هل هذا كل ما لديكم يا سادة يا كرام من شهامة ونخوة وحرص على هذا البلد؟ هل نفذت رغبتكم في مواصلة النضال لاقتناعكم بعدم جدوى اجراء الانتخابات ولتذهب الطيبة بباقي مآسيها الى الجحيم ؟ هل هي الانتخابات التي اردتموها من كل هذه الزوبعة المفتعلة في فنجان؟
ليتكم بقيتم صامتين لحافظتم على وقاركم ولظن الناس انكم على قدر ارفع من الدهاء في معالجة الامور، ولكنكم نطقتم انتخابات فقط. حتى انكم لم تنتبهوا الى الاراضي التي تسحبها الدولة من تحت اقدامنا شيئا فشيئا. فهل انتهت المسرحية ؟
اين تلاشت الحماسة القبلية؟ اين اختفت الشعارات (فعلا اين تحفظ اوراق البرستول ؟) اين تشرد اهل الهمم والحناجر ؟ ماذا جرى للوقفات الدورية الاثنين والخميس والجمعة؟ ام ان اسابيعكم لا تحتوي على هذه الايام ؟
ليس اسوأ من مسرحية تعرف نهايتها قبل ان تطالع بدايتها ! هذه هي معركتنا من اجل الانتخابات، او بالأحرى من اجل الكرسي، ضاع الكرسي بهمهمة خافتة من وزير ريان دون حتى ان ينتبه الى لعابنا السائل ونحن نذبح الطيبة فدية للكرسي الملعون.
لقد انتهى كل شيء وخسرنا كل شيء. مظاهراتنا لم تعجب احدا لأنها ظهرت بثياب قديمة رثة تردد ذات العبارات كالمريض بالهذيان. مظاهراتنا بدت غير انيقة وغير رشيقة ولا تحسن التحدث برقي، انها مظاهرات رفع العتب، مظاهرات ووقفات يعرف المشاركون فيها قبل غيرهم ان هذه المعادلة لا تجدي نفعا، فلماذا نلوم الطيباوي الذي ادرك كل هذا الزيف بفطرته وتحفظ عن المشاركة في فصول هذه المسرحية.
قد يتهمني البعض بالتحريض على الخروج عن القانون، ولكني لا اخشى هذا، لأن الأم لن ترضع طفلها إلا اذا بكى وإذا لم تستجب لبكائه فإنه يبدأ الصراخ حتى يحصل على مراده. اما نحن فنردد الشعارات كما في حلقة دبكة “يا حلالي يا مالي …”، دون ان نفكر بما نردد لأننا منشغلين بالتدافع على موقع في الصف الاول من المسيرة لدرجة ان شوارعنا اصبحت ضيقة جدا لا تتسع للزعامات وبات عرض المسيرة اوسع من طولها.
الى متى سنسير من منطقة البنوك الى ساحة الشهيد ؟ الى متى سنصيح كل في آذن الآخر، وكأن مطلبه لدى جاره في المسيرة ؟ الى متى سنرفع الشعارات الهزيلة التي تقرأها وتنساها بعد لحظات فما بالك ان تصل الى مسمع مسؤول في برجه العاجي؟ الى متى سنسجل الاخفاق تلو الاخفاق لأننا نحافظ على صورتنا امامهم اكثر مما نحافظ على بلدنا منهم ؟
لن نحقق شيئا طالما بقينا بهذا الخجل ! لن نحقق شيئا طالما ترك المظلومون الساحة للمنتفعين ، وراحوا يتباكون على بؤس حالهم وقد صنعوه بأيديهم. ان من يرفض الانتخابات لخشيته من استيلاء الذئاب على البلد، لهو شريك في التآمر على الطيبة لأنه مرتاح لأعذاره الواهية فاستسلم للكسل والتهادن وغياب النخوة. إن كل من يخرج الى المظاهرات وهو يعلم علم اليقين انه بوقفته هذه ينفر اهالي الطيبة لأنه يروج لزعيم عائلي على انه الفارس المغوار القادم على صهوة حصانه ليأخذ بيد الطيبة من براثن اللجنة المعينة، هذا المتظاهر ايضاً يشارك من حيث لا يدري بالتآمر على بلده.
الحل الامثل هو ما تقرره الجماهير وبحق، وليس ما يدعيه من يدعون ان يمثلون هذه الجماهير. لأن الجماهير الحقيقية ليست عشرين متحمسا امام البنوك، وانما جماهير تنطلق في مسيرة تكون مقدمتها قد بلغت الجسر ونهايتها لا تزال في ساحة الشهيد. جماهير تسير بالآلاف على طول شارع 444 لمدة ربع ساعة لا اكثر. هذه قوة لا يمكن الاستهانة بها. عندها وفقط عندها، لا وزير يجرؤ على رفض مطلب ولا شرطة تجرؤ على طلب ترخيص للمسيرة من احد.
لنترك الانتخابات جانبا ولنتحدث عن حالة الطقس فلعل الموضوع اكثر اثارة وجاذبية للجميع !
مع تحيات اختكم: ام سامي
***
ملحوظة: إذا كان في ذهنك ما تريد قوله لأهل مدينتنا الطيبة، فهذا منبر حر يتيح لك المجال لمخاطبة الجميع بحرية. ارسل مقالك وصورة لك على العنوان: info@taybee.net