بقلم: نبيل عودة – أعرب وزير خارجية إسرائيل السابق والمنتظر أفيغدور ليبرمان على صفحته في الفيسبوك ، عن موقفه الرسمي الذي من الصعب اعتباره موقفا شخصيا إذ انه الممثل الرسمي المعترف به للسياسة الخارجية الإسرائيلية، كما كان في السنوات السابقة وحافظ رئيس الحكومة نتنياهو على وزارة الخارجية في حكومته الجديدة لليبرمان دون ان يتنازل لتعيين وزير خارجية آخر.
كتب ليبرمان في صفحته على الفيسبوك، حول مسيرات الجماهير العربية إلى قراهم المهجرة والمهدمة لذكرى مرور 65 سنة على نكبة شعبهم الفلسطيني، يدعوا حكومة إسرائيل إلى التخلص من العرب وضمهم إلى السلطة الفلسطينية وبكلمات أخرى: خطة تطهير عرقي جديدة!!
من المتوقع أن يعود ليبرمان لكرسي وزارة الخارجية، بعد أن تنتهي المحكمة من النظر في قائمة التهم الموجهة اليه، ليجعل ما كتبه في صفحته على الفيسبوك هدفا سياسيا لحكومته.
ليبرمان المذكور القادم من مولدافيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي آنذاك، تنسب إليه النيابة العامة، سعيه إلى ترقية السفير الإسرائيلي السابق في بيلاروس زئيف بن أرييه وإصدار تعليمات للجنة التعيينات بوزارة الخارجية لتعيينه سفيرا في لاتفيا بعد أن سلم المذكور ليبرمان مواد سرية تتعلق بتحقيق الشرطة البيلاروسية (بطلب من الشرطة الإسرائيلية) بشبهات حول ليبرمان.!
داني ايالون نائب ليبرمان في وزارة الخارجية، قال لمحققي الشرطة في شهادة مفصلة إن ليبرمان طلب منه شخصياً، بصفته رئيساً للجنة التعيينات، تعيين بن أرييه سفيرا في لاتفيا وإخفاء معلومات أن الأخير سلمه المواد السرية.
كانت محكمة إسرائيلية قد أدانت بن أرييه بتسليم المواد إلى ليبرمان بشكل مخالف لقواعد العمل الدبلوماسي.
تعالوا الآن نقرا ترجمة كاملة لما كتبه ليبرمان، الوزير المرتقب للخارجية الإسرائيلية على صفحته الشخصية في الفيسبوك:
“ان مسيرات الكراهية لكارهي إسرائيل، من التابعين ومواصلي طريق مفتي القدس، الذين اجتمعوا اليوم (القصد الثلاثاء 16-04-2013) في وادي عارة من اجل الحداد على إقامة دولة إسرائيل، هو إثبات إضافي بأن كل تسوية مع الفلسطينيين يجب ان تشمل بإطارها عرب إسرائيل أيضا”.
يواصل ليبرمان: إن أي تسوية لا تشمل هذا الأمر لن تكون “تسوية نهائية” بل “وقف إطلاق للنار” حتى المواجهة القادمة وللمطالب اللاحقة التي سيأتون بها. حان الوقت كي تتبنى حكومة إسرائيل هذا التوجه وتقول ذلك بكل قوة (حسب التعبير العبري “بفم مليء”).
إن الواقع الذي الموجودين فيه اؤلئك الذين يتمتعون ويستغلون الديمقراطية الإسرائيلية وحرية التعبير من أجل الحداد على إقامتها، يصمتون بنفس الوقت عن مذابح ضد الفلسطينيين في سوريا، حيث يثبت تلونهم وهدفهم الحقيقي، مثل اؤلئك الناس يجب ان يجدوا مكانهم كمواطنين في السلطة الفلسطينية، التي يتماثلون معها ويرفعون أعلامها وان يتلقوا منها “التأمين القومي” ومخصصات للبطالة”.
هذا الكلام هو نقلة بالغة الخطورة في التفكير العنصري الفاشي ضد الأقلية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها.
هذا وطننا وهناك دولة شعبنا
العرب في إسرائيل لم يأتوا من مولدافيا، لم يأتوا من أمريكا، لم يأتوا من دول أوروبية، لم يأتوا من المغرب العربي، لم يأتوا من العراق أو غيرها، العرب في إسرائيل هم جزء من الأرض الفلسطينية، وجذورهم ضاربة عميقا في الأرض الفلسطينية، لا فرق بين الجليل والنقب، بين غزة أو نابلس ورام الله. نحن هنا نواطير للحق الفلسطيني في التواجد بأرض فلسطين لا فرق بين هنا أو هناك.
نحن هنا في وطننا، ضمن دولة إسرائيل، لم نأت كمهاجرين. الدولة جاءت وفرضت نفسها علينا. نناضل بكل الوسائل المشروعة من أجل إسقاط العنصرية وتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق، من اجل إنهاء احتلال إسرائيل للضفة الغربية وإنهاء الحصار غير الإنساني على قطاع غزة وتخليص الشعب الإسرائيلي نفسه من عبودية احتلاله لشعبنا الفلسطيني وإقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وإنهاء جميع القضايا المتعلقة بما فيها وعلى رأسها مأساة اللاجئين التي لم تعد تحتمل التأجيل.
ليبرمان يستطع العودة إلى مولدافيا (اذا قبلت به) لأن وجودنا في وطننا، نضالنا من اجل حقوقنا وعدم نسيان نكبة شعبنا المتواصلة منذ 65 سنة يسبب له الغضب.
سنظل نواطير لوطننا، لن ننسى نكبتنا ما دام شعبنا مشردا في الخيام وعرضة للمآسي ومحروما من إقامة دولته الحرة المستقلة، أسوة بجميع شعوب الأرض.
nabiloudeh@gmail.com