خبر عاجل – بقلم: ياسر ناشف

لا اعرف كيف يفكر البعض ولا اعرف ما هي المتعة التي يتلذذ بها هؤلاء الجاهلون عندما يدّمرون شخصا او عائلة او جهة.

 ما هو الانجاز الذي فعلتم بنقلكم اخبار كاذبة او مشوهة عن الاخرين؟ ما الفائدة التي قدمتموها لأنفسكم ومجتمعكم ؟ كيف تقبلون على انفسكم ان تكونوا سبب فتنة؟ وربنا يقول الفتنة اشدّ من القتل, ماذا ينفعكم ازالة مواطن شريف من عمله واستبداله بشخصية فاسدة, ماذا تستفيدون من طلاق وانفصال فلان من فلانة غير هدم اسرّة كان لديها حلم وامل، ما ينفعكم تشويه صورة لمناضل يسعى لإحقاق الحق ويجتهدّ لخدمة بلده، ما هو المال الذي ستجنونه من اغلاق مصلحة احدهم باختلاق الاكاذيب عليه؟ كيف تعيشون وتتنفسون وتحيّون وتنامون وانتم شغلكم الشاغل هدم المجتمع وافراده؟ ماذا يعني ما ان ترى انسانا ناجحا وهو من عائلة بسيطة حتى تبدأ بإطلاق لسانك المسموم حوله وعنه بالتلفيق والتزييف والتحريف؟ ماذا يعني رأيت فلان وفلانة في المكان الفلاني؟ ما رايتهم يفعلون حتى تجعل اسماءهم علكة في فمك؟ اين العيب في تقدّم البعض بخطىً ثابتة نحو المجد والشهرة وبإخلاص ؟ كيف تقبل ان تقول عن فلان انه فتح مصلحته من مصادر مشبوهة وانت لا تعرف عنه الا الخير او انك حتى لا تعرفه؟ كيف تقبل لعلة لسانك السليط بان يقض مضاجع الاخرين وينغّص احلامهم بإطلاقك الاشاعات عنهم؟ كيف تقبل لنفسك بتتبع عورات الاخرين ان وجد لهم عورات اصلا، تجسس غيبة ونميمة وهمز ولمز وكشف العورات والمستور؟ اي اشخاص انتم ومن اي بطون ولدتم؟ عار عليك ان تظن بنفسك انسانا وانت تخدم الشيطان وافكاره وانت تخدم عقليتك المفصومة والمريضة، اما آن لك ان تنظف عقلك وقلبك من السّواد والقبح والانحطاط الخلقي والعملي؟ كفاك ان كنت من جنس بني ادم، فكلنا تحت سماء واحدة ولا شيء يختبئ او يستتر الا بمشيئة الله عز وجل، فكيف تقبل لنفسك ان تفضح الآخرين بحق او بغير حق؟ من خوّلك بذلك؟ يا لهمجيتكم يا من تسعون للخراب والافساد والدمار؟ ويحكم وويلكم يا من ارتأيتم أن تكونوا سببا لتدمير شخص او مصلحة او عائلة؟

تدور الدوائر وكما تدين تدان وينقلب السحر على الساحر؟ فوالله الذي رفع السماء بغير عمد، ليكون كيد الكائدين في نحورهم وتدبيرهم في تدميرهم ،لا بدّ لكم من اعادة الحسابات ومراجعة صادقة لأنفسكم

سعادتكم ونشوتكم في تحقيق مبتغاكم لحظية وستزول بعد حين وستعودون ادراجكم خائبين خاسرين مدحورين ومن ظلمتم سيعلى شأنهم وسيسطع نجمهم.

لقد أثّرت فيّ حادثة سمعتها من احد الاصدقاء حول انفصال زوجين بسبب اشاعة بثّها مريض ومحتال حول رؤيته للزوجة، إذ انه رآها مع صديق في احد المقاهي، والادهى انه التقط لهم صورة وبدأ بإرسالها لأقارب الزوج فما كان من الزوج الا ان انفصل عن زوجته بعد شجارات ومشاكل.

وبعد فترة تبيّن ان الزوجة كانت تجلس مع زميل لها في العمل في فرصة الطعام وانضم اليهم لاحقا كل من كان له وقت فرصة الافطار ومن بين المتواجدين كانت اخت الزوج، وحللوا انتم بأنفسكم الخيبة والاحباط الذي حلّ على الجميع. صحيح ان الزوجة رزقت بزوج آخر وتعيش بهناء وخاب من افترى، لكن لماذا يقبل مثل هؤلاء ان يكونوا سببا للفتنة والفساد والخراب.

وهذه حالة من حالات وغيرها وتنوع مثل هذه الاشاعات كثيرة في مجتمعنا، اهلنا زنوا اقوالكم وافعالكم ولا تكونوا سببا في هدّم الاخرين وتناقل الاخبار السيئة والمغلوطة والمشوهة والمشبوهة عن الاخرين، لنسعد ونرتقي ونعيش براحة بال وسعادة وهناء.