النائب احمد الطيبي لا يعتبر اول طيباوي يبلغ عضوية البرلمان الاسرائيلي، ولكنه قضى في اروقة الكنيست اطول مدة من كل سابقيه، وقد تم انتخابه للمرة الرابعة قبل ايام ضمن لائحة القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير.
في الطيبة الجميع يعرف الدكتور احمد الطيبي فهو نشأ وتعلم وعاش وسط اهالي الطيبة، الى ان انتزعه نشاطه وعمله من المدينة ليوزع وقته بين القدس والطيبة يتنقل باستمرار.
ولكن قلة من ابناء الجيل الشاب يعرفون النائب الطيبي عن كثب، احمد التلميذ احمد الطالب الجامعي او احمد الذي كان يطلق الشعر الطويل ذات مرة حين كانت الموضة تقتضي ذلك.
لهذا توجهنا للدكتور الطيبي لنتجاذب اطراف الحديث بدون تحفظ. فنزع ربطة عنقه وفك اعلى زر في قميصه وارتدى العفوية، واستلقى الى الخلف في كرسيه، ارتشف من قهوته بارتياح…
هل لوالدتك دور في نجاحك في حياتك الشخصية والسياسية ؟
طبعاً للام والوالدين دور في تكوين الشخصية والمسار لكل فرد منا فهي الناصحة والمتابعة والقلقة والمحبة .. وسأكشف لك بأنها تتابع عملي، وتواكب كل الاحداث السياسية والضغوطات والتحديات التي تواجهني وكانت دموعها عندما أعلنت نتائج الانتخابات بفوز القائمة الموحدة والعربية للتغيير بهذا الانجاز دليلاً على ذلك.
ابتسم واعترف: وعندما أسافر الى خارج البلاد للمشاركة في مؤتمر او عقد لقاءات فإن أول مكالمة بمجرد رجوعي الى البلاد تكون لوالدتي الحاجة أم أحمد. والقلق على حياة ابنها السياسي هي سمة مرافقة ودائمة وأتفهم ذلك فهي ام وهذا شعور الام ولكنني وبهذه الفرصة أود ايضاً أن أعبر عن أسفي لما يتسبب لها من قلق الأم علي وخاصة احيانا اثر وصول تهديدات من اليمين المتطرف.
كيف أصبحت سياسياً ؟
دخول مجال السياسية لا يأتي بقرار اللحظة وإنما تراكم لمواقف ومبادئ ورغبة في إحداث التغيير. فمنذ كنت طالباً وعملت في أحد المصانع الاسرائيلية ورأيت صاحب المصنع اليهودي يهين ويذل العامل الفلسطيني شعرت بأنني لا أستطيع السكوت على الظلم وتصديت له رغم ان ذلك كلفني عملي.
وعندما التحقت بالجامعة ودرست الطب قررت ان اتميز في دراستي ايمانا مني في ان سلاح العلم والإبداع هو اداة البقاء والتحدي بالنسبة لنا كعرب في هذه البلاد. وازداد نشاطي في هذا المجال وارتباطي بالرئيس الراحل القائد ياسر عرفات كمستشار له. اما ترك ممارسة مهنة الطب والانتقال كلياً إلى السياسية فكان مع تأسيس الحركة العربية للتغيير ودخولي الكنيست.
3. ماذا تعني لك الطيبة ؟
أفخر بأنني طيباوي وبأنني ابن لهذه المدينة العظيمة التي طالما خرّجت خيرة أبناء شعبنا من أكاديميين ومثقفين، وأحب أهلها وأعتز بهم، ولكن ايضاً أتألم لحال هذه المدينة التي تديرها لجنة معينة وتعاني من مشاكل عديدة كالبنية التحتية والنقص في الغرف الدراسية والعنف، ولذلك اخصص للطيبة قسطاً كبيراً من عملي البرلماني كما هو مفصل في الكراس الذي أصدرناه، للتعليم، للبنية التحتية، للرياضة، للمنطقة الصناعية وغيرها ونحن عاقدون العزم على اعادة الطيبة الى سابق عهدها.
الى متى ستظل في حقل السياسة وأين أنت من مهنة الطب ؟ وما وجه الشبه بين السياسة والطب ؟
القانون في اسرائيل يمنع عضو الكنيست من ممارسة مهنة أخرى لذلك فإنني لا أمارس مهنة الطب حالياً، ولكن الطبيب يبقى طبيباً إلى الأبد وذروة المتعة كانت عندما ساهمت في جلب الحياة الى العالم مع ولادة كل أم اشرفت عليها كطبيب. وإذا أردنا إجراء مقارنة بين المجالين فأقول انني انتقلت من علاج الفيروسات البيولوجية الى علاج الفيروسات السياسية. في الطب نعالج الأمراض الجسدية وفي السياسة نعالج الأمراض الاجتماعية والاقتصادية. اما عن بقائي في حقل السياسة، فأرى ان الحركة العربية للتغيير تزداد قوة وتنظيماً وانتشاراً وكان ذلك واضحاً بقوة في الانتخابات الأخيرة ولاسيما لدى جمهور الشباب. ما زالت أمامي أهداف كثيرة للإنجاز مدنياً وسياسياً لذلك لم اقرر بعد اعتزال حقل السياسة.
كلمة أخيرة، أتوجه بالشكر والتقدير لأبناء مدينة الطيبة الذين منحونا هذه الثقة من خلال الانتخابات ونحن على العهد بأن نواصل حمل الرسالة وتأدية دورنا من أجل الطيبة والطيباويين.