كثيرا منا لا ينتبه الى اليد التي تناوله ما يطلب في السوبر ماركت، وأحيانا لا يكلف نفسه بقول كلمة “شكرا”. يتناول ما يريد وهو متجهم الوجه مسرعا نحو الرفوف في الجهة المقابلة ليختار ما يشاء ثم يدفع حسابه وينصرف.
هل رأيت البائعة التي تعد لك ما تطلبه وتقدمه لك بأجمل طريقة وابتسامتها لا تفارق محياها ، وهل تتذكر تلك المرأة الشابة التي تقضي وقتها ترتب الرفوف كي تعجبك: أتتذكر ملامح وجهها وابتسامتها الساحرة يا جلالة الزبون المعظم ؟
هؤلاء هن بناتنا وأخواتنا. اختارت كل منهن لنفسها مهنة احبتها ورأت فيها رسالة تسعى من خلالها الى ارضاء الزبون، عملا بالقانون المتبع وغير المكتوب: “الزبون دائما على حق” فهل يرضى الزبون يا ترى ولو مرة واحدة.
رنين مصاروة من الطيبة وفاطمة ابو علي من قلنسوة، موظفتان في سوبر ماركت كبير. كل منهما تعمل في وظيفة مختلفة عن الاخرى، ويجمعهما حب المهنة والإخلاص في اداء العمل سعيا لإرضاء الزبون بكل اصنافه سواء كان سيدا ام سيدة، صغيرا ام كبيرا، عصبي المزاج ام هادئ الطباع، متعجرفا ام متفهما، مسرعا او متأنيا، مبذرا او بخيلا، مترددا ام حازما… فهذه اصناف البشر ونحن الزبائن بشر من هذه الاصناف.
فهل سأل احدنا نفسه حين يقف امام الموظفة المبتسمة هل تشد على اسنانها لتكظم غيظها من تصرفنا ؟ أم انها بالفعل تكافئنا بوجه بشوش فرحة بوجودنا وبأخلاقنا الراقية ؟