سأكتب لإخوتي وأحبتي الأعزاء أحداث أروع رحلة عمرة حدثت في حياتي ولعل كلماتي الحارة الصادرة من أعماق قلبي الخالص بحبه (لله وللحق والتاريخ) محطات يوميات حصلت معي كإداري حافلة بالطائرة.
وبإذن الله تعالى ستكون كلماتي صادقة وخالصة لله تعالى لأن الكلمة أمانة سأسأل عنها يوم الحساب من رب العالمين، إنها أحداث عمرة عطلة الربيع 2013 م ! كلها حقائق موثقة وصادقة كبزوغ شمس الظهيرة!
المحطة الأولى دقت عقارب الساعة الثانية فجرًا، تجولت بنظراتي السريعة فوجدت نفسي متواجد في مكتب صغير في إحدى زوايا فندق زمزم المتواجد في الأبراج العملاقة أبراج آل البيت , وجلس أمامي مباشرة المدير الليلي للفندق , الساعة الثانية فجرًا والظلام الدامس والعتمة السوداء انتشرا في شوارع وأحياء مكة المكرمة , وقد ساد السكون والهدوء في أركان الفندق وتبادلت الحديث والحوار مع المدير يجب واحترام وهدوء ! وطلبت منه توفير غرفة لي …….نعم كما تسمعون غرفة لي, وفجأة قفز مدير الفندق من مكانه متعجبًا مستغربًا ومتسائلا ! يا شيخ: أنت تقول أنك إداري الحافلة وعضو رئيسي في لجنة الإرشاد والوعظ , وما زلت بدون غرفة وبدون مأوى , وحتى هذه الساعة لم تؤدّ مناسك العمرة , ومن هذا الشخص الذي ينتظرك خارج الغرفة ؟ أجبته هذا صديقي العزيز من عمار حافلتي , وايضَا هو وزوجته بلا غرفة ! .. وبعد الانتظار والصبروالدعاء والإستعانة بالله تعالى , أعلموني أنهم وفروا لنا غرفتين في فندق سويس (يبعد حوالي 300 م عن زمزم ) وفعلًا دهشت من نظام ونظافة وروعة هذا الفندق , وكانت فرحتي عارمة وكأنني حصلت على كنز ثمين وغنيمة عظيمة !
المحطة الثانية وعندما وضعت رأسي على وسادتي وكان ذلك بعد أداء مناسك العُمرة وبعد صلاة الفجر وكان التعب والإرهاق قد سيطرا عليّ وغرقت بالنّوم الهادئ والعميق , واستيقظت لتناول طعام الفطور وحينها تجولت وعُدت بذاكرتي ومخيلتي الى يوم موعد السفر , وعلمت بأن ساعة إقلاع الطائرة من مطار عمان سيكون في تمام الساعة السادسة والثلث بعد صلاة الفجر , هذا الأمر يتطلب منا أن نتناول طعام الفطور الخفيف الساعة الثانية فجرًا ثم الوصول الساعة الثالثة والربع فجرًا وجلس العمار في أماكنهم وقرأوا أدعية السفر وأقلعت الطائرة كالبرق متيممة نحو المدينة النورة مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم ووصلنا فندق أرماس العصري والحديث الساعة التاسعة من ضمن اليوم ! والحقيقة أنا كإداري طلبت من الأفاضل أن يسدوا لي معروفا بإستبدال فندق رديسون بلو بفندق أرماس المدينة
• نصائح حبّية للأخوة الأعزاء العمار من كفر قاسم
اخوتي الأفاضل وأحبتي الكرام: أعلموا أن حبي لبلد الشهداء , بلد انطلاق الحركة والدعوة الإسلامية , حب مليء بالتقدير والاحترام !
• لقد خسرتم وأخطأتم عندما رفضتم السكن بفندق أرماس المدينة وعدتم أدراجكم الى بيوتكم! لقد خسرتم الأوقات الثمينة والأجور الجزيلة والثواب العظيم في رحاب المدينة المنورة , وجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم !
• لقد خسرتم الصلاة بالروضة الشريفة والتي هي روضة من رياض الجنة !
• لقد خسرتم الصلوات وأجورها في المسجد النبوي الشريف (خمسة أيام وكل يوم خمس صلوات وكل صلاة بـ 1000 صلاة المجموع: 25000 صلاة !! )يا الله كم كانت خسارتكم باهظة!!
• لقد خسرتم الصلاة والسلام على حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم
• لقد خسرتم أجر وثواب العمرة في مسجد قباء! (من تطهر في بيته وأتى وصلى بقباء له أجر عُمره).
• لقد خسرتم الزيارة الممتعة الى المتحف الجديد في المدينة المنورة !الكائن بالقرب من مسجد قباء
• لقد خسرتم الزيارات الى جبل أحد وغزوة أحد , ومقبرة الصحابة (مقبرة البقيع )
• نعم بكل فخر واعتزاز نحن من الطيبة واللد والرملة وبئر البع والبعينة وإخوة أفاضل من كفر قاسم اخترنا أفضل فنادق المدينة المنورة وأقربها الى الروضة الشريفة وباب السلام , إنه فندق رماس المدينة انه من الفنادق العالمية المميزة بغرفه الواسعة والراقية ! مميز بصالات الاستقبال الفخمة والمشرفة مباشرة على الحرم المدني ( يبعد عن بلاط الحرم 150متر)
• فندق مميز بوجباته الرائعة والشهية (أكثر من 50 صنف طعام وشراب وفواكه)
المحطة الثالثة همسات للأخ الإداري الحبيب
عجبي منك أخي الإداري العزيز ألم تعلم بان الرحلات لا يمكن إن تمر بلا صعوبات ومشاكل وأنا شخصيا واجهتني عدة صعوبات خلال رحلة العمرة الأخيرة ولكنني تغلبت عليها بالصبر والدعاء وبالحكمة والتجربة والمشورة والإستعانة بالله تعالى , ولقد حطت رحالنا في تمام الساعة التاسعة صباحًا في الفندق الرائع والمميز أرماس المدينة. وكان علينا الانتظار مدة ما يقارب الخمس ساعات , ساعات طويلة ومنهكة ومتعبة.. وبلطف وتوفيق من الله تعالى اخترت أن أجمع حقائب العمار في إحدى زوايا الفندق وطلبت من العمار التوجه للعبادة وتلاوة القرآن والصلاة في الروضة والشريفة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تناول وجبة الطعام.
• وفعلًا التزم الجميع بالتعليمات وغابوا تلك الفترة المحددة وبعد صلاة الظهر بدأ العمار بالعودة للفندق وكنت قد أعددت لهم الغرف الراقية! وقضينا خمسة أيام رائعة في رحاب المدينة المنورة الأوقات ثمينة والأجور الجزيلة والثواب العظيم في رحاب المدينة المنورة , وجوار الحبيب! والصلاة والسلام على حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم
• الصلوات وأجورها في المسجد النبوي الشريف (خمسة أيام وكل يوم خمس صلوات وكل صلاة بـ 1000 صلاة المجموع: 25000 صلاة !! )يا الله كم كانت خسارتكم باهظة!!
• أجر وثواب العمرة في مسجد قباء! (من تطهر في بيته وأتى وصلى بقباء له أجر عُمره).
• الزيارة الممتعة الى المتحف الجديد في المدينة المنورة !الكائن بالقرب من مسجد قباء
والى جبل أحد وغزوة أحد , ومقبرة البقيع وعندما كنا نستعد لمغادرة المدينة المنورة والتوجه نحو مكة المكرمة رأيت علامات الفرح والرضا بادية جليًا على وجوه العمار. (مع العلم انني قضيت الأيام الخمس في غرفة ثلاثية مع المرشدين الأردنيين , وأيضًا قُسم عمار حافلتي على فندقين والمسافة بينهما أكثر من 700 م ولكن لم أشعر بأي تذمر من الأخوة العمار ) .
المحطة الرابعة مع بزوغ صباح يوم الإثنين شددنا رحالنا الى مكة المكرمة بملابس الإحرام البيضاء الناصعة رمز الطهارة والنقاء, ومع غروب الشمس حطننا رحلنا في البلد الأمين حيث مهبط الوحي في فندق زمزم (أبراج آل البيت ) بفخامته واناقته وهو على بلاط الحرم ! وكان علي أن انتظر ما يقارب الساعتين لاستلام غرف العمار وقد ارتفعت أصوات العمار والإداريين بالتذمر والصراخ وربما الشتائم والمسبات والكلام الغير لائق بتاتًا بضيوف ووفد الرحمن ! ثمّ أعلموني أن دوري الرابع ويجب أن انتظر حتى يتم تنظيف واعداد ما يقارب ال 84 غرفة! فقلت في ذات نفسي (حسبنا الله ونعم الوكيل , ولا حول ولا قوة الا بالله ) وعقدت الاجتماع مع العمار في صالة الفندق , وطلبت منهم أن يجمعوا الحقائب في احدى الزوايا وأنا شخصيًا سأقوم بدور الحارس الأمين على امتعتهم وأموالهم ! وجلست على كرسي الحراسة والعمار بينما توجه العمار جماعات جماعات الى المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة ! وبعد مرور ساعتين ونصف بدأ العمار بالعودة واستلام غرفهم بدون عناء الانتظار! وبينما في الحافلات الأخرى تخاصموا وصرخوا …! ففكرت في نفسي : لو أن الجميع اغتنم الوقت الثمين وأدوّا العمرة لكان أفضل لهم ولدينهم!
المحطة الخامسة لقد مرّت علينا أبهج أيام السعادة في البلد الأمين أيام لا يعبّر عنها بالكلمات لأن الكلمات تصبح عاجزة عن الوصف والتعبير أمام أروع وأعظم الرحلات !
صلوات جماعة في الحرم المكي , صلاة الفجر وقيام الليل , دعاء وذكر واستغفار! طواف وشراب من ماء زمزم , وصلاة عند مقام إبراهيم ,وسعي بين الصفا والمروة ! زيارات للمعالم التاريخية الى جبل ثور , وصعيد عرفة والمزدلفة ومنى وغار حراء (مهبط الوحي على رسولنا الكريم) وأن تسكن على بلاط الحرم حلم راود الجميع منذ سنوات طويلة . واليوم الحلم تحقق لواقع بهيج وسعيد بفضل الله تعالى ! وطارت الأيام والليالي السعيدة كالبرق لأن لحظات السعادة سريعة جدا ! وكسبنا الثواب الجزيل والأجر العظيم من ربّ كريم ( خمسة أيام وخمس صلوات يوميًا بـ 100 ألف صلاة !) أي 2500000 ! يا الله كم أنت كريم ! يا الله العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما ! يا رب بكرمك غفرت ذنوبي , وغسلتني من آثامي ! وشافيتني من أمراضي ! اللهم اجعلني من المقبولين!
المحطة السادسة وحانت ساعة فراق الحبيب والعودة الى الأهل والبلاد , وكان حظّنا أن حددوا لنا ساعةً من أصعب ساعات العودة , الساعة 12 ليلًا وعلينا مغادرة وتوديع مكة المكرمة الساعة الثانية ظهرًا ! ماذا وكيف سنقضي هذه الساعات الطويلة .. ولكن الله بلطفه وكرمه اختار لنا ان ننظم رحلة لعروس البحر الأحمر انها مدينة جدة السياحية , وقضينا فيها أسعد الساعات بالاستجمام والترفيه على شاطئها والصلاة في مساجدها , وتناولنا وجبة أسماك شهية ولذيذة في مطعم عمو حمزة المميز بأناقته ونظافته ونظامه وأسماكه الشهية الراقية! وعندما توجهنا الى المطار كان لسان حال جميع العمار يبتهل بالدعاء والشكر والفرحة غمرت كافة قلوب العمار.
المحطة السابعة ركب جميع العمار في الطائرة الا ثمانية أشخاص لا تتوفر لهم تذاكر سفر, ولكن بعد صراع وعناء وصبر واتصالات مكثفة مع الحاج أبو صالح شلاعطة والشيخ هاشم عبد الرحمن شاركنا بقية الأخوة بالسفر معنا بنفس الطائرة الى مدينة عمان الأردنية !
المحطة الثامنة مع دقات الساعة الثالثة فجرا هبطت الطائرة في مطار عمان الدولي المميّز والرائع والراقي! والعمار أخذوا امتعتهم وحقائبهم المملوءة بالهدايا للأهل والأحباب. وفجأة أخبرونا أن 14 حقيبة بقيت في مطار جدة وعلينا الانتظار في مطار عمان حتى الساعة التاسعة صباحًا حتى قدوم الطائرة الأخرى لأخذ بقية الحقائب , ! وبعد التشاور مع العمار وأهل الراي قررنا أن نقسم العمار الى قسمين , قسم مع الإداري الشيخ أبو عكرمة وعليهم أن يتوجهوا بسرعة الى الشونة الجنوبية (غور نمرين ) والقسم الأخر أصحاب الحقائب عليهم الانتظار في مطار عمان الدولي وعند حضور الحقائب يلحقوا بنا في الشونة الجنوبية بحافلة خاصة !
المحطة التاسعة الإداري ومعظم العمار وصلوا الى الشونة الجنوبية في تمام الساعة السابعة والربع صباحًا وسجلنا دورنا الرقم الرابع وسلمنا جوازات السفر الأردنية , وطلبوا منا الانتظار في الشونة حتى استلام جوازات السفر الإسرائيلية ! انتظرنا ساعات طويلة في ظروف غير مريحة ومراحيض وسخة ولا توجد أماكن مريحة للراحة , وانتظر الجميع داخل الحافلة وبعد عناء الانتظار لحق بنا بقية العمار في تمام الساعة الواحدة ظهرًا وذلك بعد أن حصلوا على أوراق اثبات بعدد حقائبهم وفعلًا بعد أيام قليلة وصلت الحقائب الى أصحابها . !
المحطة العاشرة انتظرنا عند معبر أريحا وذلك بعد ارهاق السفر وعناء الشونة والحر الشديد و والمراحيض الوسخة, وهنا أعملونا أن هنالك ما يقارب ال (120 حافلة من مسلمي 48 وأهلنا من فلسطين ) . وجميع الحافلات ستدخل الى التفتيش من نفس المكان , ولا نملك نسوى الصبر والاحتساب عند الله تعالى ! وبعد ساعات طويلة ركبنا الحافلة وعدنا الى بلادنا ومدننا سعداء فرحين برحلة جميلة ورائعة وشيقة وذلك رغم ما واجهنا من مشاكل وصعوبات رحلة من أروع رحلات العمرة رحلة شوق وحنين وإنجاز!
المحطة الحادية عشرة اتفقنا أن نختم عمرتنا الرائعة بشد الرحال يوم السبت الى رحاب المسجد الأقصى المبارك وذلك لتلخيص أحداث الرحلة ولربط المساجد الثلاثة مع بعضها .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين!
أخوكم المربي الشيخ أبو عكرمة الطيباوي 0524404147