يتم الحديث في الآونة الأخيرة عن مشروع لتسمية شوارع مدينتنا الطيبة. تنظر جمعيّة تشرين إلى هذا المشروع كخطوة حضاريّة تنقل الطيبة إلى مرتبة المدن العصريّة.
ممّا لا شكّ فيه أنّ مثل هذا المشروع من الممكن أن يحمل أهدافًا عدّة، مثل؛ تسهيل عمليّة الانتقال بين أحياء المدينة، وفي مساعدة المواطنين والزّائرين تحديد والاستدلال على الموقع المقصود. ومنها تمكين المواطن على تعريف مكان سكناه أمام المؤسّسات المختلفة. كذلك المساعدة في تأسيس أنظمة معلومات حضاريّة للمناطق المختلفة في الطيبة .
ومن الأهداف المهمّة التي يجب أن نلفت النّظر إليها أنّ هذا المشروع يحمل الإرث الثّقافي والحضاري بالإضافة إلى الذّاكرة الجماعية لمجتمعنا، ولشعبنا، ولأمّتنا، ويشكّل معبراً لذاكرة الأجيال، ممّا يوجب وضع الخطط المنهجيّة والتعليميّة لتعريف الأبناء بهذا الموروث حتّى لا تكون مجرّد أسماء رُسِمَت على لافتات .
نؤكّد في جمعيّة تشرين أهمية التوجّه الموحّد والجامع وليس المفرّق والفئوي في التسمية، إذ أنّ أيّ مجتمع إنسانيّ يحمل أحيانًا بعض الموروثات السلبيّة والتي علينا أن نتنبّه لها في مشروع التّسمية وننبذها مثل تسمية الشّوارع بأسماء العائلات، فهي تجذّر للعائليّة بمفهومها الفئوي والتي هي إحدى مصائبنا، ويتوجب أن نتخلّص منها لما تحمله من انتماء ضيّق يغذّي التعصّب الذي هو أحد أسباب العنف الذي يستشري في مجتمعنا وينهش فيه (مع اعتزازنا بجميع عائلاتنا في الطيبة التي ننتمي إليها) .
لذا ترى جمعيّة تشرين ضرورة تضافر وتعاون القوى المختلفة في الطيبة للإدلاء بدلوها لتصبّ في اتّجاه إنجاح مشروع تسمية الشّوارع ونضيف على ذلك أهميّة ترقيم البنايات والبيوت. كذلك ترى الجمعيّة أنّه من عوامل نجاح مثل هذا المشروع هو إشراك المواطنين وإشراك المؤسّسات الأهلية، والتعليميّة، والاجتماعيّة، والحزبيّة المختلفة، والحركات الفاعلة في المدينة للمساهمة في تسمية الشّوارع حتّى نصل إلى وضع تقوم فيه لجنة مهنيّة تمثّل الشّرائح والأطياف المختلفة تعمل على تحقيق المشروع على أرض الواقع .
من هذا المنطلق نتوجه لأهلنا، ولأخوتنا وأخواتنا في بلدنا الطيبة أن تتكاتف الجهود باتّجاه إيجاد الآلـيّـات لإشراك المواطنين والمؤسّسات والحركات الفاعلة اجتماعيًّا وسياسيًّا في هذا المشروع حتى يُبنى حسب منهج علميّ وحضاري.
جمعية تشرين لإحياء الثقافة – الطيبة