الأسد وسياسة الأرض المحروقة – بقلم: د. علي الاعور
تتعدد النظريات العسكرية والخطط والاستراتيجيات على ارض المعركة ، وتتشابه في بعضها على مر التاريخ ، وقد اعتمدت سياسة الأرض المحروقة في كثير من المعارك والحروب ، وتعني سياسة الأرض المحروقة ” التدمير الكامل للبشر والحياة على الأرض” وكان يتبعها الطرف المهزوم عندما يفقد سيطرته على الأرض ويبدأ بحرق وتدمير الحضارة والبشرية حتى لا يعطي فرصة للطرف المنتصر أن يفرح بالنصر.
تلك النظرية الفاشية طبقت بين الجيوش المتقاتلة في الحرب العالمية الثانية ، وكانت بين دول وجيوش ، ولكن الغريب اليوم أن حكام العرب من أصابهم مرض جنون العظمة والديكتاتورية والحكم المستبد على الشعوب العربية طيلة أربعون عاما ، كانوا يعتقدون أن البلاد العربية التي حكموها بأنها مزرعة لهم ولأولادهم ولا قيمة للشعب والدولة عندهم ، فقط نظام الرجل الواحد وأبنائه في السلطة وعاثوا فسادا في الأرض ، ولذلك عندما قامت الثورات العربية في ليبيا وسوريا ، بدأ الأسد ومن قبله القذافي في إتباع سياسة الأرض المحروقة ودمر سرت ومصراته والجبل الغربي والزاوية ، واليوم نجد الأسد في إتباع سياسة ممنهجة في تدمير سوريا شبرا شبرا، الشبيحة على الأرض لقتل الأطفال في الحولة وادلب وحمص وحماه وحلب وطائرات الميغ 29 تقذف بالبراميل من المتفجرات لتدمر القرى والمدن السورية اعتقادا من الأسد أن سياسة الأرض المحروقة سوف تؤدي إلى انهيار الثورة ، ونسي الأسد أن الثورات التي يشارك ويؤمن بها الشعب ستنتصر ولن يبقى مكان للسفاح والمجرم في سوريا الحضارة والتاريخ والمجد.
بشار الأسد يعتمد سياسة الأرض المحروقة في تدمير كل شيء بالطائرات والدبابات التي خزنها طيلة أربعون عاما وهو يعزف لحن وأكذوبة التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل …أربعون عاما ونيف وهو يعزف أكذوبة المقاومة والممانعة وأصبحت تلك الطائرات والدبابات تقتل الشعب السوري وتدمر عاصمة الأمويين وتدمر حلب وحمص بتاريخها وحضارتها، يدمر البيوت على أهلها ويدمر الأحياء ويمسحها من الوجود كما حصل في حي بابا عمر …يقتل الأطفال في الحولة وادلب وحماة…إنها سياسة المهزوم اليائس من قوة الشعب وعظمة الثورة السورية.
هذا النظام الاسدي ومن خلفة عصابات الشبيحة التي تقتل وتغتصب وتحرق البيوت ، أربعون عاما ونيف وهو ينادي بالقومية والعروبة ، إنها الأكذوبة والنفاق السياسي من اجل بقاء حزب البعث في الحكم، هذا الحزب الذي عاث فسادا في سوريا ، حتى الانتماء والولاء لحزب البعث وليس للشعب السوري والدولة السورية … وفي دراسة قمت بها حديثا حول حزب البعث منذ تسلمه للسلطة في سوريا وانقلاب حافظ الاسد على زملائه في الحزب وحتى اليوم، توصلت إلى نتيجة مفادها ” أن حزب البعث هو الحزب الدموي الانقلابي الذي يقتل كل الشعب من اجل بقاءه في السلطة” واليوم نشاهد وخير دليل على ذلك ما يقوم به بشار الأسد والشبيحة من تدمير وقتل للشعب السوري، وهناك قوى دولية وإقليمية وباعترافها أنها تدعم الأسد في قتل شعبه، ولكن ما يجعلني اشعر بالخجل وانحني أمام الشعب السوري والثورة السورية ، أن هناك عدد من الكتاب والأساتذة من أبناء شعبي مازالت تنطلي عليهم شعارات الأسد القومجية والمقاومة والصمود وكأنهم لا يشاهدون كل يوم قتل الأطفال والنساء من الشعب السوري على يد الأسد والشبيحة. وأود أن اذكر أولئك الكتاب الفلسطينيين ما قام به الأسد في تل الزعتر من قتل أبناء شعبنا ، وهل نسيتم ما قام به الأسد وانسحابه عام 1982 وترك الثورة الفلسطينية وحدها في مواجهة إسرائيل، وهل نسيتم مشاركة الأسد مع ايلي حبيقة في قتل شعبنا في صبرا وشاتيلا ، وهل نسيتم ما قام به الأسد من قتل الفلسطينيين في نهر البارد والبداوي ..وهل نسيتم القذائف والصورايخ التي كان يحاصر بها ” القادة ابا عمار وابا جهاد رحمهم الله في طرابلس عام 1983″ وهل نسيتم آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية أكثر من ثلاثين عاما من أبناء فتح قضوا في السجون السورية لأنهم يؤيدون ياسر عرفات……هذا هو النظام الاسدي وعاصاباته التي تدافعون عنه تحت مسمى المقاومة والممانعة وانظروا التدمير الذي يقوم به في سوريا الحضارة والتاريخ.
إنني ادعوا جميع أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوقوف إلى جانب الثورة السورية والثوار السوريين ضد نظام الأسد وعصاباته القتله المجرمين ..وهنا أود أن اذكر بان التاريخ سوف يسجل موقفا مشرفا للاستاذ خالد مشعل لأنه وقف إلى جانب الشعب السوري والثورة السورية ورفض حياة القصور في دمشق وعاد لاجئا من جديد بين العواصم العربية ..شكرا أستاذ خالد مشعل ..مع إنني اختلف مع حماس في ملف المصالحة والانتخابات ، إلا انه في هذه اللحظات التاريخية تسجل المواقف العظيمة من أستاذ وقائد حكيم.
وأخيرا ادعوا جميع الكتاب الفلسطينيين أن يراجعوا مواقفهم ويشاهدوا بالصوت والصورة ما تقوم به عصابات الأسد من قتل الأطفال والشيوخ والنساء والشباب في سوريا الابية وإنني على يقين بان ساعة النصر قد دقت ، ومثلما بالأمس رفرف علم الثورة السورية على المسجد الأقصى المبارك سوف يرفرف علم الثورة السورية فوق المسجد الأموي وسوف يسقط الأسد وعصابته وسوف تبقى عاصمة الأمويين شامخة بعزها وثوارها نحو سوريا الدولة المدنية الحديثة بدون الأسد وعصاباته .