احتمال اغلاق الكسارة وتحويلها الى مدفن للنفايات الصلبة

منذ  سنوات طويلة ولا تزال الكسارة في المنطقة الصناعية تزعج وتهدد اهالي منطقة وادي حمدان مخلفة وراءها طيلة هذه المدة آثارا بيئية على اشكالها مثل الضوضاء  في المكان والغبار المتناثر في المكان والذي يغزو كل بيت والتصدعات والتشققات في جدران المنازل المحيطة.

ورغم أهمية الكسارة إلا أنها تعد خطراً حقيقياً يستوجب الحذر منه لأنه جاثم على المنطقة ويتهدد بيوت السكان المجاورة.

الاهالي: نشاط الكسارة ينذر بكارثة

وأكدت ام محمد عازم التي تسكن في المنطقة المحاذية للكسارة انها ومنذ تزوجت تعاني من وجود الكسارة التي تهدد صحة اولادها صيفا وشتاء الى جانب ما احدثته من تشققات في المنزل مما يستوجب القيام بأعمال صيانة على فترات متقاربة ومتكررة لا تتجاوز العام وهذا يكلف كثيرا من المال. وتتساءل ام محمد عازم الى متى ستبقى هذه الكسارة تهدد حياة السكان جميعا؟

وأردفت ام محمد تقول ان الدخان المنبعث من الكسارة والغبار الناجم عن عملها يجتاح بيتها ولكل البيوت في المنطقة بلا استثناء.  وقالت: في كل صباح نسمع صوت الكسارة المتعالي يزيد رهبة في المكان والتفجيرات المدوية المتكررة تكدر عيش الاهالي باستمرار.حياتنا الخاصة تضيع بين الغبار والضجيج وأصبح جلوسنا على الشرفات والأسطح أمرا مستحيلا بسبب الخطر البيئي الذي تشكله الكسارة.

من ناحيته يؤكد السيد ابو نسيم انه حين اقيمت الكسارة في البداية كانت محصورة في بضع امتار معدودة ومع كل عام اخذت تتسع حتى كادت تصل للبيوت. وأشار الى ان عائلته تقدمت باعتراضات عديدة لبلدية الطيبة احتجاجا على نشاط الكسارة ولم يتجاوب احد مع هذه الشكاوى.

في نفس السياق، قال العديد من افراد عائلة آل ذيب المؤلفة من عدة اسر تسكن تلك المنطقة، إلى أن أهالي وادي حمدان يصرون على اغلاق هذه الكسارة ونقلها الى موقع آخر. فمنذ طفولتهم الى ان أصبحوا رجالا وهم يرون هذه الكسارة تنشط بجوار بيوتهم، مؤكدين انه إذا واصلت الكسارة نشاطها في ذات الموقع، فالكارثة ستصبح واقعا ملموسا وانتشار أمراض المستديمة ستتحول الى حقيقة تصيب الاهالي إضافة لما تلحقه من اضرار في البيئية.

موقع “الطيبة نت” في زيارته للكسارة للإطلاع على الامور عن كثب، وبعد المرور بعدة طرق رملية، بلغنا المكان وهو عبارة عن مشهد رهيب من الغبار يغطي المنطقة بكاملها. آلات وجرافات تملأ المكان.

وبعد بحث طويل عن مسؤول يوضح لنا بعضا من تساؤلات الاهالي خرج الينا في النهاية شخص اكتفى بذكر اسمه الاول “تسفيكا” ورد على استفسارنا حول عمل الكسارة وما يعانيه الاهالي جراء هذا العمل، اجاب بعبارتين مختصرتين: “هذه الكسارة تعمل منذ سنوات عديدة وانها تقوم بمهامها على ما يرام”.  ثم اعترض على تصوير المكان من الداخل.

فائق عودة يبشر الاهالي بانتهاء مدة ترخيص الكسارة

من جانبه صرح السيد فائق عودة – رئيس اللجنة المعينة لإدارة شؤون بلدية الطيبة ردا على توجه موقع “الطيبة نت” بأن ترخيص عمل الكسارة ستنتهي مدته في شهر ابريل من هذا العام اي الشهر الرابع وانه عقد جلسة مع اللجنة اللوائية مؤخرا بهذا الخصوص حيث اكد ان البلدية ابدت امتعاضها من نشاط تلك الكسارة وانه حسب المعطيات المتوفرة سينتهي تترخيص عمل الكسارة في الشهر الرابع، غير ان لجنة التنظيم اللوائية عرضت على البلدية تحويل موقع الكسارة الى مدفن للنفايات الصلبة. واضاف عودة ان البلدية رفضت الاقتراح في البداية بشدة، ولكن وبعد نقاشات حادة تقرر ارسال طواقم مهنية لفحص المكان ومدى تأثير مدفن كهذا على سكان المنطقة، وانه في حال تبين انه ما من خطر بيئي على الاهالي في المنطقة، فسوف يتم تحويل المكان الى مدفن للنفايات الصلبة، حسب ما ورد في اقوال السيد فائق عودة.

عبد الستار شاهين: للموضوع جانب مادي تكتم عليه عودة

وفي اتصال هاتفي من عبد الستار شاهين رئيس اللجنة البيئية قال  لموقع “الطيبة نت” حول موضوع الكسارة: أناشد جميع أهالي الطيبة وخاصة سكان وادي حمدان ان  يقدموا اعتراضاتهم على هذا المخطط لتحويل المكان الى مدفن للنفايات الصلبة”.

وتابع عبد الستار شاهين يقول: “ان فائق عودة ورغم انه اكد مسألة مدفن النفايات الصلبة المزمع انشاؤه في المكان لكنه لم يكشف أي معلومات تتعلق بالجانب المادي للموضوع وهو ما تطالب به البلدية مقابل الموافقة على تحويل المكان لمدفن للنفايات الصلبة وليس تفاديا للضرر البيئي والصحي للمنطقة.

ورغم ان ملكية الموقع تعود لمنطقة الشارون غير ان الطريق المؤدية اليه تقع تحت نفوذ بلدية الطيبة وهو المدخل الوحيد للكسارة عبر المنطقة الصناعية، وان هذه المنطقة  اي المنطقة الصناعية تابعة  لبلدية الطيبة.

وتساءل عبد الستار شاهين: هل سيقف الاهالي مكتوفي الايدي ؟ اذا كان الحديث يدور حول مدفن للنفايات الصلبة، فهذا سيتسبب بمشكلة كبيرة اضعاف مشكلة مجمع النفايات “شارونيم” وسوف تحطم  الأرقام القياسية في نسبة اصابات السرطان في المكان.