مخطط برافار يهدف إلى تصفية ما تبقى من أراضي أهالي النقب و”استغفالهم” بالتعويض عن كل 100 دونم مثلا 10 دونمات، وهي حيلة وخدعة استعملتها إسرائيل في سنوات الستينيات من القرن الماضي، تمكنت عبرها من “تعويض” بعض العرب من بلادنا، عن أراضيهم الأصلية التي صادرتها بأراض بديلة، لكنها أيضا مسروقة ومغتصبة من عرب آخرين. وأوسلو ورموزها الحاليين تريد “استغفال” الشعب الفلسطيني برمته وقيادته الحالية، غير المنتخبة، واستبدال القدس بالعيزرية وأبو ديس والعيسوية، بعد أن حولت هذه القرى إلى “أحياء” مقدسية، وإعطاء الشعب الفلسطيني رام الله عاصمة فعلية .
والخيط الرابط بين برافار وبين أوسلو في سياق الانتخابات للكنيست والعرب في إسرائيل هو ريفلين وأصدقاؤه العرب في الكنيست، وهم للدقة من قائمتين اثنيتن لم يستطع نوابها قول كلمة لا لريفلين عندما دعا نواب العرب في الكنيست للقاء سري مع بيغن ومريدور لتمرير مخطط برافار. وما كان لهذا اللقاء السري أن يفتضح أمره، في كل العرب، ما لم يرفض رئيس قائمة التجمع النائب جمال زحالقة دعوة ريفلين السرية. رفض زحالقة ومعه التجمع اللقاء السري فاستحق التجمع غضب ريفلين الذي ظن أن معسول كلامه يلزم نواب العرب بالانصياع لرؤياه السياسية بمفهومه للديمقراطية اليهودية في البرلمان التي تضع للعرب سقفا لا يستطيعون دخول غرفته إلا زاحفين يدعون لريفلين ويتشدقون بصداقته وليبراليته وحرصه على الآخر.
وبين أوسلو ولجنة عبري يمر نفس الخط ونفس الوجوه. فأسلو ومن يؤيدها يعرفون أنها تعني أن “الفلسطينيين في إسرائيل” هم عمليا عرب إسرائيل، يعني باختصار اختصاص إسرائيل، وبالتالي فإن من حق إسرائيل أن تسمي نفسها يهودية أو بولندية ، كما اقترح عليها عريقات، وسكت عنه أصدقاء رام الله في الجبهة والموحدة. وعندما يصبح عرب إسرائيل (التعبير مقصود) من اختصاص إسرائيل فإنه لا مجال مثلا لتنظيمهم قوميا فهم مقاطيع إسرائيل، ويحق للدولة أن تجندهم أو تدعوهم للخدمة الوطنية أو تشكل لجنة كلجنة بلاسنير للبت في أمر تجنيدهم، وعندها يمكن لأنصار أوسلو أن يتصرفوا على هواهم فيعقدون اتصالات وجلسات مع لجنة بلاسنير ويهللون لنتائج غير حقيقية لمجرد أن اللجنة استمعت لهم، مع أنهم ذهبوا فرادا غير مجتمعين…
والرابط بين أوسلو ورجالها وبين رفض حق المقاومة والتهليل “للمقاومة السلمية الشعبية” هو الذي فرض على مؤيدي أوسلو أن يقفوا مع حصار غزة، وإلى جانب عباس ودحلان إبان الرصاص المصبوب على غزة، والتحريض على حكومة منتخبة ووصفها بالظلامية والانقلابية.. وهو نفس الرابط الذي يجعل رجال أوسلو عندنا يزحفوا إلى دفناه ليف في روتشيلد ثم ينحدرون إلى النقب إلى خيام أهالي النقب وانهم انتقلوا من خيمة لأخرى لا تختلف عنها سوى أنها في النقب دون علاقة بمخططات اقتلاع ولا مخططات تهجير، فتحول الصمود في النقب للدفاع عن الأرض إلى مجرد معسكر تخييم ومناسبة لالتقاط الصور على ظهور الجمال وفي بيوت الشعر تتبعها لقاءات مع بيغن ومريدور تحت جنح الظلام.
فضحت ويكيليكس مؤامرات عباس ورجاله من دحلان ولغاية الرجوب (زعلان على بطاقةVIP الاحتلالية)، وسكت رجال أوسلو عندنا على فضائح عرابيهم في رام الله . وفضحت كل العرب رجال ريفلين في لقاءاتهم مع بيغن ومريدور، وفضحت كاميرا التلفزيون مع يعقوف آحي مئير أصدقاء ميكونيس وإلداد.
في المقابل فضحت حنين زعبي ومعها رائد صلاح ومحمد زيدان ولبنى مصاروة الاحتلال وجرائمه على متن السفينة مرمرة. وكسروا جميعا حاجز الصمت على حصار غزة، والرابط بين أربعتهم هو معارضة أوسلو ومعارضة مخطط برافار وابتعادهم عن اللقاءات الليلة السرية مع مريدور وبيغن، ورفضهم لوصاية ريفلين فهل نعتبر…. وهل نميز بين الغث والسمين وبين الزائف والأصيل!