لي صديق – أخ فلسطيني كان يدرس معي في بير زيت ونعم الرجل الصديق والأخ الذي لم تلده لك أمك.
تزوج من عندنا وسكن بلده وما زالت صداقتنا بل أخوتنا مستمرة بسبب الصدق والاحترام وتقارب الأفكار وبعلم زوجته اللطيفة.
ليس هذا موضوعي، هذه فقط توطئة للمشكلة الأساسية، فقد اتصل بي مؤخرا عبر رسالة قصيرة SMS على الهاتف يطلب مني مساعدة صديق له. لم أمانع بالمساعدة في حدود إمكانياتي.
المشكلة تتعلق بفتاة عمره يحبها لدرجة الموت وكان بينهما عهد الوفاء وقسم الاخلاص لكنها تزوجت من رجل آخر لديه 5 أطفال مطلق.
كانت هذه ضربة قاصمة أدخلته المستشفى وأفقدته توازنه. ورغم زواجها لم يستسلم لأن هذا الصديق يؤمن بالسحر والشعوذة ويؤمن بأنها تخلت عنه بسبب مفعول السحر الذي يقول أنه وقع عليها.
يريد استردادها بأي طريقة لذلك زار الكثير من المشايخ في بلده طيلة سنة ونصف دون جدوى.
الى هنا كنت اعتقد أن فتاته من بلدنا ويريدني أن أعرف كل شيء عنها وأخبرها بمعاناته وبأنه متخم بالحزن والآلام، لكنني فوجئت بأنها من الضفة الغربية ويريدني أن أساعده عن طريق التوجه لمشايخ البلاد، لأنه لا يستطيع القدوم الى هنا.
حملني الكثير من الأسئلة من نوع هل تحبه؟ ولماذا تخلت عنه ؟ وهل هي حامل؟ وهل ستعود اليه؟ وهل هناك طريقة لاسترجاعها؟ وهل …وهل…؟
كرهت تلك الصداقة لأنها أقحمتني في موضوع تافه كهذا. كيف لإنسان يعتبر مثقفا أن يلجأ الى هذا الأسلوب المنحط كي يسترد ما يعتبره حقا له ؟ وكيف لرجل أن يصير عبدا لامرأة ويضعف لدرجة يفكر بأسلوب الجهلاء ؟
ضايقني برسائله على هاتفي فتخليت عن خجلي وطلبت منه أن يتوقف عن اشغالي بهذا الموضوع لأنه يخنقني ويزعجني وأن ينسى مساعدتي لأنني قطعا لن أفعل ولن أفعل امرا كهذا.
فعلا وضعني الصديق – الأخ في موقف لا أحسد عليه. لم أكن أعتقد أن الرجال يؤمنون بالشعوذة والسحر لهذه الدرجة فهم اذن لا يختلفون عن النساء في شيء (ليس الجميع طبعا).
أ. ن