عزت الناشطة مي جابر من “الحركة العربية للتغيير” اسباب جرائم القتل التي وقعت مؤخرا والتي كانت آخرها في ام الفحم امس، الى تفكك المجتمع العربي في البلاد.
وقالت مي جابر انه لا يجوز لنا ان نقف مكتوفي الايدي امام هذه الظاهرة التي باتت تهدد مستقبل بناتنا ونسائنا الى جانب تكميم افواههن لئلا يطالبن بحقوقهن المشروعة.
وأضافت مي جابر انه لا يوجد ولا يمكن ان يكون هناك ما يبرر هذه الجرائم، مؤكدة ان التسويغات تأتي في العادة واهية. وقالت ان قتل النساء ما هو إلا طمس واضح لحقوقهن الانسانية، الأمر الذي يدعو الى القلق اذا ما سلطنا الضوء على هذا الموضوع.
تظاهر النساء للتصدي لقتل النساء وتعنيفهن
وحول التظاهرة القطرية التي نظمت مؤخرا والتي كانت احدى محطاتها في مدينة الطيبة، اشارت مي جابر الى ان هذه التظاهرة جاءت بعد سلسلة من العنف الاخيرة التي شهدتها البلاد والتي كانت ضحيتها النساء مثل المرأة التي قتلت في بلدة الرامة في الجليل وكذلك العثور على جثة امرأة في صندوق سيارة في النقب وامرأة خلع رجل عنها حجابها في القدس وشابة رشها احد المعجبين بماء نار، كل هذا دفعني انا وناشطات اخريات من الطيبة الى الانضمام الى حملة مناهضة الجرائم التي ترتكب ضد النساء وهي تجمع 20 تنظيما نسائيا من كافة الأطر التي تعنى بحقوق المرأة العربية وشؤونها.
في السياق نفسه، اشارت الناشطة مي جابر الى ما قبل قرابة عشر سنوات كانت ظاهرة العنف في الطيبة متفشية جدا. اما الآن فهذه الظاهرة تراجعت نسبيا والفضل في هذا يعود الى تطور فكر المرأة والرجل والبحث عن طرق ايجابية للخروج من الازمات بينهما.
وحول النساء اللواتي يهربن لتجنب احداث قتل او ما شابه ؟
اجابت مي جابر بأن على الاسرة في البيت وخاصة في ظل وجود صبية في جيل المراهقة، ان تعمل على ادخال المفاهيم الناجحة. فكم فتاة لاذت بالهرب من البيت لأن والدها هددها بالضرب او تزويجها ممن لا ترغب، والنهاية ندم الاباء وخسارة البنت. من هنا علينا ان نتعلم من تجارب الآخرين وان لا نعلق الامل على ان ضرب الفتاة او حبسها، سيردعها وسيرغمها على القبول بما يريد لها ذووها. هناك اساليب وهناك عاملات اجتماعيات في الطيبة وهن كثر وأنا من هنا اتوجه بنداء لكل اسرة ان تلجأ للعاملة الاجتماعية اذا كانت غير قادرة على حل مشاكلها.
اعضاء الكنيست يناصرون المرأة
وحول الاتهامات التي وجهها عدد من النساء العربيات خاصة المستقلات، بخصوص عدم اكتراث اعضاء الكنيست بقضايا المرأة وعدم وجود آلية عمل للتصدي لقضايا العنف، اكدت مي جابر على ان هذا الكلام غير لائق عن النواب العرب، فهم وقفوا بكل شجاعة في ساحة التصدي للعنف ضد النساء، وكانت هناك قضايا طرحها الدكتور احمد الطيبي على طاولة البحث في الكنيست، اذ تقدم، على سبيل المثال، في احد الجلسات باقتراح قانون يحظر على وسائل الاعلام كافة، استخدام تعابير والفاظ ومصطلحات ايجابية في وصف جرائم القتل التي قد تشجع العنف. وينص القانون على فرض غرامة مالية على من يصف جريمة قتل بأنها على “خلفية شرف العائلة” اضافة الى مشاركته الفاعلة في المظاهرات والاحتجاجات التي تنظمها النساء.
اما على صعيد الفعاليات والنشاطات النسائية المناهضة للعنف ضد النساء، فقالت الناشطة مي جابر: في القريب العاجل ستكون امسية ثقافية للنساء نستضيف خلالها مستشارة لجيل المراهقة.
ثانيا سنستعين بأمسيات دينية في مجال تربية الاولاد لأننا نعتبر الدين محفزا اساسيا للحد من العنف ورادعا لكل من تسول له نفسه ممارسة العنف على اشكاله.