على جبال فلسطين صامدون – بقلم: غسان الشامي
تمر علينا ذكر يوم الأرض في كل عام ونشتم من بعيد عبق الأرض ورائحة أزهارها ووردها ياسمين فلسطين .. نشتم من بعيد عبق أرض الأجداد والأبناء وأرض الأحفاد ..
هذه الأرض الطاهرة المقدسة محور الصراع مع المحتل الإسرائيلي الذي لا يتوانى لحظة على انتهاك حرمة الأرض وسرقة الآلاف من الدونمات الزراعية وإحلال المهاجرون الصهاينة الجدد على أرض فلسطين .. هذه الأرض التي تتوسط العالم وتربط قارات العالم الثلاثة أسيا وأوروبا وأفريقيا ..
هذا الوطن الجميل الذي كان عبر التاريخ بلد الحب والخير والنماء ومحطة يرتاح فيها الزائرون من كل أجناس العالم وأصحاب الديانات السماوية فمنهم من يزور القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يزور كنيسة المهد .. هذه فلسطين ترحب بجميع الناس وتنزلهم المقام الكريم .. والضيوف لا يملون من زيارتها فما أن يغادروها حتى يشتاقوا لسمائها وبحرها وأنهارها العذبة وصفاء أجوائها ودفء شتائها وبرودة صيفها وطقسها الجميل …
أرضنا الحبيبة تحمل جميع معاني الأمل والوفاء والحب الأزلي لهذه الأرض وأشجار الزيتون والبرتقال ورحيق عبير الأزهار على جبال فلسطين .. حتى مدن فلسطين الشامخة من القدس وحيفا يافا وعكا وغزة وخانيونس كلها مدن لها تاريخها عبر آلاف السنين وأرضها لا تعرف اليهود إلا محتلين ومخربين ومدمرين .. هي الأرض نظريتنا في تاريخنا من عشرات السنين مع الاحتلال .. هي الأرض نعشقها وتعشقنا ونعيش عليها نأكل من خيرها ونسير في جنابتها ونزرع الخير لنأكل ثماره ونقدم أرواحنا فداء لمجدها وفي سبيل تحريرها من دنس المحتل الصهيوني الغاشم …
أن تكتب في يوم الأرض حتى تعود بنا ذكريات البطولة والنضال عندما هب أهلنا في الجليل والمثلث والنقب في يوم 30 آذار من عام 1976م وتوحد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ليدفع عن سرقة مئات الدونمات الزراعية، حيث دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات والمجنزرات الإسرائيلية إلى القرى الفلسطينية في الداخل المحتل لتعيد احتلالها وهبت الجماهير الفلسطينية لتدافع عن الأرض والإنسان الفلسطيني لتدافع عن التاريخ والحضارة ضد المحتل الصهيوني البغيض .. خرج الأهل في النقب والجليل وقرى المثلث ليتصدوا بأجسادهم العارية للقرارات الصهيونية الخطيرة بمصادرة آلالاف الدونمات من أراضي المثلث والجليل وتصدوا للصهاينة وارتقى يوما عدد من الشهداء ..
هي الأرض لن يحميها سوى أهلها ولن يعيدها سوى أبناءها وهم اليوم يواصلون النهار بالليل وهم يفكرون ويخططون ويستعدون للمواجهة الكبيرة لاستعادة الأرض من دنس المحتل الغاشم وما يحدث في كل عام من حروب واحتياجات ما هي إلا صولات وجولات وحروب قصيرة استعدادا للمعركة الكبيرة ألا وهي معركة الحقوق واسترداد الأرض وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس … سيأتي اليوم الوطني الكبير الذي سيدعى فيها جميع الشعوب العربية والإسلامية للصلاة في المسجد الأقصى مهللين مكبرين بالنصر المبين كما صلى بها من قبل سيدنا عمر رضي الله عنه وحررها من الغاصبين ثم تم احتلالها من جديد وحررها المظهر السلطان صلاح الدين الأيوبي .. وها هم اليوم أهل فلسطين ينتظروا اليوم الموعود بالتحرير والنصر المبين واسترداد الأرض من دنس الغاصبين …
للأرض الفلسطينية الطاهرة تحية ووفاء تحية فداء تحية مقاومة … للأرض كل الحب والأمل .. الأرض عنوان النصر ومحط المقل والأنفس .. الأرض مجرى الحياة ومهجة النفس وصهيل الخيول على أرض المعارك … نحميها بأروحنا وأجسادنا وقلوبنا وتحمينا بترابها وجبالها الشامخات ومساربها وقفارها الكثيرات .