سيناريوهات توجه الفلسطينيين للامم المتحدة – بقلم: ميساء ابو غنام
“الجنازة كبيرة والميت فار” كانت هذه احدى التعليقات على خطاب ابو مازن في الامم المتحدة، كثيرة هي الانتقادات التي اكدت على ضعف واضح لدى القيادة الفلسطينية وبروز ازماتها على الاصعدة كافة، حيث حاولت حركة فتح حمل نعشها بالقول إن الخطاب كان قويا.
اما حماس شددت على ان لا جديد بخطاب عباس ويعكس فشل برنامجه السياسي، والشعبية علقت خطاب الرئيس اعلان فشل مطلق لخيار اوسلو، اما نتنياهو يتجاهل فلسطين ويخصص خطابه للموضوع الإيراني.
من هذا التجاهل ابدأ كلمتي……
كانت هذه المقالة عبارة عن جلسة حوار بيني وبين الدكتور سمير عوض استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، تبادلنا الحديث بين اروقة دماغنا عن خيارات اسرائيل وخياراتنا بعد الامم المتحدة وهل كان قرارنا صائبا في هذا الخيار…..
ايد الدكتور سمير عوض قرار القيادة الفلسطينية في ذلك وانا ايضا واعتبرته اخر الورقة سواء رابحة او خاسرة في يد الرئيس الفلسطيني التي لربما من شأنا ان تغفر له اخطاء اوسلو وتبعاتها وكان لنا سيناريوهات ربما نحتاج جديا الاخذ بها… سيناريوهات افترضها الدكتور عوض….
بعد عشرين سنة من اوسلو، وبعد فشل كل المحاولات لاقامة دولة فلسطينية بدأ القيادة الفلسطينية بمحاولة انقاذ الرمق الاخير من بقائها بمحاولات لفرض امر واقع على الارض بالتوجه للامم المتحدة، ولا انكر فعليا موافقتي على هذه الخطوة عسى ان تكون مفتاحا للملمة الواقع الفلسطيني على المستوى الدولي من خلال اخذ بعض الحقوق القانونية بعضوية في الامم المتحدة تغير الوقائع على الارض من خلال الدعم الدولي……
ان ارادتنا ورغبتنا ان نكون دولة غير عضو بعد فشل المفاوضات وتضاعف الاستيطان ومصادرة الاراضي والسيطرة على مصادرنا واقتصادنا وجدار الفصل وغير ذلك فأن الواقع الحالي سيئ وبالتالي خياراتنا هو تحسين اوراق اللعب …..
ان التوجه للامم المتحدة وحصولنا الحتمي على دولة غير عضو يساعدنا على العضوية في جميع المؤسسات الدولية وايضا مكان مختلف في القانون الدولي بدلا من عضو مراقب في منظمة التحرير،وهذا يعني صوت اعلى وحضور اهم وانا متأكد انا الاغلبية الساحقة ستصوت لنا بما فيها دول عدم الانحياز…..
ان ما حدث فعليا في مجلس الامن هو خطأ من قبل القيادة الفلسطينية ،حيث لم تعتمد القيادة الفلسطينية على اسلوب خلق وايجاد تحالفات مع الدول التي بدورها تدعم الموقف الفلسطيني في مجلس الامن واضرب امثلة على ذلك….
لم تعمل السلطة الفلسطينية على جذب دول قوية تدعم موقفها الدولي في مجلس الامن للحصول على 9 مقاعد وهو الحد الادنى للتخلص من الفيتو الامريكي، وهنا هل يعقل ان تتحدث القيادة الفلسطينية باتجاه النوايا الطيبة، العالم يقوم سياسيا على التحالفات والمصالح وبالتالي فان حديثنا عن الدولة يجب ان يستند الى مصالح هذه الدول وهذا معناه معاداة اسرائيل لصالح الفلسطينين علما ان بعض هذه الدول على علاقة طيبة مع اسرائيل…
ما ذا يعني هذا……..خطأ فلسطيني بعدم التركيز على اوروبا في حملتها لاخذ التأييد في التوجه لمجلس الامن، فألمانيا صوتت ضدنا مباشرة مع تصويت محايد على التصويت،فرنسا صوتت لصالحنا اما بريطانيا ملتزمة جدا بايجاد حل تفاوضي بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وليس اتجاه فردي وهنا تشبه بريطانيا.
كالكلب الصغير لانها تتبع الموقف الامريكي …
لو اخذنا الصين وروسيا اقروا بدعمهم لنا لاننا بالنسبة لهم موضوع ماديا وصراع نفوذ في المنطقة وخصوصا الصين التي تعد قوة صاعدة تسعى لاخذ مكانا دوليا ……وبالتالي لم تحتاج الدولتان منا ادنى حدا من الجهد….الولايات المتحدة الامريكية…. هي حالة خاصة وليست بخاصة لان موقفها الفعلي واضح وهي لا تنظر بعين الرضا لما تقوم به الصين تجاه القضية الفلسطينية وبالتالي فأن الحديث الاخير لاوباما “امريكا ستدعم حلفاءها” وهذه اشارة الى ان الموقف الامريكي مستند لموقف اسرائيل ولا جديد في ذلك،واكد اوباما انه ملتزم بحل الدولتين ولكن بدون اية خطوة انفرادية…..
مثلا…. الموقف الامريكي الروسي في قضية سوريا اوقف دور المجتمع الدولي للتدخل في سوريا بناء على الموقف السوري وبالمقابل فان الموقف الامريكي يسير بنفس الاتجاه مع قضية الدولة الفلسطينية والمقعد وهذا يعني ان صراع القوى العظمى هو من يقود العالم حاليا…
ان الامر الذي وجب على السلطة الفلسطينية القيادة العمل عليه قبل التوجه لمجلس الامن هو التحالف على الاقل مع 10-12 دولة حتى تستطيع احراج امريكا امام المجتمع الدولي وبالتالي يكون الفلسطينيون ضغطوا باتجاه تغيير واقعهم ومن هنا كان لابد من التركيز على الدول التالية فعليا “بريطانيا وفرنسا ودول اوروبا بشكل عام، اليابان وكوريا الجنوبية وكندا واستراليا مثلا “لان الواقع ان القيادة الفلسطينية اهتمت بشكل كبير في دول اسيا والاتحاد الافريقي والوحدة الافريقية وجميع هذه الدول لا ثقل دولي لها ولا تؤثر في امريكا”….
موقف اسرائيل
السيناريو الاول:رضوخ اسرائيل وهذا غير وارد اصلا
السيناريو الثاني: اسرائيل تستبق الحدث بسرعة وتشتري الموقف الفلسطيني بأوراق بين يديها مثل وقف الاستيطان او التفاوض بجدية مع تحديد سقف زمني او تعديل اتفاقية باريس والعمل على انهاء المشكلة بين غزة والضفة مثلا…. السيناريو الثالث ….اسرائيل ستدفعنا الثمن اي المواجهة بيننا وبينها ونحن لسنا مستعدين لذلك… مثل”اجتياحات ووقف تحويلات الضرائب وقطع الكهرباء ومصادرة اراضي واسعة من الضفة ومحاصرة رموز السلطة السيادية وزعزعة هيبتها….
السيناريو الرابع: حماس هي البديل
معركة اسرائيل مع حماس اسهل لانها مصنفة على انها جماعات ارهابية ومن السهل مهاجمتها مع قبول دولي …..
السناريو الخامس:استمرار الوضع الداخلي
اؤكد بنسبة 90%ان يبقى الوضع الداخلي على ما هو عليه ولا تغيير وهذه قناعتي لما ستفعله اسرائيل…وذلك لان هذا السيناريو هو الاكثر منطقية والاقل خسارة بحيث لا يحصل الفلسطينيون على اية مكاسب وبالمقابل لن يكون هناك اية ازمة مع اسرائيل وايضا على المستوى الدولي تبقى صورة اسرائيل ايجابية…………..
خيارات السلطة….
بالنسبة للسيناريو الاول:
سيحسن هذا الخيار من صورة السلطة محليا ودوليا وتحسين امكانية التعاون بين السلطة واسرائيل وفرض السلام في المنطقة…
السيناريو الثاني….
بيع السلطة موقفها من تجاربنا السابقة مع السلطة ومن تاريخها اعتدنا على التراجعات بحيث تشترينا اسرائيل ونبيع الموقف السياسي مقابل مكاسب اقتصادية خصوصا بعد ازمة الغلاء وموقف السلطة مع الشعب…
السيناريو الثالث…..المقاومة
خيار السلطة المقاومة وهنا ليس بامكانها المزاوجة بين كونها سلطة وحركة مقاومة وبالتالي فان خيار السلطة هو ترك المجال مفتوح للشارع حتى لو تضمن ذلك مظاهر الفلتان الامني ….وعلى العكس من ذلك تستطيع حركة حماس المزاوجة لانها تستغل الجوامع والامام هو القائد واستخدام الدين والاساس ان حماس لا تعترف باسرائيل في حدود 67….
موقف ابو مازن ….
يحذف ابو مازن من الصورة والاقرب له دولة قطر حيث ستكون ملجأه وبالتالي نزول المقاومة تحت الارض….والتي تتضمن تنظيم فتح والحركات الشبابية والحراك الشبابي وممكن ان يعاد دور الحركات اليسارية اما حماس والحركات الدينية ستقف موقف المتفرج وتنتظر الغنيمة…
السيناريو الخامس :لا تغيير