لا يمر يوم دون ان يخرج فيه مسئول ايراني كبير لتوجيه تهديدات قوية الى اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في حال اقدمتا على شن هجوم لتدمير المنشآت النووية الايرانية.
بالأمس هدد رئيس الحرس الثوري الايراني اسرائيل بسحقها، واليوم قال العميد امير علي حاجي زادة قائد القوة الجو- فضائية لحرس الثورة الايرانية ان ايران لن تكون البادئة في الهجوم ولكنها من الممكن ‘ان تشن هجوما استباقيا اذا تيقنت بان الاعداء يضعون اللمسات الاخيرة للهجوم عليها’.
السيد حسن نصر الله امين عام ‘حزب الله’ اللبناني ادلى بتصريحات مماثلة في مقابلته مع قناة ‘الميادين’ الفضائية قبل عشرة ايام، وزاد عليها بانه لا يستبعد ارسال قوات لاحتلال منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
العميد حاجي قال لقناة ‘العالم’ الفضائية ان رد ايران على اي عدوان سيفوق تصو اسرائيل ويشكل مقدمة لزواله، واكد انه سيكون، اي الرد، واسعا وشاملا ولم يستبعد ان يتحول الى حرب عالمية ثالثة.
هذه اللهجة التصعيدية الايرانية تأتي كرد على لهجة اسرائيلية مماثلة بلغت ذروتها على لسان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي كرر اكثر من مرة بان عدم وضع الادارة الامريكية خطوطا حمراء امام ايران سيدفع بحكومته الى اتخاذ قرار الحرب، باعتباره قرارا سياديا.
مقولة ان الحرب خدعة محفورة في جميع الكتب العسكرية التي تتحدث عن فنون الحروب ونظرياتها، ولكن تصعيد التهديدات كنوع من الحرب النفسية لارهاب الاعداء يحتل مكانة مهمة في هذه الكتب ايضا، ومن غير المستغرب لو جاءت هذه التهديدات الايرانية ونظيرتها الاسرائيلية لتصب في اطار الحرب النفسية هذه.
مؤشرات الحرب واضحة في اكثر من مضمار، ولعل وجود ثلاث حاملات طائرات امريكية وعشرات البوارج والزوارق الحربية وكاسحات الالغام في منطقة الخليج تنخرط حاليا في مناورات بحرية محورها تنظيف مضيق هرمز من اي الغام، والتصدي لاي محاولة لاغلاقه، لعل هذا الوجود هو ابرز مظاهر ومؤشرات مدى جدية هذه التهديدات، واقتراب اندلاع الحرب بالتالي.
ولم يغب عن ذهب العميد حاجي زادة مسألة مضيق هرمز ومستقبله في حال اندلاع الحرب اثناء حديثه للمحطة الايرانية الناطقة بالعربية، حيث جدد تهديدات سابقة باغلاق المضيق عندما قال ‘اذا فقدت ايران مصالحها في مضيق هرمز فلن تستفيد امريكا والاخرون منه ‘وزاد على ذلك بالاشارة الى ان القواعد الامريكية في البحرين وقطر وافغانستان ستتعرض للقصف في حال استعار نيران الحرب.
اقدام ايران على اطلاق الرصاصة الاولى في اي حرب مستقبلية من الامور المستبعدة في نظر معظم المحللين الاستراتيجيين لانها تريد ان تكون الطرف الذي تعرض للعدوان في نظر الرأي العام العالمي، والاسلامي منه على وجه الخصوص، وليس العكس.
الشيء المؤكد والثابت في تصريحات العميد حاجي زادة هو ان الحرب لو اشتعلت ستتوسع وتشمل المنطقة باسرها، وربما تتحول الى حرب عالمية ثالثة. ولا نبالغ اذا قلنا انها ربما تكون اكبر واكثر خطرا من الحربين اللتين سبقتاها بالنظر الى حالة الاستقطاب السياسي والمذهبي في المنطقة من ناحية، وعمليات التسليح وحشد الجيوش والاساطيل من ناحية اخرى.