بعد ان ترددت الكثير من الاقاويل والشائعات التي لا تأكيد ولا نفي لها حول امكانية ارجاء موعد انتخابات البلدية في الطيبة، راح غالبية المتابعين يبحثون عن اسباب ذلك، وهل لدى وزارة الداخلية اعتبارات غير المعلنة بهذا الخصوص ؟
لا احد يعرف تفاصيل حقيقة الامر وراح كل من له علاقة بالانتخابات المحلية يطلق تحليلاته وتفاسيره عما يعتقد انه دفع مستشاري وزير الداخلية الى صياغة توصياتهم للوزير بإرجاء الانتخابات البلدية في الطيبة دون غيرها من البلدات التي تديرها لجان معينة.
وقال البعض ان اسباب ما ورد في التقرير هو “السلام الاجتماعي الذي يسود الطيبة في عهد اللجنة المعينة” وهو ما ينبغي على الوزير “التمسك به والحفاظ عليه” وعدم زج الطيبة في الصراع العائلي على السلطة المحلية.
وكان الرد على هذا القول بأن بادر النائب الطيبي الى عقد لقاء جمع مختلف القوى والأطر الناشطة على الساحة الطيباوية ليظهر لوزير الداخلية ولمستشاريه ان اهالي الطيبة موحدون ولا نزاعات عائلية بينهم، وان نزاعهم الوحيد الآن هو مع الداخلية حول مسألة الانتخابات المحلية من عدمها.
في هذه الاثناء يؤكد البعض ان مستشاري وزير الداخلية او ما يطلق عليهم اعضاء الطاقم المهني، يعتمدون في توصيتهم هذه على تقارير تردهم بانتظام من اللجنة المعينة في بلدية الطيبة تزودهم بمعلومات مفادها ان الطيبة الآن بأحسن حال وما من ضرورة للتضحية بالهدوء والسلام الاجتماعي في المدينة باسم الانتخابات وانه لا ضير من مواصلة اللجنة المعينة مهامها لفترة قادمة لاسيما وان في الطيبة أصواتا في ازدياد متواصل تفضل بقاء اللجنة المعينة على خوض معركة انتخابية تعصف بكل شيء.
هذا الرأي المتداول لدى بعض الاهالي مثير للغاية وهناك من يؤمن بمصداقيته وهناك من لا يرى فيه أي منطق نظرا لآلية اتخاذ القرارات في وزارة الداخلية.
ومع ذلك قررنا فحص الامر مع رئيس اللجنة المعينة السيد فائق عودة، فقال بنبرة هادئة في حديثه لموقع “الطيبة نت”: “انا انفي ان يكون للجنة المعينة أي علاقة بتقارير من هذا القبيل، وأقر وأؤكد ان حق الانتخاب حق اصيل لكل مواطن في الطيبة، وأنا إن عاجلا ام اجلا انوي العودة الى بلدي جلجولية لأنني استعد لترشيح نفسي لرئاسة المجلس المحلي هناك في الانتخابات المقررة في اكتوبر المقبل”.
وتابع عودة: “نعم نقدم التقارير لوزارة الداخلية بانتظام ولكنها تقارير مالية عن موازنة البلدية وهذه من مهام اللجنة المعينة لكي يتابع مسئولو الوزارة الاوضاع المالية في البلدية. والتقارير التي نعدها ونرسلها تشير الى ان بلدية الطيبة لا تعاني من العجز المالي منذ عدة سنوات باستثناء المبالغ المترتبة على تسوية الديون التي ابرمها المؤتمن مع الدائنين من مقاولين ومؤسسات او موظفين والتي تتلخص معا بما مجموعه 130 مليون شيكل يجب تجنيدها لسدادها وهذا الموضوع سيكون على طاولة المنتخبين القادمين في بلدية الطيبة إذا لم يتم تجنيد هذا المبلغ حتى ذلك الحين”.
وأضاف فائق عودة بشأن التقارير التي ترسلها اللجنة المعينة الى الداخلية: “انا لست موظفا لدى الداخلية بل تم تعييني رئيسا للجنة المعينة لإدارة شؤون بلدية الطيبة من قبل مدير عام الوزارة، وضمن مهام عمل اللجنة ينبغي ان تقدم التقارير حول ما تم القيام به من انجازات ونشاطات كل ثلاثة اشهر، وهي تقارير حول المشاريع التي تجري في المدينة، والتي يتجاهلها الجميع في الطيبة وكأنها غير قائمة، وهذا بحد ذاته مثير للاستغراب”.
وتطرق في حديثه عن مجمل نشاط اللجنة المعينة التي يرئسها فقال: “نعم خضت صراعات حول مواضيع هنا وهناك، ولكن معظمها انتهى على خير، وكان آخرها موضوع مساعدات معلمات البساتين بشأن يوم التعليم المطول، فحصلن على حقوقهن كاملة. اما بخصوص قضية عبد الجبار عويضة وموضوع منصب مدير قسم المعارف، فلم ينته بعد، وسيصدر قرار بشأنه في الثلاثين من الشهر الجاري ولا خلافات شخصية بيني وبين المربي عبد الجبار عويضة وإنما الحديث يدور حول تعيين غير قانوني اجراه عويضة دون الرجوع لإدارة البلدية”.
وتمنى عودة للسيدة درية ابو عيطة القائمة بأعمال مدير قسم المعارف حاليا كل خير مشيرا الى انها موظفة فعالة ونشيطة جدا وتستحق منصبا اكبر من هذا.
بقي ان نذكر ان السيد فائق عودة سبق له ان كان نائبا لرئيس مجلس محلي جلجولية وكان قائما بأعمال الرئيس هناك ثم رئيسا للمجلس المحلي في بلدته. كما شغل في الماضي عدة مناصب وأدوار منها عضو إدارة المراكز الثقافية والرياضية ومدير فريق هبوعيل جلجولية لمدة عشرين عاما وعضو في الإتحاد العام لكرة القدم في البلاد لمدة سنتين.