لا تفرض نفسك متسلطا ! – بقلم: ياسر ناشف

كثير منا يحمل افكارا وكل فكر له طبيعة وخاصية يتميز بها عن غيرها حسب عقلية المعتنق للفكر او مبتكره. فاحدنا يكون محافظا والآخر متحررا وآخر وسط وآخر متطرف… مهما اختلفت المسميات والاتجاهات والمبادئ فكلها في النهاية يحملها بشر من نفس الطينة جبلوا.

الاهم هنا او ما يلفت النظر ان الغير يريد فرض فكره ونفسه جبرا وعنوة على الآخرين شاءوا ذلك ام رفضوا. فهو بنظره الخاص اقدر واخبر بأمور حياتهم وادارتها وتسيير شؤونهم.

وهذا هو مفهوم التطرف الفكري في عصرنا الذي يترجم في بعض الاحيان لتطرف عملي وفعلي.

فترى من يحمل فكرا علمانيا يريد الجميع ان يتبعوه دون تردد او نقاش وكذلك صاحب الفكر الاشتراكي او الفكر الديني، وكل منهم متعصب ومتطرف لفكر داخل فكره. فترى بعض العلمانيين طبقيين وساحقين للطبقات الاخرى وانهم اعلى منهم بكل شيء وعلى الآخرين السمع والطاعة والتنفيذ مع انهم يحملون نفس الفكر العلماني.

اما اصحاب الفكر الاشتراكي فتفاوتهم مع الغير ينبع من خلال الفوقية والترفع وقد تصل الى مرحلة التأليه واحتقار كل من يغرد خارج السرب الذي رتبوه. ومن هؤلاء الاشتراكيين تجد حملة فكر متشدد يرفض الاعتراف بالدين والرب وانهم خلقوا لوقت معين ويأتي من بعدهم من يواصل مسيرتهم, وان كل من لا ينتمي اليهم جاهل ومتخلف ورجعي.

ومن جانب آخر تجد من يحملون فكرا دينيا وهم غالبا ما يطلق عليهم محافظين سواء كانوا اسلاميين او مسيحيين او يهودا او غير ذلك من الاديان سواء كانت سماوية او وضعية.. فتجد في الكثير منهم من يحمل في فكره تطرفا وتعصبا… فترى بينهم مشاحنات وافتراءات وتصل حد التكفير ناهيك عن القذف والقدح والتشهير والتشويه… وهذا كله ينم عن عقليات مهترئة تعاني من امراض نفسية بعيدة كل البعد عن الدين والفكر الذي يحملون…

فالأصل بكل فكر موجود هو اسعاد البشرية وتنظيم امورها وترتيب شؤون الناس وقيادتهم الى الطريق المستقيم السوي والصحيح.

الواجب ان نعي اقوال المفكرين وقبل ذلك خالق المفكرين… فخالقهم يقول “لا إكراه في الدين” ويقول “يهديهم” لا يجبرهم … وكثيرة هي الكلمات التي تدعو الى الحكمة والى المحبة والى التسامح والى عدم السخرية والنميمة الهمز واللمز والتجسس وهتك سترهم.. واما اصحاب الفكر غير الديني فمفكروهم يدعون وباستمرار حقوق الانسان والحيوان والطبيعة والمساواة والمشاركة ونبذ الطائفية والطبقية والمذهبية والعنصرية … فما بال اصحاب هذه الافكار لا ينصاعون لمن خلق او اصطنع لهم افكارا.