تابع اليوم سرد حكاية من حكايات الزمن الجميل لمدينة الطيبة وجوانب اجتماعية من التاريخ مع الحاجه ام كامل طيبي (برانسي) التي تأخذنا الى ايام جميلة مضت في زمن جميل انقضى عاشه آباؤنا وأجدادنا.
تحدثنا الحاجة ام كامل عن رمضان والعيد ايام زمان وعن العادات والتقاليد وتصف لنا رحلتها الى يافا عند اقربائها من ال طيبي.
ستطعمنا الحاجة ام كامل خبز “الطابون” الذي انقرض من تراثنا بعد ان كان له ﻣﻛﺎﻧﺔ كبرى ﻟدى أﺟدادﻧﺎ والذي كانت رائحته الشهية تنتشر في كل ارجاء الحارة حين تشرع أي من الجارات تخبز عجنتها فسرعان ما كانت تلتف حول “الطابون” كل نسوة الحي، هذه تعجن وتلك تقطع العجين وأخرى “ترق” العجين لتدسه الاخيرة في الطابون بعد ان يخمر كما يجب مستورا بحرام سميك.
ام كامل تذيقنا الكعك والمعمول الذي تتحول البيوت في آخر ايام رمضان الى ورشات لإعداد كميات هائلة منهما وهما الحضور الدائم على موائد عيد الفطر في كل بيت بكل الاشكال والمذاقات.
حكاية ام كامل تشبه الى حد بعيد حكاية الكثير من نساء الطيبة، توفي زوجها وكأرملة تحملت مسؤولية تربية الاولاد الصغار بمفردها وتحملت كل مشقات الحياة بأسم تربية هؤلاء الصغار حتى يقوى متن كل منهم ويعتمد على نفسه وعانت الامرين حين كان بعض منهم خلف الغضبان.
عرفها الجميع في الماضي باسمها الشخصي فهيمة البرانسي، قبل ان تصبح الحاجة ام كامل، وهي امرأة أوغلت مع ابنائها وأبناء عائلتها من عائلة البرانسي في حب الوطن ولم تغب عن ذاكرتها ولو للحظة ايام الطيباوي الشهير المرحوم صالح برانسي الذي كانت له امينة سر يخفي لديها ما شاء عن اعين الشرطة والسلطات ايام كان مطاردا.
الحاجة ام كامل عرفها الجميع بجرأتها وهي عذبة الحديث لا تدع الملل يتسرب الى مستمعيها، ولذا فهي خير جليس في هذه الايام المباركة لتعيدنا الى جذورنا.