تعرضت كل من مدرسة “الزهراء” الابتدائية وصفوف الروضة في مدرسة “البخاري” لانتهاك من قبل مجهولين ضربوا بعرض الحائط حرمة هذه المؤسسات التعليمية التي تصل حد القداسة في الطيبة والتي كانت دائما محط احترام كل الاهالي بكل اطيافهم.
ومن المثير للريبة ان هذه الاعتداءات جاءت تكرارا لحوادث اعتداءات سابقة على المدارس مما حولها الى ظاهرة يجب التعامل معها وفق ما تقتضيه القواعد العامة المتبعة في مثل هذه الحالات سعيا لفرض العقاب على كل من يتطاول على مثل هذه المؤسسات او تسول له نفسه بأن هذا حقل سائب يمكنه ان يعيث فيه ما استطاع من خراب. وهنا نطرح تساؤلا مشروعا: من هي الجهة المطالبة بتصدر المشهد والتصدى لهذه الظاهرة ؟
كانت صفوف البساتين في ابتدائية “البخاري” عرضة لمحاولة سرقة وهي ليست الاولى من نوعها، لكن اللصوص لم ينجحوا بتحقيق هدفهم فالحقوا الاضرار بالمنشأة نفسها، ليتعذر على الطلاب الدخول للصفوف غداة ذلك.
ثم كنا شاهدين الاسبوع المنصرم على تحويل احد صفوف ابتدائية الزهراء الى مستودع للسلاح، وكان ما تم العثور عليه تحت الغرفة التدريسية من ونوع كرفان هو مسدس مشحون وبندقية رشاشة من نوع “كارل جوستاف” وغرضين مشبوهين كانا مخبأين تحت الغرفة التدريسية المتنقلة الموضوعة في ساحة المدرسة.
كان هذا الاعتداء كفيل بإثارة سخط الاهالي ولجنة اولياء امور الطلاب في المدرسة الذين “توعدوا بإعلان الاضراب في حال لم يتحمل احد من المسئولين واجباته تجاه أمن وآمان ابنائهم في المدرسة”.
عبد الجبار عويضة – مدير قسم المعارف في بلدية الطيبة قال في حديث لموقع “الطيبة نت”: “استخدام المدارس لتخبئة الاسلحة هو امر مرفوض كليا من ناحية ادبية ووطنية، ويجب على الجميع تهيئة الظروف الآمنة للطلاب داخل المدارس، نطلب من هؤلاء الذين ينتهكون حرمة المدارس ويعرضون حياة الآخرين للخطر ان يكفوا وان يبتعدوا عن هذه الاماكن لأنها في النهاية تخدم ابناء بلدهم، المدارس انشئت للتربية والتعليم وليس لغرض آخر، استهجن تحويل المدرسة الى ثكنة عسكرية”.
وأضاف:” قمنا في قسم المعارف بتعميم رسالة على جميع المدراء ومساعدي الامان والآذنين وشددنا على ضرورة القيام بجولة تفقدية وعمليات تمشيط في جميع انحاء المدرسة يشمل الممرات، الصفوف والساحات صباحا قبل دخول الطلاب الى الصفوف للمحافظة على حياة طلابنا، في سياق آخر ادعو الشرطة ايضا ان تأخذ دورها وتقوم بالتعاون معنا في هذا الجانب، ونأكد على ان دورها ليس معالجة المشكلة بل ايضا واجبها منع المشكلة، وهذا ياتي حسب رايي عبر القيام بدوريات خلال الليل حول المؤسسات لتكون الرادع للخارجين عن القانون”.
وقال: من هنا اتوجه ايضا الى جيران المدارس ان يكونوا العين الساهرة على المدارس وان يهتموا بها ويبلغونا عن اي امر يحدث فيها، بل وان يساهموا بمنع دخول العابثين اليها لان المسؤولية تقع عليهم ايضا، اما بالنسبة لدور البلدية فنحن ومنذ زمن بعيد قمنا بمطالبة وزارة المعارف ووزارة الامن الداخلي ان يوفروا لنا ملكات حراسة للمدارس في ساعات الدوام كما هو الحال في المدارس اليهودية، استجابوا لنا ومنحونا ملكات في المدارس الاعدادية حيث ان تكلفة هذه الملكات تكون بنسبة 36% على البلدية و64% على الوزارتين”.
دافيد فيلو – قائد شرطة الطيبة قال: “تسعى شرطة الطيبة الى لجم ظاهرة العنف وتركز مؤخرا على جمع السلاح غير المرخص من ايدي الاهالي والكل احس بهذه الحملة هنا. نحن ننظر ببالغ الخطورة لأمور من هذا القبيل وسنواصل بنفس النهج حتى نضمن للمواطنين الامن والطمأنينة. وقد قمنا بفتح ملفي تحقيق في حادثتي الاعتداء على المدرستين ونأمل ان نصل الى نتائج ملموسة قريبا”.
هاني منصور– رئيس لجنة اولياء امور الطلاب المركزية في الطيبة قال: “ماذا يمكن للجان اولياء امور الطلاب ان تفعل في هذه المشاكل ؟ توجهنا للبلدية ووزارة المعارف وطالبنا بوجود حراسة اثناء الدوام وكذلك خلال ساعات الليل. هنالك ممتلكات باهظة الثمن في جميع المدارس في هذه الايام وهي معرضة لطمع اللصوص. نحن نعول كثيرا على بلدية الطيبة التي ابلغتنا بأنه سيتم تعيين حراس في ست مدارس قريبا، وآمل ان نفتتح العام الدراسي القادم وجميع المدارس تتمتع بحراسة”.
كمال عطيلة – الناطق بلسان وزارة المعارف للوسط العربي عقب على الموضوع قائلاً: “تعمل وزارة التربية والتعليم بكل ما لديها من امكانيات للحد من ظاهرة العنف وفق برنامج تربوي شامل وعلى مدار العام الدراسي من خلال برنامج مفتاح القلب وبرنامج المهارات الحياتية وذلك بتوجيه من قسم الاستشارة التربوية وقسم التفتيش عن المدارس وبالتعاون الوثيق مع الشرطة الجماهيرية في الطيبة للغاية نفسها”.
وأضاف: “في المرحلة الثانوية يتم تفعيل برنامج ’الطاولة المستديرة’ بالتعاون مع الطلاب لبحث ظاهرة العنف والحد منها. وزارة التعليم وبالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي بدأت منذ عام بوضع حراسة على المدارس العربية حيث أعطيت أفضلية بداية للمدارس الثانوية من خلال وضع 134 حارسا. وفي المرحلة المقبلة سيتم وضع حراسة على جميع المدارس الإعدادية والابتدائية في الوسط العربي وحتى ذلك الحين تدرس ادارة لواء المركز في وزارة التعليم بالتعاون مع السلطات المحلية امكانية تفعيل مركز حراسة متجول يجوب المدارس التي لا توجد فيها حراسة في الطيبة لمنع حدوث مثل هذه الظواهر المقلقة والمؤسفة”.