الموهوبون هم فئة مميزة من ابنائنا ويستحقون أن نسلط الضوء عليهم ومن حولهم فهم من ذوي القدرات الخاصة هبة لهم من عند الله، صقلها اهلهم بتربية وتوجيه سليمين وتشجيع من المدرسة والاصدقاء حتى تبلورت شخصية المتفوق النجيب الذي لا يقبل بأقل من المرتبة الاولى، وما اجمل الحفاظ على المرتبة الاولى دائما وما اقسى التقهقر إن حدث هذا.
هؤلاء اطفال خلقوا ليكونوا مميزين وهم يتصفون بالمرونة الفكرية والعفوية في المبادرة والآراء، وعادة لا يقتنعون بالاجابات السطحية عن استفساراتهم. اكتشاف المعرفة وترويضها لتكون كالعجينة في ذهن كل منهم هو الهدف الاول والاخير لكل منهم، ومن بحث عن المعرفة سلاحا يتحدى به الحياة، فلن يخسر معركة في حياته اطلاقا.
هكذا هم اينما وجدوا، وهم كثر وفي كل مكان يكفي ان ينتبه اليهم اصحاب الملاحظة وحدة الانتباه. في مدينتنا الطيبة يمكننا التباهي بكثير من هؤلاء الاطفال ونعتبرهم نوابغ المستقبل بدون مبالغة، سواء في التفكير الرياضي او الفن او الرياضة او في مجالات أخرى.
موقع “الطيبة نت” اراد اليوم ان يسلط الضوء على شقيقين من هذه الفئة، ولد انهى الصف السادس وبنت انهت الصف الرابع، انهما الشقيقان محمد وعزيزة. اما الاب فهوالطبيب فراس عازم وأما الام فهي المحامية سهى عازم، اسرة طيباوية عادية انعم الله عليها بذرية في غاية الذكاء.
محمد يميل الى الرياضيات وقد امتلأت غرفته بالجوائز وشهادات التقدير والكؤوس، بفضل المراتب الاولى في المسابقات القطرية في الرياضيات للموهوبين منذ سنوات وهو في القمة، ليس امامه أي منافس سوى المدى البعيد ليفرشه بالطموح ويعدو خلفه.
اخته عزيزة التي انهت الصف الرابع، تعلمت من شقيقها الاكبر التطلع الى الاعلى والى الامام بعيدا قدر الامكان، ولم تتأخرالنتائج، فقد حصدت المرتبة الاولى بالرياضيات قطريا لفئة الصفوف الرابعة ومن قبلها لفئة الصفوف الثالثة، ولا احد يشك في انها ضبطت الايقاع الصواب في حصد المراتب الاولى في السنوات القادمة دون أي عوائق.
محمد تخرج من ابتدائية “ابن سينا” (أ) بينما شقيقته تواصل دراستها في ذات المدرسة في حين ينتسب الاثنان منذ سنوات لمدرسة الموهوبين التابعة لكلية “القاسمي”، حيث تقام المسابقات العلمية السنوية في شتى المواضيع والتي تبرز خلالها موهبة كل ذي موهبة.
محمد وعزيزة لا يحصران قدراتهما الذهنية في مجال واحد، لأنه من الاجحاف ان يقتصر الاهتمام على مجال واحد، فنجد محمد يبرز مهارات يحسد عليها في مداعبة الكرة قلما يتمتع بها اقرانه. واما عزيزة فتتمتع بإذن موسيقية وأنامل عازف بارع على آلة الاورغ، فنجدها وبكل سهولة وعذوبة تدفعنا لندندن معها فيروزية “كان عنا طاحونة….”.
يجتمع الشقيق والشقيقة في نزال الشطرنج بين الحين والآخر وكأنهما يريدان بذلك ضبط عقارب ساعتيهما كل حسب توقيت الآخر، كي لا ينسيا انهما ولدا ليكون كل سندا للآخر ولبقية اخوته.