قرار الاجتماع: الجمعة المقبلة مظاهرة شعبية ضد تأجيل الانتخابات

التأمت مساء الخميس في المجمع الاسلامي اللجنة التنسيقية المنبثقة عن اجتماع القوى والاطر السياسية والاجتماعية في الطيبة لمناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها ردا على قرار وزير الداخلية تأجيل الانتخابات في الطيبة.

وشارك في الاجتماع اعضاء لجنة التنسيق التي تم تشكيلها في ختام اللقاء الاول لمختلف القوى والاطر السياسية والاجتماعية الذي عقد في الثالث عشر من الشهر الجاري في مقر العربية للتغيير في الطيبة.

ادار الجلسة الشيخ عبد الحكيم حاج يحيى فاعطى الكلمة للنائب د. احمد الطيبي الذي استهل النقاش باستعراض مقتضب لمجريات جلسة الداخلية التابعة للكنيست يوم الاثنين من هذا الاسبوع قائلا ان علينا استرداد حقنا المسلوب في اختيار اناس من هذا البلد لإدارة شؤون هذا البلد. وأكد ان المداولات في لجنة الداخلية شهدت نقاشا حادا خلف الكواليس بين الوزير ساعر ورئيسة اللجنة ريجيف من ناحية وبينه (الطيبي) من ناحية أخرى سعيا منه لثني الوزير عن قراره وتجنيد النائبة ميري ريجيف لمساندته، فقال ان رئيسة اللجنة كانت ترى ان تأجيل الانتخابات لسنة ونصف يكفي بينما كان الوزير يطالب بثلاثة اعوام ليتم التوصل الى قرار تسوية في النهاية بالتأجيل لعامين.

ونوه الطيبي الى ان القرار سياسي بامتياز لأن التصويت عليه كان تصويتا سياسيا وخير دليل على ذلك هو مداخلة النائب ازولاي الرافض للتأجيل ثم تصويته الداعم للتأجيل، وكذلك الامر بالنسبة للنائب حمد عامر (الليكود بيتنا).

من ناحيته قال السيد ايمن حاج يحيى القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ان التصويت في ختام الجلسة كان على اساس قومي وطني وهو استمرار لكافة الممارسات ضد مدينة الطيبة من الخارطة الهيكلية الى مصادرة المزيد من الاراضي بدعوى اقامة المشاريع القطرية، وعلينا التصدي وبحزم لكافة اشكال الاجحاف بحق اهالي الطيبة.

اما الشيخ عبد الحكيم حاج يحيى فقد اكد ان هذه نوايا مبيتة وان اسباب هذه السياسة تجاه الطيبة لا تعود لاسباب الميزانية، فقد كانت ميزانية الاشفاء في عام 1998 بقيمة 19.5 مليون شيكل “بينما كانت قبل عزلي 14 مليون شيكل”.

ودعا حسام عازم ممثل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الى مظاهرة رفع شعارات ثم اتخاذ قرار بالإضراب العام والشامل لكافة اهالي الطيبة بحيث يكون ناجحا ليبرهن للسلطات مدى اصرار اهل الطيبة على تحقيق حقوقهم الشرعية. واضاف ان على الحاضرين الاستعانة بالجمعيات الحقوقية في نضالهم القضائي مثل “مركز عدالة”.

وتوالت كلمات الحاضرين فكانت كلمة للسيد حاتم جابر ومن ثم السيدة هيفاء عازم تلاها رئيس لجنة اولياء امور الطلاب المركزية في الطيبة هاني منصور، وجميعهم دعوا الى خطوات نضالية وتحرك مدروس يشمل اكبر عدد من الاهالي سواء على الجانب الجماهيري الشعبي او مساندة للتحرك القضائي.

فقد قال السيد حاتم جابر ان على الجميع توحيد قواهم من اجل التوجه الى محكمة العدل العليا والاستئناف على قرار الوزير الذي اراه مجحفا بحق اهالي الطيبة كما يجب الاعداد لمظاهرة كبيرة واضراب عام في الطيبة، ويجب تنظيم اعتصام امام بيت الوزير ساعر.

وقال المحامي شعاع منصور مصاروة: لقد فشلنا خلال الاعوام العشرة الاخيرة في تنفيذ أي اضراب عام في الطيبة ولهذا يجب اتخاذ خطوات تدريجية لانجاح هذا النضال ويجب تحريك طلاب المدارس لأن صوت المدارس دائما يدوي عاليا حين تنخرط في النضال الجماهيري.

واضاف ان التصويت اوضح انه حتى نواب المعارضة صوتوا ضد رغبات اهل الطيبة ولهذا ينبغي تجنيد سلطات محلية أخرى وتنظيم احتجاجات خارج مدينة الطيبة ايضاً وعلينا تشكيل لجنة للاجتماع بالوزير.

المربي سوف شاهين حاج يحيى قال انه من الجيد الاجتماع بالوزير ساعر ولكن التجربة من المرات السابقة تعلمنا ان هذا لن يجدي نفعا، لأن هناك مخططا منذ عشرات السنين مفاده ان الدولة لا تريد اجراء الانتخابات في الطيبة. فقد قال لي اوفير بينيس ذات مرة ان الدولة غير معنية بإجراء انتخابات في الطيبة.

واضاف شاهين: اشد ما يثير مخاوفي هو مخطط نقل المنطقة الصناعية الى “بارك السلام” في شاعر افرايم. وبرأيي ورغم الانقسام ان التوجه الى محكمة العدل العليا مفيد لسحب البساط من تحت قرار الوزير.

انفجار الموقف بين شعاع مصاروة والنائب الطيبي

وقال المربي المتقاعد جواد عويضة ان الجمهور الطيباوي محبط من قلة الحيلة ويجب التعبئة ورفع المعنويات لحشد اكبر عدد ممكن للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية بموازاة التوجه الى محكمة العدل العليا.

واما عماد طبالي جبارة فقد تساءل بقوله لماذا افقتم الآن ؟ انكم في سبات عميق منذ 7 او 8 اعوام. الحقيقة مرة ولهذا لا تحبون سماعها، هل تريدون مواصلة رفع الشعارات الفارغة من أي رصيد وهل تريدون مواصلة بيع الكلام فقط.

واضاف: “انتم لم تسعوا الى توعية الناس والآن تطالبونهم بالانضمام الى هذه التحركات الشعبية، لا ! سيبقى الحضور والمشاركة في هذه المظاهرات باعداد مثيرة للخجل لأنكم انتم النائمون وليس الاهالي”.

وتوالى الحاضرون في القاء الكلمات والمداخلات فتحدث كل من السيد قصي شاهين والسيد مأمون عبد القادر ثم ما لبث ان ثار نقاش يدل على عدم التوافق في الآراء بين الحاضرين.

فمن ناحيته قال الشيخ عبد الحكيم حاج يحيى: انا كنت رئيس البلدية حين قررت الوزارة حلها ولهذا اشعر بأشد المسؤولية عما جرى واطالبكم بأن تكونوا موحدين من حولي.

وقال المربي مأمون عبد القادر ان على اللجنة الاستعانة بمحامين من ذوي الكفاءات المؤكدة والامينة من المختصين في القانون الدستوري حتى لو كانوا من خارج الطيبة من اجل تقديم الاستئناف للمحكمة العليا، فرد عليه المحامي شاكر بلعوم بقوله ان الطيبة تتمتع بكفاءات عالية من المحامين ونحن مع العمل الوحدوي وسنتطوع كمحامين لخدمة اهل البلد واهل مكة ادرى بشعابها، فلماذا نأتي بمحامين من خارج المدينة.

وهنا تدخل شعاع مصاروة قائلا: انا سأتوجه الى المحكمة العليا لوحدي ومن يرغب ان ينضم الي فليأت فأنا انوي مساعدة الكل وسأعمل لوحدي ليس لانني اريد الانشقاق بل لأن نظرتي مختلفة عن نظرة الآخرين. بحوزتي الملفات العديدة التي تجمعت منذ عشرة اعوام حول قضية بلدية الطيبة، واريد ان ينضم الي ممثلون عن الحركة الاسلامية والتجمع والجبهة ان ارادوا جميعا ذلك.

وعندها قال النائب الطيبي موجها حديثه لشعاع مصاروة: بسببك وبسبب طريقة كلامك، يفضل الناس الجلوس في البيوت. فرد عليه شعاع: انا مهني جدا واعضاء الكنيست العرب فشلوا. ثم وجه كلامه مباشرة الى الطيبي سائلا: ماذا فعلت انت ؟ انت فشلت حتى في تجنيد ستة اعضاء كنيست من المعارضة للجلسة، 7 سنوات وانتم تتكلمون كلاما فارغا. ثم واصل شعاع مصاروة يقول: البعض يظن ان حق الكلام في الاجتماعات حكر عليه لذا انا اقاطع الكل.

وهنا قال الطيبي: من يحترم الناس يجب ان يلتزم بقرار الاغلبية وليس الانفراد وان يكون نشازا ! فرد شعاع : لا اريد الرد عليك احتراما للحاضرين.

قرارات الاجتماع

وبعد تراشق الاتهامات والمقاطعات المتبادلة اثناء الحديث، خلص المجتمعون الى التفاهم التالي تلاه الشيخ عبد الحكيم حاج يحيى قال فيه:

اولا: تشكيل لجنة مهنية من المحامين لبحث موضوع الاعتراض في محكمة العدل العليا.

ثانيا: موضوعنا ونضالنا يجب ان يكون دائما في الاعلام ايضاً.

ثالثا: يجب مواصلة اللقاءات بين الحاضرين والتناوب على استضافة هذه الاجتماعات الدورية لمتابعة الوضع.

رابعا: ما نتفق عليه هو فقط ما يتم اعلانه هنا وليس ما قد يصرح به احدنا على انفراد وعلى عاتقه.

خامسا: رفع شعارات بصورة دائمة ايام الاثنين والخميس والجمعة في نقاط معينة من الطيبة، وابتداء من الاسبوع الحالي. وعلى كل جهة تجنيد انصارها لانجاح هذه الفعاليات.

سادسا: يوم الجمعة المقبلة تنظيم مظاهرة حاشدة ضد تأجيل الانتخابات.

سابعا: تتمحور خطب الجمعة غدا حول موضوع ارجاء الانتخابات وضرورة التصدي له.

هذا واعلن الحاضرون عن نيتهم تنظيم مظاهرة امام البنوك مساء الغد عند الساعة السادسة، ثم تراجعوا وقرروا رفع الشعارات بجوار الجسر غدا (الجمعة 26/04/2013) في السادسة مساء.

وتساءل المربي مصطفى حاج يحيى اين مجلس الطلاب من كل هذا لماذا لم يتحدث احد باسم الطلاب، يجب ضم الشباب الى هذا النضال.

ثم قال شعاع مصاروة انا على استعداد للانضمام الى مجموعة تقدم الاعتراض لدى المحكمة العليا على ان تكون لجنة مهنية من المحامين .