كانت مدينة الطيبة كما هي اليوم بسكانها الذين يسارعون قبيل الافطار الى شراء الفلافل والقطايف وكان السكان يشترون الاطعمة الشعبية مما دفع الحاجة رحيبة شيخ يوسف الى البدء بإعداد الفلافل والقطايف وبيعها منذ ان كانت صبية وظلت تمارس هذه المهنة الى ان بلغت 68 عاما.
قصة الخالة رحيبة مع الفلافل تعتبر تاريخية، اذ انها تعتبر فصلا من تراث مدينة الطيبة، فهي المرأة الفلسطينية التي حافظت على تاريخها الشرقي بدكانها الصغير وبطريقة بدائية، بدأت تعد وتبيع الفلافل والقطايف حتى اشتهرت وذاع صيتها بفضل مذاق ما تصنعه يداه الماهرتان.
كانت رحيبة تعد وتبيع الفلافل والخضار في دكان صغير جدا امام منزلها الذي كان ملاذا لنساء الحي، يجلسن فيه يتجاذبن اطراف الحديث كباقي نساء البلد، حتى اذا دخل زبون ليشتري، فتنهض الحاجة رحيبة مسرعة تاركة الحوار المعسول لتمارس هوايتها بإعداد الفلافل.
كبر اولاد الحاجة رحيبة وتعلموا وحصلوا على شهادات اكاديمية، ولكنهم ظلوا بجوار امهم وهي تزاول اعداد وبيع القطايف والفلافل، ولم ينقطع اهتمامهم عما تزاوله الوالدة. احدهم يتذكر المشقة التي تعانيها امه في اعداد القطايف مما دفعه الى التفكير بتصميم ماكينة تؤدي هذه الوظيفة ليريح والدته من عنائها في سكب القطايف، لكن المنية باغتت امه قبل ان ينتهي من تصميم الماكينة التي اخذت من جهده سنوات.
نمت الطيبة وكبرت وتطورت، والاطفال الذين اعتداوا مذاق فلافل الحاجة رحيبة اصبحوا رجالا. جارات الحاجة رحيبة اللواتي شهدن اقراصها المميزة واحمرار يديها حين كانت تسكب القطايف على صفيح ساخن فوق حزمة من الحطب المشتعل، رحلن هن كذلك ولم يبق في ذلك المكان ما يوحي بالماضي. الزقاق مهجور بعد ان رحل عنه معظم اهالي الحي القديم، جميعهم انتقل للعيش في احياء جديدة من المدينة.
ابناء الحاجة رحيبة يتمسكون بمهنة والدتهم
شوارع الطيبة تعج بالمارة قبيل الافطار، ولكن هنالك زقاق في حي منسي، حجارته تشهد على تاريخه، فإن اختارها البعض للسير فيها فهي تؤدي إلى مخبز رحيبة.
المخبز الذي أنشأه ابناء الحاجة رحيبة يحمل اسم والدتهم يبيعون فيه الخبز والمعجنات والحلويات وفيه ركن لإعداد وبيع الفلافل اطلق عليه “فلافل رحيبة”.
دأب أبناء الحاجة رحيبة على اعداد وبيع الفلافل والقطايف تماما على طريقة ووصفة الوالدة المرحومة لتكون حاضرة في ذاكرة الأجيال القادمة.
وخلافا للماضي فالمخبز اليوم فمزود بماكينات حديثه لإعداد الخبز والحلويات ويديره اولاد الحاجة رحيبة واحفادها. وتطور عمل الابناء والاحفاد واتسع فافتتحوا مطعما يحمل اسم والدتهم الحاجة رحيبة لبيع الشاورما والفلافل وسط البلد.