قد يظن البعض انه بانحسار المياه والفيضانات عن شوارع المدينة تكون المعاناة قد انتهت، وبهذا يكون اعتقادهم خاطئا، لأنه في العديد من البيوت في منطقة “الشل” تتواصل معاناة الاهالي مع انحسار المياه ولكن بشكل مختلف.
الصور المرفقة ادناه والفيديو تكشف امامكم صورة مأساوية عن حال الاهالي الذين يسكنون هذه المنطقة الممتدة من “الشل” الى ما يعرف بحي “وادي الاسد”، وهو ممر المياه التي تتجمع في الجبال شرقي الطيبة وتسير على شكل جداول في ايام المطر العادية وتتحول الى انهار عارمة ايام الأمطار الغزيرة كالتي شهدتها الطيبة خلال الايام الاخيرة.
في بيت عبد الفتاح عيسى العوض في منطقة “الشل” تبين ان الفيضانات والسيول هي الجانب الأخف في هذه المعاناة، وأما الجانب الذي يصعب تحمله هو نتائج هذه الفيضانات حين يكون البيت في الطابق الارضي كما هو بيت عبد الفتاح عيسى العوض.
البيت مليء بالطين وبالوحل وبالمياه التي جاءت من اماكن بعيدة وقد ارتفع منسوبها لدرجة اصبح من الصعب البقاء في البيت بعد رفع كل حاجيات المنزل فوق الكراسي والأسرة والطاولات كي لا تغمرها المياه. انها الملابس والفراش والأجهزة الإلكترونية. تدفقت المياه والطين والوحل الى خزائن المطبخ وتدفقت تحت كل سرير وفي الحمامات وغرف النوم وفي كل ركن.
بيت عبد الفتاح عيسى العوض ليس الوحيد الذي يواجه مثل هذا الحال. ان جميع البيوت من الطوابق الارضية في تلك المنطقة تعرضت لتسونامي غمر بالوحل والطين كل ارجاء البيوت وبقي هؤلاء الاهالي يحاولون بمساعدة الاصدقاء والاقرباء تخليص ما يمكن انقاذه من الممتلكات قبل ان تتلف جميعها.
وإذا كان علينا ان نصمت امام قضاء الله وقدره ونشكره عليه، فإن الصمت امام تقاعس البلدية يعتبر جريمة. هذه العائلات الطيباوية المنكوبة تعاني من نتائج الفيضانات بعد ان توقفت الامطار وانحسرت السيول وبانت المأساة بكل معاييرها.
وكأنه لا يكفي اهالي هذه البيوت ما يواجهونه من خسارة بالممتلكات وتلف لمحتويات بيوتهم وعدم امكانية المبيت المشرف على سرير كباقي البشر، فقد تبين ان الوحل الذي يغطي ارض البيت والذي تسرب الى كل ركن فيه لا يمكن تنظيفه اطلاقا لأن الماء منقطع عن هذا الحي ولا ماء للشرب او للاغتسال او لشطف ارض البيت من الوحل منذ عدة ايام.
هذا الحال دفع اهالي هذه البيوت الى اللجوء الى استخدام مياه الامطار الراكدة في البرك وسط الشارع، فيحملونها بالدلاء لشطف ارضية البيت، اتتخيلون ما معنى هذا ؟ نترككم مع الصور فهي تنقل الوضع بوضوح للقارئ !