لماذا ينزعج كل من بن اري والداد المتطرفين من مدينة الطيبة ؟
فوجئ اهالي الطيبة مؤخراً بالدعاية الانتخابية التي اطلقها حزب “عوتسما ليسرائيل” بقيادة المتطرفين اريه إلداد وميخائيل بن آري، وحزبهما يعتبر من اكثر الاحزاب الاسرائيلية تطرفا وتشددا.
ومن بعض الامور التي تشير الى تطرف هذا الحزب هو تصرفات بعض قيادته حين مزق بن اري كتاب الانجيل المقدس وامتنع عن استنكار موجة الاعتداءات على المساجد والمقابر التي اطلق عليها مرتكبوها تسمية “دفع الثمن” (تاج محير) ودعوته في اكثر من مناسبة لقتل الفلسطينيين والى تهجير المواطنين العرب من البلاد، الى جانب انضمامه في عدة مرات لمسيرات مارزل العنصرية في ام الفحم ورهط والناصرة ولا يخفي انه من اتباع الراب مئير كهانا المعروف بعدائه للعرب.
في محاولة منه لإعادة منطق ربط الولاء للدولة بالمواطنة تكرارا لما ابتكره من قبل وزير الخارجية السابق افيجدور ليبرمان، فقد تبنى بن اري شعارا بنفس النمط اساسه انه بدون واجبات لا يمكن الحصول على الحقوق.
في الطيبة يقيمون الفيلات بدون ترخيص
اعتمد حزب “عتسماة ليسرائيل” في حملته الانتخابية الحالية على شعار اساسي ينطوي على قدر كبير من التحريض اكثر مما فيه من برنامج انتخابي.
اعتمد الحزب في الحملة الانتخابية شعارا ذا مدلول عنصري يقول للناخب من الوسط اليهودي: “هنا في تل ابيب انتم بحاجة لترخيص لغلق شرفة في البيت، بينما في الطيبة يشيدون فيلا كاملة بدون ترخيص”. وشعار آخر يقول: “كم هي قيمة الارنونا التي تدفعونها في تل ابيب؟ في يافا لا يعرفون ما معنى ارنونا!” وشعار ثالث يقول: “ماذا بشأن تسديد ضريبة الدخل حسب القانون ؟ في شرقي القدس لا يأبهون بالقانون !”
هذه الشعارات الثلاثة تتردد في كل مدينة يزورها قادة حزب “عوتسماة ليسرائيل” ويتم استبدال اسم المدن حسب الجمهور المستمع، ولكن المشترك بينها جميعا ان المثال المضروب بمدينة الطيبة على ان اهلها يشيدون الفيلات بدون ترخيص هو شعار ثابت يتردد في كل المدن للدلالة على عدم التزام الطيباويين بالقانون في الوقت الذي يتحتم على المواطن اليهودي ان يطلب الترخيص لأتفه الامور المتعلقة بتعديلات على المبنى الذي يسكنه.
وقد كتب في آخر الاعلان الانتخابي ان بن اري وإلداد هما الوحيدان اللذان بإمكانهما فرض القانون بالتساوي على الجميع.
فائق عودة: “الداخلية ترفض المصادقة على الخرائط”
وفي حديث لموقع “الطيبة نت” مع فائق عودة – رئيس اللجنة المعينة لإدارة شؤون بلدية الطيبة قال: “حسب رأيي هذه دعاية انتخابية تفوح منها رائحة العنصرية. من المؤسف ان يهبط بعض منتخبي الجمهور الى هذا المستوى. علمنا ان هذه الدعاية تظهر بعدة صيغ وكل صيغة فيها مدينة عربية اخرى فقد ذكرت سخنين وكسيفه ورهط وبلدات عربية اخرى وكأن المواطن العربي لا يعلم ما هي الارنونا، والمواطن اليهودي الوحيد الذي يلتزم بالقانون. وحسب تصريحات المؤتمن المحامي افنير كوهين فان نسبة جباية الضرائب في الطيبة عالية جداً، وقلائل هم من لا يدفعونها. اما بالنسبة للبناء غير المرخص فان هذه مشكلة تعاني منها الطيبة فعلا وهذا كله بسبب وزارة الداخلية التي لا تريد المصادقة على الخرائط التفصيلية”.
سامي تلاوي: “اهالي الطيبة ليسوا هواة بناء بدون ترخيص..”
من جانبه عقب سمي تلاوي – المدير العام لبلدية الطيبة على الموضوع فقال: “يجب ان يعلم الجميع ان اهالي الطيبة ليسوا هواة بناء بدون ترخيص، بل لأن الوضع اجبرهم على هذا الحل، بسبب تعنت الوزارات على عدم المصادقة على الخرائط التفصيلية. وهنا لا بد لي ان اذكر الجميع بأنه في المجالس الاقليمية في الوسط اليهودي يوجد ظاهرة بناء غير مرخص تفوق ما هو موجود في الطيبة بأضعاف الاضعاف، فلماذا لا يتحدث بن اري وإلداد عن هذه البلدات بل يتحدثون عن الطيبة فقط ؟ ثم لماذا يقومون بالمصادقة على الخرائط التفصيلية في المستوطنات ولا يفعلون الامر ذاته للطيبة ؟ هذه دعاية انتخابية عنصرية تستهدف الوسط العربي وليس الطيبة فقط. بلدية الطيبة تعالج ظاهرة البناء غير المرخص وتعمل على المصادقة على الخرائط ومنح الرخص للمواطنين”.
النائب الطيبي: “ندرس تقديم شكوى للجنة الانتخابات المركزية
اما عضو الكنيست د.احمد الطيبي فقال معقبا على الموضوع: “هذه التصرفات ليست غريبة على بن اري وإلداد اللذين لا يفوت كلاهما أي فرصة للتهجم والتحريض على العرب وخصوصا على الطيبة. لا ادري ما الذي يزعجهم في الطيبة ولماذا اختاروها دون غيرها؟ لكن بغض النظر عن السبب فإن هذا الشعار يمكنه ان يؤدي الى خلق اجواء مشحونة بين العرب واليهود في البلاد على عكس ما نسعى اليه وهو تقارب وجهات النظر والتعايش لما في مصلحة الشعبين. وسندرس امكانية تقديم شكوى الى لجنة الانتخابات المركزية لإلغاء الشعار لما يتضمنه من معان سلبية، ونحن لن ننجر وراء تصرف العنصريين الذي يريدون ان يفوزوا بالانتخابات على حساب الطيبة، مصمص ورهط، بعدما ادركوا انهم لم يقتربوا من نسبة الحسم، اننا جميعا اقوى من هؤلاء الفاشيين”.
ندرس ؟الى متى يا طيبي ستظل تدرس ؟بن اري والداد تخرجو وانت ما زلت تدرس ما هذا الكسل ؟
نبني ونشيد على اراضي ابائنا واجدادنا وليس على اراضي تعود ملكيتها لفلسطين مثل قطعان المستوطنين الفاشيين