بعض انواع السقوط لا يعادله مرارة، فالبعض يسقط من العين والبعض يسقط من القلب والبعض يسقط من الذاكرة.
اما الذي يسقط من العين فيسقط بعد مراحل من الصدمة والدهشة والاستنكار والاحتقار ومحاولات فاشله لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط !!
وأما سقوط القلب فإنه يلي مراحل من الحب والحلم الجميل والاحساس بالضياع والندم ومحاولات فاشلة لإحياء مشاعر ماتت !!
وأما سقوط الذاكرة فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر والحنين وبعد معارك مريرة مع النسيان ناتجة عن الرغبة في التمسك بأطياف أحداث انتهت. وغالبا يكون سقوط الذاكرة هو آخر مراحل السقوط وهو أرحم أنواع السقوط!!
وليس بالضرورة ان الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك ! أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك ! فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط. فالبعض يسقط من قلبك، لكنه يظل محتفظا بمساحاته النقية في عينيك فيتحول احساسك المتضخم بحبه الى احساس متضخم باحترامه فتعامله بتقدير امتنانا لقدرته السامية على الاحتفاظ بصورته الملونة في عينيك برغم امتساح الصورة من قلبك ! وهذا النوع من البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته “شكرا”.
أما المعاناة الكبرى فهي حين يسقط من عينيك إنسان ما ولا يسقط من قلبك ويظل معلقا بين مراحل سقوط القلب وسقوط العين وتبقى وحدك الضحية لأحاسيس مزعجة تحبه لكنك بينك وبين نفسك تحتقره وربما احتقارك له أكثر من حبك !
ولأن الذاكرة كالطريق تلتقط معظم الوجوه التي تلتقيها والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا فإن سقوط الذاكرة هو أرحم أنواع السقوط لأنه آخر مراحل سقوطهم منك! فالذي يسقط من الذاكرة لا يبقى في القلب، ولا يبقى في العين.
الخنساء عازم
ما أصعب السقوط وكم هو مؤلم
هناك من تعرفهم يصرون أن يسقطوا أنفسهم من عينك
عنجد حديث اكثر من رائع بهنيكي
حلو الحديث