طارق عازم يتحدث عن دور المرشد النفسي بمدارس الطيبة
اقترب العام الدارسي الجديد مع وجود العديد من الثغرات والنواقص التي تشهدها المدارس، اهم هذه النواقص هي افتقار المدارس في الطيبة للمرشد النفسي داخل المدرسة.
يعمل في الطيبة ثلاثة مرشدين نفسيين فقط، ولا يخفى على المطلعين على الامر أن هذا الدور في مدارسنا يعاني من اضطراب حقيقي ويرجع ذلك إلى عدم الوعي بالحاجة إليه في مدارسنا.
إن غرفه الإرشاد النفسي للطلاب في اغلب المدارس تعاني من نواقص واضحة في توفير أدوات القياس النفسي وتهيئة هذه الغرف بطريقة تمكن المرشد من ممارسة دوره في المدرسة.
عن هذا الموضوع، وكل ما يرتبط به، التقت مراسلة “الطيبة نت” مع المرشد النفسي طارق عازم – مدير قسم الارشاد النفسي في بلدية الطيبة ليحدثنا عن هذا الموضوع:
مدارس الطيبة بحاجة لمرشدين نفسيين
طارق عازم: تتناول مهام المرشد النفسي ثلاثة جوانب هي: الجانب التعليمي والسلوكي العاطفي. وتشارك وزارة المعارف بـ 68% من الاحتياجات المادية مقابل 32% هي مشاركة البلدية لتنظيم عمل المرشدين النفسيين وتوظيفهم اضافة الى ان من واجب البلدية ايجاد المرشدين النفسيين لتوظيفهم. بالطبع يجب ان يكون المرشد النفسي مؤهلا أي حاصلا على شهادة اكاديمية طبية. ونظرا لعدد المدارس، فالطيبة ينقصها الآن ستة مرشدين نفسيين وحاليا لدينا فقط ثلاثة مرشدين فقط، مما يدفع بكل مرشد للعمل في ثلاث مدارس معا بدل ان يعمل في مدرسة واحدة.
الى جانب هذا فالطيبة ينقصها سقف خاص، اي مقر لمؤسسة نفسية تعمل على تقديم الخدمات. وهذا الحلم لم يتحقق حتى الآن وآمل من بلدية الطيبة والوزارات ذات الصلة العمل على هذا الموضوع.
النزاعات العائلية تؤدي الى مشاكل عاطفية وسلوكية
ويواصل المرشد النفسي طارق عازم حديثه لموقع “الطيبة نت” قائلا: ان النزاعات العائلية الدائرة في الطيبة لها نصيب كبير في خلق المشاكل العاطفية والسلوكية لدى كثير من الاولاد بمعنى ان هذه النزاعات خلفت عددا كبيرا ممن فقدوا اعزاء عليهم ومنهم من اصبح يتيما ومنهم من يعيشون بصورة متواصلة في حالة من القلق والرعب ومنهم من يحرم من ظروف العيش الاسري الطبيعي بسبب الهرب المستمر للاب او للشقيق او للخال او للعم من الثأر مما يؤدي الى عيش اقصى حالات الصراع العائلي من خوف ورهبة بشكل مستمر.
لا ننسى ظاهرة العنف ضد الابناء ولاسيما الضعاف منهم وهم الأطفال. وهي ظاهرة تعاني منها كل المجتمعات في العالم وقد تجاوزت الحدود لتترك آثارا سلبية على الابناء من الناحية النفسية. هذه الحالات لها اشكال مختلفة وتتراوح بين المعاملة السيئة وحتى الاعتداءات الجنسية مرورا بالحرمان من الضروريات والأضرار النفسية وما تتركه من آثار على نفسية الشخص الي يتعرض لها.
ظاهرة الخلافات الزوجية او الطلاق
الابن إذا شاهد أبيه وأمه، يتشاجران يتشتت ذهنه ويصبح في حيرة من امره وتنتابه خيبة امل عميقة ويفقد ثقته بمن هم اكبر منه وقد تصل حالته حد الاصابة بالمرض. كما تدفع الخلافات الزوجية بين الاب والام، الابناء الى محاولة الابتعاد عن البيت من خلال الهرب والبحث عن حضن آمن آخر بيعدا عن البيت وهذا امر في غاية الخطورة لأنه قد يوقع الابن او الابنة في حضن من أناس يستغلون وضع الصغير المحتاج في جنوح اخلاقي.
كما لهذه النزاعات والشجار المتكرر تأثير نفسي عميق جدا قد يؤدي الى انطواء الطفل او المراهق والانزواء والشعور الفائض بالخجل وبامراض نفسية متعددة.
إن ازدياد نسبة الاولاد الذين يعانون من مشاكل نفسية وسلوكية كان سببا في ضم مدينة الطيبة الى مشروع “شميدت” الذي يهتم بقضايا الاولاد والشبيبة في ضائقة.
ويقوم المشروع بإشراف وزارة الرفاه الاجتماعي وبالتعاون مع وزارات اخرى ذات شأن في الموضوع مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ومؤسسة الشؤون الاجتماعية.
ويهدف المشروع الى انشاء ما يعرف بتسمية “غرفة دافئة” في كل مدرسة من مدارس الطيبة وإتباع برامج وأطر تتعلق بشريحة الاولاد والشبيبة الذين يعانون من الضائقة أي كانت، ومعالجة قضاياهم المختلفة.
من جانبها تعمل بلدية الطيبة على اعداد البرامج وإقامة الاطر الضرورية للانخراط في هذا المشروع بينما يبقى الهدف الاول من مشروع “شميدت” افتتاح هذه الغرف الدافئة في المدارس حيث يكون المرشد النفسي يزاول مهمته بالعمل مع الصغار ممن يتعرضون لأي شكل من اشكال المعاناة النفسية سواء العاطفية او السلوكية.
والمدارس التي تم ادراجها ضمن هذا المشروع هي: ابتدائية “البخاري” وابتدائية “ابن رشد”. وهاتان المدرستان فيهما الكثير من الاطفال الذين يواجهون مشاكل سلوكيه خاصة.
وهنالك مدارس يعاني طلابها من هذه المشاكل ولكن للأسف لا يوجد فيها “غرفة دافئة” مثل مدرسة “ابن خلدون” على سبيل المثال، حيث العديد من الايتام وكذلك مدرسة “عمر بن الخطاب” المتواجدة في حي فقير.
مهام “الغرفة الدافئة” ان تكون بعيدة عن ادارة المدرسة كي يكون تعاونا كاملا بين المرشد النفسي والطالب ولكي تنشأ الثقة المتبادلة وحتى يحضر الطالب الى هذه الغرفة والتحدث وهو مطمئن للمرشد النفسي لأن العملية مبنية على السرية التامة والحفاظ على الخصوصية للطالب، ولكن للأسف هذه الغرفة لا تزال غائبة عن مدارسنا.