قراءة في نتائج استطلاعات الرأي حول انتخابات الكنيست
بقلم: سامي العلي – أثارت نتائج الاستطلاعات الأخيرة حول قوة الأحزاب المشاركة في انتخابات الكنيست القادمة، المقرر اجراؤها بعد ثلاثة أشهر، نوعا من البلبلة وخلقت عدم وضوح بشأن قوة كل حزب وعدد المقاعد المتوقع حصوله عليها.
فخلال أسبوع واحد فقط، تقاطرت نتائج ونشرت معطيات 5 استطلاعات للرأي أجرتها معاهد ومراكز مختصة بالاستطلاعات السياسية، بمبادرة وسائل اعلام مختلفة، وهي صحيفة هارتس، معاريف، يسرائيل هيوم، جيروزاليم بوست وقناة الكنيست. جميع النتائج نشرت في غضون يومين، الخميس والجمعة، الامر الذي يمنحنا امكانية وضعها على مقياس واحد، واحتساب معدل نتائج كل حزب، مما يعطينا صورة واضحة اكثر ويضع حدا للبلبلة والفوارق بين استطلاع لأخر.
اعتماد المعدل كأداة للتوضيح، وليس تحليلا علميا، يوفر لنا صورة شبه واقعية حول قوة كل حزب في المعركة الانتخابية المقبلة، لاسيما وان الاستطلاعات الخمسة اجريت خلال 48 ساعة.
ويظهر من احتساب معدل النتائج، حصول حزب الليكود بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 29 مقعدا، العمل 19، “يش عتيد” الجديد بقيادة يئير لبيد 13.4، يسرائيل بتينو بقيادة ليبرمان 13.8، شاس 10.2، كاديما 5.6، يهدوت هتوراه 5.4 ، ميرتس 3.8، الاتحاد القومي والبيت اليهودي معا 7.6 (كونها شُملت معا في بعض الاستطلاعات لذا لا يمكننا فصل النتائج في احتساب المعدل)، وسيحصل حزب عتسمئوت برئاسة وزير الامن ايهود براك على 0.5 مقعدا فقط.
اما بالنسبة للأحزاب العربية فيشير معدل نتائج الاستطلاعات الى حصول الجبهة على 3.8 مقاعد، التجمع الوطني 3.2، والقائمة الموحدة والعربية للتغيير على 3.4 مقاعد.
ومن قراءة نتائج الاستطلاعات واستنادا لمعدلات هذه النتائج، يُستدل ان المعركة الانتخابية، والتي بدأت مع إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقديم موعدها، تتسم منذ بدايتها بغياب منافسين حقيقيين لنتنياهو على منصب رئيس الوزراء. وما يُعزز هذا الاعتقاد، هو الرد على سؤال حول من هو الشخص المناسب لخلافة نتنياهو في رئاسة الحكومة، هزم نتنياهو جميع المرشحين المحتملين لمنافسته، من احزاب يسار- الوسط في اسرائيل أي تعزيز موقع معسكر اليمين مقابل تراجع احزاب اليسار، فسوف يعزز الليكود قوته بمقعدين ليحصل على 29 مقعدا. اضافة لذلك ترجح الاستطلاعات إن كتلة الائتلاف الحكومي المقبلة بقيادة الليكود، والتي تتشكل من أحزاب أغلبها دينية أو قومية متطرفة، ستسيطر على حوالي 65 مقعدا في الكنيست القادمة، بدون المقاعد الخمسة لحزب العتسمئوت، مقابل 66 مقعدا كانت سيطرت عليها في الدورة الحالية.
ويؤكد معدل النتائج ان الكنيست القادمة ستشهد تغييرات طفيفة في قوة الأحزاب العربية الممثلة فيها وستكون على النحو التالي: التجمع الوطني الديمقراطي يتقدم قليلا، من 3 الى 3.2 مقاعد، في حين يطرأ تراجع طفيف في قوة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من 4 الى 3.8 مقاعد، وانخفاض بحوالي نصف عضو في قوة القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير من 4 مقاعد الى 3.4 مقاعد. وعلى ما يبدو يمكن عزو الانخفاض في نتائج وقوة القائمة الموحدة الى تصريحات قادتها، حول احتمال عدم مشاركة الحركة الاسلامية الجنوبية في الانتخابات للكنيست.
من جهة اخرى تكشف الاستطلاعات، عدم اجتياز حزب عتسمئوت- الاستقلال، بزعامة وزير الأمن ايهود براك، عتبة الانتخابات ونسبة الحسم.