“المنافقون الجدد” يظهرون لك الحب والتودد فيما لا تعلم ما يبطنون لك في دواخلهم، يؤكدون أنك على حق وأنت عكس ذلك، يتقربون منك منتفعين وليسوا ناصحين.
كل ذلك لأجل كسب رضاك لا أكثر، أو لتحقيق مصلحة شخصية، ومن الممكن أن تراهم يسيرون في اتجاه حديثك مهما بلغت أخطاؤك، حتى لو كان في ذلك الأمر ظلما للآخرين!.
الغريب أن “المنافق”، من هذا النوع، يمتدح الخطأ والمنكر ويرفض الصحيح بلا سبب، إلاّ أنه تعود على المسايرة الضارة، والعجز عن استخدام عقله بتقديم رأيه من دون تجريح، فالحاصل اليوم انتشار معيار المصلحة الشخصية من دون اعتبار للحق والعدل والصواب، وهذه ظاهرة سلبية ومحرمة ديناً وخلقاً، وهو ما يقود إلى أن التربية المجتمعية والأسرية وطبيعة الطمع الشخصي والنفسي لدى البعض، هي ما يفسر النفاق من دون سبب، إلاّ الخوف الوهمي من نتائج وهمية!.
ويرفض البعض سماع الحق أو التفاعل مع النقاش، زاعماً أنه على صواب، وكلما زادت حدة النقاش يوجس بكراهيتك له، وحقدك عليه، وهو ما يجعل الآخرين يجاملونه على أمل أن لا تخدش العلاقة فيما بينهم وبين ذلك الشخص.
قد يقول البعض إن ثمة اشخاص يضطرون إلى مجاراة بعضهم بعضا لأهداف معينة، حتى لو كانت الأمور تسير باتجاه خاطئ، كل ذلك من أجل الحصول على خدمة أو عون أو مساعدة من الطرف الآخر.
ويقول آخر إن هناك من يجامل الآخرين، بل ولا يستطيع إبداء الرأي السديد والصحيح لهم، خاصة عندما يكون على ارتباط تام معهم، مشيرا إلى أنه عند الوقوف بموقف الضد ربما لا تتحقق المصلحة الشخصية!.
ويوضح ثالث أن كلمات الطاعة والتلبية من دون حق هو ما يجعل كثيرا منهم يقف محتاراً ومذهولاً لافتاً إلى أن النفاق انتشر بشكل كبير في علاقاتنا الاجتماعية.
اختكم بالله: مريم حاج يحيى
***
ملحوظة: إذا كان في ذهنك ما تريد قوله لأهل مدينتنا الطيبة، فهذا منبر حر يتيح لك المجال لمخاطبة الجميع بحرية. ارسل مقالك وصورة لك على العنوان: info@taybee.net