عباس على حافة المفاوضات مجددا
كنا نعتقد ان الانتقال من معسكر الصقور الى معسكر الحمائم هو ظاهرة غربية فقط، ولكن يبدو اننا كنا مخطئين، فها هم المسؤولون الاسرائيليون يفعلون الشيء نفسه، وبطريقة اكثر اتساعا، بعد تركهم السلطة، والانتقال الى فراغ التقاعد المرعب.
قبل يومين فاجأنا ياكوف اميردور مستشار الامن القومي الاسرائيلي، والمقرب كثيرا من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بقوله ان مواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، تسبب فقدان اسرائيل الدعم حتى من قبل افضل اصدقائها الغربيين، وزاد بالاعراب عن قلقه، خلال محادثات داخلية مغلقة عكفت على بحث تدهور صورة اسرائيل في العالم بسبب الاستيطان، من استمرار هذه السياسات.
هذه التوجهات التي تظهر ندما مثلما تظهر مواقف تبدو معتدلة، تأتي بعد اكمال حكومة نتنياهو معظم مشاريعها الاستيطانية في القدس المحتلة خاصة، وبما يؤدي الى تهويدها وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
انها خدعة، او بالاحرى مصيدة، يتم الاعداد لنصبها بشكل جيد لخداع الرأي العام العالمي، واعادة السلطة ورئيسها وحفنة من مساعديه الى طاولة المفاوضات مجددا لمواصلة الدوران في الدائرة العبثية نفسها لسنوات قادمة.
بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم تنازلات خادعة ومضللة لتسهيل الوقوع في المصيدة هذه، مثل تجميد البناء في مستوطنات معزولة غير ذات قيمة اقتصادية او استراتيجية، ليقول للعالم انه تجاوب مع الشروط الفلسطينية التي ادت الى وقف المفاوضات.
الرئيس محمود عباس سعيد بالانباء التي تتحدث عن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما الى كل من القدس المحتلة ورام الله وعمان في الربيع المقبل، بهدف محاولة احياء السلام، ولذلك لا نستغرب تجاوبه مع هذا الغزل الاسرائيلي، وتخفيف حدة اندفاعه نحو المصالحة مع حركة حماس واعادة تفعيل منظمة التحرير واصلاحها بالتالي.
الرئيس عباس قال انه ذهب الى الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل الحصول على منح فلسطين صفة دولة مراقب في الامم المتحدة من اجل الانضمام الى محكمة جرائم الحرب الدولية ومطاردة مجرميها قانونيا لارتكابهم مثل هذه الجرائم وعلى رأسها جريمة الاستيطان. ولهذا هو مطالب، وبعد انتهاء المدة القانونية التي تحظر عليه التقدم رسميا لعضوية هذه المنظمات، المضي قدما في هذا الطريق وعدم الخضوع للضغوط الاسرائيلية، او الانجرار وراء عظمة تجميد مزور للاستيطان.
نعم اسرائيل معزولة بسبب سياساتها الاستيطانية الارهابية، وعلى السلطة ان تعمل على تعزيز هذه العزلة وليس المساعدة على كسرها، وهي التي لدغت اكثر من مرة بوعود نتنياهو واكاذيبه.
عن القدس العربي