الأسرى بين انسانية ورحمة الإسلام وهمجية الاحتلال
يوماً بعد يوم تكشف لنا إسرائيل عن الوجه القبيح لديمقراطيتها، ويتجلى هذا الوجه من خلال انتهاك الحقوق الإنسانية والأعراف الدولية التي يتشدقون بها فيما يتعلق بحقوق الاسرى ومعاملتهم، حيث أضحت الاتفاقيات الموقعة في جينف وغيرها حبراً على ورق، ويحدث هذا في مسمع ومرأى من العالم غربه وشرقه،وكأن الاحتلال، بل قاموا بانتهاك حقوق الأسرى المدنيين في أبشع صوره.
فقد بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها ومعتقلاتها، حتى نهاية شهر كانون ثاني العام 2012، 4750 اسيرا، بينهم 198 طفلاً و12امرأة..
من بين الأسرى 186 معتقلاً إدارياً دون تهمة أو محاكمة، و 12 أسيرة،اضافة الى 198 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً، ، بالإضافة الى 12 نائباً وثلاثة وزراء سابقين.
وقد رصدت مؤسسة “مانديلا ” ومن خلال متابعتها لاوضاع الأسرى والمعتقلين قانونيا وصحيا بأن اوضاعهم الاعتقالية والمعيشية قاسية للغاية ، حيث أنهم يعيشون تحت وطأة ظروف اعتقال قاهرة تتمثل بـ:
– سياسة عزل المعتقلين لفترات طويلة سواء في سجون بئر السبع ، ايلون الرملة وكفار يونا ومعاقبة الاسرى لاتفه الأسباب من خلال فرض غرامات مالية عليهم.
– تعذيب وإساءة معاملة المعتقلين أثناء التحقيق معهم سواء في مراكز التحقيق بالمسكوبية ، الجلمة ، بيتاح تكفا ، تحقيق عسقلان، وأقسام التحقيق في غرف العملاء سواء في معتقل مجدو، الجلمة ، وسجن بئر السبع .
– سياسة التفتيش العاري المذل والمهين للكرامة الانسانية ،التي لا زالت تستخدمه إدارات السجون بشكل استفزازي ويوميا.
– حرمان ذوي الأسرى من لقاء ابنائهم في السجون، حيث إن إدارات السجون تمنع قرابة 2500 عائلة من لقاء أبنائها بحجة المنع الأمني.وهناك عائلات ممنوعة منذ ست سنوات .
– زيادة الاجراءات التعسفية ما بين ذوي الاسرى والمعتقلين من خلال وضع الحاجز الزجاجي العازل اثناء الزيارة .
– استمرار إسرائيل بسياسة الاعتقال الإداري دون توجيه تهمة للمعتقل أو تقديمة للمحاكمة، حيث تجدد سلطات الاحتلال أمر الاعتقال الإداري لأكثر من مرة.
– تقاعس عيادات السجون في تقديم العناية الطبية للمرضى الأسرى ، وهناك حوالي 150 أسيرا يعانون من أمراض مستعصية، تتعمد عيادات السجون تأخير إجراء العمليات الجراحية وتقديم العلاج الناجع لهم مما يفاقم وضعهم خطورة.
– الأسيرات الفلسطينيات وعددهن 115 أسيرة يتم احتجازهن في سجن التلموند للنساء من بينهن 20 أسيرة متزوجة و8 حالات تعاني من أمراض مختلفة.
– يتعرض الأطفال في السجون الإسرائيلية لاعتداءات ومعاملة سيئة منها التحرش الجنسي، التهديد بالاغتصاب، وإساءة المعاملة وإطلاق الكلاب عليهم لانتزاع اعترافات .
فحكومة إسرائيل بهذا الاسلوب في التعامل تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب وتنتهك معايير الأمم المتحدة للحد الأدنى لمعاملة السجناء وغيرها من المواثيق والأعراف الدولية سواء التي وردت في القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وهذا يجعلنا نراجع ما جاء به الإسلام قرانا وسنة وما دونه فقهاء المسلمين حول حقوق الأسرى في الإسلام، ليعرف العالم من هو الإنساني الحقيقي الذي يحترم إنسانية البشر بعيداً عن معتقداتهم، ومن هو غير الانساني وغير الأخلاقي..الذي استشهد في سجونه قبل اسبوعين تحت وطأة التعذيب- حسب نتائج التشريح- الاسير عرفات جرادات، والذي ترفض محاكمه اطلاق سراح اسيرين فلسطينيين هما سامر العيساوي وايمن فروانه مضى على إضرابهما عن الطعام حوالي مائة يوم.
والأسير في الإسلام هو المقاتل الحربي الذي يقع في أسر المسلمين أثناء الحرب؛ لاعتدائهم على بلاد وديار المسلمين، وهذا يعني أن الإسلام لا يجيز أسرى المدنيين، ولا الاقتراب منهم بسوء، ولم يأمر الإسلام يوماً بالتعرض للأطفال، ولا النساء، ولا العجائز من النساء، ولا الشيوخ الذين طعنوا في السن، بل لكل هؤلاء احترام وتقدير.
ولقد كرم الإسلام الأسير، وضمن له حقوقه على النحو التالي:
أ ـ من حق الأسير عدم إكراهه على ترك دينه، وإنما يُدعى إلى الإسلام بالتي هي أحسن، يقول الله تعالى: ” يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم “[الأنفال:70].
ب ـ ومن حقوقه إطعامه ما يكفيه من الطعام والشراب، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: “ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً” [الإنسان:8-9].
ج ـ حقه في الكسوة والثياب المناسبة التي تليق به وتجدر بمثله وقد روى البخاري في صحيحه من حديث جابر- رضي الله عنه- قال: ” لما كان يوم بدر أُتي بأسارى وأُتي بالعباس، ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصاً، فوجدوا قميص عبد الله بن أبيّ يقدر عليه فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه . . ” البخاري، فالإسلام يضمن للأسير حق الكسوة والثياب المناسبة.
د ـ المأوى والسكن المناسب أياً كان فقد يُسكن في المسجد أو يُسكن في سجن خاص ويكون ملائماً أو حتى في بيوت بعض المؤمنين، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك دار خاصة للأسرى ولا للسجن، ولهذا ربما سجن الأسير في المسجد، وربما وزع الأسرى على المسلمين في بيوتهم إلى أن يُنظر في شأنهم، وروى الإمام أحمد (2216) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ناساً من الأسرى الذين كانوا يتقنون القراءة والكتابة يُعلمون أولاد الأنصار القراءة والكتابة، وجعل ذلك فداءهم وفكاكهم، ومن المعلوم أن الأسير كي يُعلم ويكتب لابد أن يكون طليقاً غير مقيد ولا مربوط، وقادراً على الذهاب والإياب، والوثاق إنما جُعل لمنعه من الهرب فإذا أمكن منعه بلا وثاق فلا حاجة إليه.
هـ ـ لا يفرق في الأسرى بين الوالدة وولدها أو بين الولد ووالده وبين الأخ وأخيه، وهذا ورد في حكم السبي، و السبي نوع من الأسر، وإن كان يطلق في الغالب على النساء والذرية، والتفريق بينهم وبين الأسرى إنما هو أمر اصطلاحي، وإلا فالكل أسرى، وقد جاء في حديث رواه الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فرق بين والدة وولدها – يعني من السبي – فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة) قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب.
و ـ عدم تعريضهم للتعذيب بغير حق، إلا أن يكون هناك حالات خاصة يتطلب الأمر فيها أن يُمس بشيء من العذاب قليل لا يؤثر عليه من أجل كشف أمور يُعلم أنها موجودة عنده كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعم حُيي بن أخطب فقد دفعه إلى الزبير بن العوام فمسه بعذاب .
واختم بهذا القصة التي وقعت مع صلاح الدين الذي شهد المستشرقون بحسن معاملته للأسرى اذ بينما كان صلاح الدين سائرًا ذات يوم في بعض طرق مدينة بيت المقدس قابله شيخ من النصارى كبير السن، يعلِّق صليبًا ذهبيًّا في رقبته، وقال له: أيها القائد العظيم، لقد كُتِبَ لك النصرُ على أعدائك، فلماذا لم تنتقم منهم، وتفعل معهم مثل ما فعلوا معك؟ فقد قتلوا نساءكم وأطفالكم وشيوخكم عندما غزَوْا بيت المقدس؟ فقال له صلاح الدين: أيها الشيخ، يمنعني من ذلك ديني الذي يأمرني بالرحمة بالضعفاء، ويُحَرِّم عليَّ قتل الأطفال والشيوخ والنساء. فقال له الشيخ: وهل دينكم يمنعكم من الانتقام من قوم أذاقوكم سوء العذاب؟ فأجابه صلاح الدين: نعم، إن ديننا يأمرنا بالعفو والإحسان، وأن نقابل السيئة بالحسنة، وأن نكون أوفياء بعهودنا، وأن نصفح عند المقدرة عمَّن أذنب. فقال الشيخ: نِعْمَ الدين دينكم، وإني أحمد الله على أن هداني في أيامي الأخيرة إلى الدين الحقِّ. ثم سأل: وماذا يفعل مَن يُريد الدخول في دينكم؟ فأجابه صلاح الدين: يُؤمن بأن الله واحد لا شريك له، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، ويفعل ما أمر الله به، ويبتعد عما نهى الله عنه. وأسلم الرجل وحَسُن إسلامه، وأسلم معه كثير من أبناء قومه.
كلي امل ان يتحرك المجتمع العربي والدولي بسرعة وبقوة للضغط على اسرائيل لإطلاق سراح من يجب اطلاق سراحه وتحسين معاملة الأسرى في السجون واعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة.
الشيخ رأفت عويضة- امام مسجد بلال بن رباح
ياشيخ رافت نار ديمقراطيتهم ولا جنة ديكتاتوريه الانظمه العربيه
سكان الطيبه بين رحمة الله وهمجية المجرمين العفريانيم