يدور لغط متشعب هذه الايام حول تكريم الجندي جلعاد شاليط على هامش الكلاسيكو القادم في ملعب “كامب نو” في برشلونة بين الغريمين الابديين البرسا والريال.
يبدو ان ادارة برشلونة تعيش الآن نوعا من الحرج لأنها لم تكن تتوقع ان وقوعها في مطب الاستجابة للطلب الرسمي الاسرائيلي قد يكلفها نفور الانصار العرب او قسم كبير منهم عن نادي برشلونة والانضمام الى معسكر الغريم التقليدي ريال مدريد.
فبعد ان كان الطلب الاسرائيلي لنادي برشلونة بأن يحضر غلعاد شاليط الكلاسيكو بحكم تواجده في هذه الاثناء في برشلونة، جاء الترحيب الكتالوني بذلك والحفاوة المبالغ بها.
لا ندري لماذا ينبغي توجيه الطلب لإدارة برشلونة كي توافق على حضور شاليط المباراة ؟ الا يستطيع شاليط شراء تذكرة كأي انسان نكرة وان يشاهد المباراة ثم ينصرف دون ان ينتبه اليه احد ؟ يبدو ان التعامل معه كبطل قومي اصبح في اسبانيا كما في اسرائيل، وهذا هو التفسير الوحيد للإجراءات الرسمية لحضوره الكلاسيكو.
إذن شاليط لا يحضر الكلاسيكو كأي مشاهد عادي، وهذا ما دفع ادارة برشلونة الى تخصيص مقعد له وسط ضيوف الشرف في المنصة الرسمية للملعب، ولكنه رفض ذلك طالبا مقعدا قريبا من ساحة الملعب.
ومن المثير لمشاعر المشجعين العرب للنادي الكتالوني ان من ترتيبات مشاهدة شاليط للكلاسيكو ان قناة تلفزيون نادي برشلونة ستعد فيلما وثائقيا عن زيارته للمدينة ومتابعته لمباراة الكلاسيكو كما اعتادت ان تفعل هذا عندما تحل شخصيات رفيعة ضيفة على ملعب “كامب نو”.
حاولت ادارة برشلونة تدارك الفضيحة فأرسلت تطلب من السفارة الفلسطينية في اسبانيا انتداب شخصيات فلسطينية لحضور الكلاسيكو من باب الموازنة في التعامل مع الطرفين، فابتلع الدعوة كل من السفير الفلسطيني في مدريد موسى عامر عودة ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية جبريل رجوب ولاعب الكرة الفلسطيني محمود السرسك، وإذا استثنينا البطل محمود السرسك فإن الاثنين الاخران منتفعان يبحثان دوما عن الكسب المجاني باسم المنصب الذي يشغلوه كل منهما … يا للفضيحة !!!
وبما ان المسألة لم تتوقف عند اهمال الفلسطينيين والانحياز الى الجانب الاسرائيلي بهذه الخطوة، فقد طالت اللائمة دولة قطر بوصفها الراعي الرسمي لنادي برشلونة من خلال “صندوق الدعم القطري”، إذ يترقب المشجعون العرب ان تمارس قطر ثقل اموالها ونفوذها على النادي الكتالوني للتراجع عن هذا الدلال الذي يمنحه لجندي اسرائيلي مقابل التغاضي عن الجانب الفلسطيني وفي الامر احراج ما بعده احراج لكل عشاق البرسا. وكما يقال في مثل هذه الحالات، قطر لا تدري حتى الآن “اين يقام العرس ومن هم المدعوون” !!!
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يستفز البارسا الجمهور العربي فقد سبق لمدربه غوارديولا ومدافعه جيرارد بيكيه أن زارا البلاد والتقيا بعدة مسئولين هنا، كما التقطوا صورا تذكارية مع جنود في باحة حائط المبكى.
ورغم ان البعض قد يرى في هذا ترويجا للريال، فإن الغريم التقليدي للبرسا، ريال مدريد يسعى مؤخرا الى انشاء مدارس مجانية لكرة القدم في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة والقطاع.