لا يخفى على أحد صعوبة الظروف التي تمر بها الطيبة، وطبيعة المرحلة التي حلت بنا، وبينما الدور الان يكمن في استرجاع حقنا المسلوب بالانتخاب فالدور الأكبر ينتظرنا في إعادة الإصلاح والبناء.
اننا بحاجه ماسة الى العطاء والتكاتف والعمل يداً بيد لنبني طيبة المستقبل. لأجل هذا علينا بناء جسور المحبة بيننا لنعيد بناء الثقة في ما بيننا لنصلح ما كسر وما هدم على ايدي قسم منا. ولكن ما نراه في الآونة الاخيرة لا يبشر بخير ويثير المخاوف والتساؤلات.
فما ان تطل علينا فكرة او رأي من شخص ما حتى تبدأ الردود والتعقيبات المسيئة، والتجريح الشخصي الذي يسيء لصاحبه ويخرجه عن حدود اللباقة واللياقة الموضوعية في رده. وهذا يدل عل ان رواسب الماضي بدأت تطفوا على السطح من جديد. متمثلة بظاهرة مقيتة سلبية ما زالت مستشرية فينا وهي التعصب الاعمى الذي لا يتقبل الاخر ولا يرى الشيء الايجابي في ما يتم طرحه من قبل الاخر بل ويرى فيه امرا سلبيا وهو ما انتج الاحتراب العائلي الذي اوصلنا الى ما نحن عليه الان.
اخواني واخواتي اهل الطيبة وأخص بالذكر هنا الشباب فإن العيون ترقبكم والآمال معقودة عليكم أكثر من غيركم، وليس ما يتمناه الصديق لكم كما يتطلع إليه الخصم فيكم .
أيها الشباب أروا الناس منكم خيرا، اضربوا كريم الأمثال بالعطاء. فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “نصرت بالشباب”. هذا الشباب الذي لم تدفعه تقلبات الأحداث إلا لمزيد من الإحساس بالمسؤولية.
يخطئ كل من يظن أن الشباب في الطيبة غير مبالين وسطحيون وغير منتمين لبلدهم وغير غيورين على بلدهم فمصلحتهم وهمهم الاول هو مستقبل البلد الذي هو مستقبلهم ومستقبل أولادهم. نعم يجب أن ننظر الى ما ابعد من تحت انوفنا ونرى الصورة بكل مكوناتها.
اخواني واخواتي لا تشرحوا بتفرقكم صدور خصومكم فأن أفضل ما تهدونه لخصومكم أن تتفرقوا على الحق بينما هو يتآلف على الباطل، لا تنسوا ان العيون ترقبنا وتتحسس خطانا. اجعلوا ما بينا من تباين اختلافا لا يفسد للود قضية ! تغلبوا على نزغ الاختلاف بالرأي بالحب والتآخي. فالاختلافات بيننا ظاهرة صحية تزيد من تنوع الآراء وتهدف الى بناء مجتمع سليم متعدد الثقافات والتوجهات. اما الخلافات بيننا فهي ظاهرة سيئة هدامة وباعث على شماتة الخصوم فينا.