق مختلفة بينها محافظة الحسكة التي سيطر مقاتلو المعارضة على أغلبها حسب مصادر من الجيش الحر.
وقالت هذه المصادر إن الجيش الحر سيطر على مدينة “الهول” وبلدات أخرى, في حين سجلت مساء أمس مواجهات داخل مدينة القامشلي وفي محيطها بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة. وشملت المواجهات بين الجيش ومقاتلي المعارضة مناطق في ريف دمشق ودرعا وحمص وفقا لناشطين.
وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس 145 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وفي حمص وإدلب, وقدم المرصد السوري حصيلة مماثلة, وأشار إلى أن من بين القتلى 43 من الجنود النظاميين.
تعزيزات بدمشق
وفي دمشق التي سيطر الجيش الحر جزئيا قبل أيام على بعض أحيائها ومنها حي الميدان قبل أن ينسحب منها, واصل الجيش السوري نشر مزيد من القوات في محاولة لتأمين المدينة مرة أخرى.
وقال هشام الشامي عضو تنسيقية منطقة الصالحية إنه لم تسجل اشتباكات في المدينة صباح اليوم. وأضاف أن الجيش السوري شن حملة دهم بالدبابات والمدرعات في حيّي المزة وكفر سوسة, مشيرا إلى أن الجيش يحاصر المدينة من كل الجهات.
وكانت الحكومة السورية قالت أمس إنها قواتها تمكنت من “تطهير” أحياء بينها الميدان والقابون من عناصر الجيش الحر.
وقال دبلوماسي غربي إن الرئيس السوري بشار الأسد يحرك قوات من مناطق أخرى لحماية دمشق, مشبها إياه بـ”طبيب يتخلى عن أطراف المريض لإنقاذ الأعضاء”.
وأغلقت محال تجارية كثيرة بينما تشهد المدينة تزاحما على محطات الوقود والمخابز وفقا لسكان. وفي ظل القصف والاشتباكات, تظاهر آلاف السوريين الليلة الماضية في حلب وحمص وحماة وريف دمشق تضامنا مع المدن المنكوبة ودعما للجيش الحر.
المعابر الحدودية
في الأثناء, باتت جل المنافذ الحدودية بين سوريا وكل من العراق وتركيا تحت سيطرة الجيش الحر، وقد سيطر مقاتلوه أمس على منفذ اليعربية الذي تقابله في الجانب العراقي محافظة نينوى.
وكان الجيش الحر سيطر قبل أيام على معبر البوكمال الذي يقع أيضا على الحدود العراقية, وسيطر أيضا على معبري باب الهوى وباب السلام مع تركيا.
وقد أغلقت تركيا معبر باب الهوى بعد استيلاء مسلحين على محتويات شاحنات تركية وتوزيعها على السكان, كما أن العراق أغلق معبر البوكمال ونشر قوات تعزيزات على الحدود بعد سقوط المعبر بأيدي الجيش الحر.