اطلقت السيدة اسراء حاج يحيى – منسقة مكتب سلطة مكافحة المخدرات في الطيبة، عبر موقع “الطيبة نت” تحذيرا شديدا للاهالي بأن اقتربوا من ابنائكم واصغوا الى مفرداتهم فقد تكتشفون امرا مروعا في لحظات.
وتوجهت السيدة اسراء حاج يحيى الى الاهالي بنصيحة الانتباه الى ما يقوله الابناء اثناء حواراتهم المريبة مع اصدقائهم كي يتمكن الاهالي من معرفة ما قد يبدو لهم حوارا عاديا بينما يتضمن كلمات وعبارات لا يفهمها إلا من يتعاطى المخدرات على انواعها.
ويأتي هذا التحذير عقب دورة ارشادية ضمن سلسة النشاطات وورشات العمل التي تشارك فيها السيدة اسراء حاج يحيى بوصفها مسؤولة في هذا المجال، وكانت اخرها في الكلية الاكاديمية “الجليل الغربي” في عكا بتوجه من د. وليد حداد.
وحول الدافع الذي جعلها تطرح موضوعا جريئا كهذا، قالت: ان على الاهل ان يعلموا جيدا مدى اتساع ظاهرة المخدرات وسط الشباب وهي ظاهرة آخذة بالانتشار اكثر فأكثر في الآونة الاخيرة. واضافت حاج يحيى، ان على الاهل التقرب من ابنائهم وعدم تركهم لمصير مجهول قد يودي بمستقبلهم، ولذا ينبغي عدم ترك الابناء يتصرفون على نحو لا يدركه ولا يعرفه الاهل.
وردا على استفسار موقع “الطيبة نت” حول ما ينبغي على الاهل الانتباه اليه لدى ابنائهم، قالت السيدة اسراء حاج يحيى: “ينبغي الانتباه الى الألفاظ والمفردات التي يرددها ابناؤهم حين يتحدثون مع اصدقائهم فمن الممكن ان تبدو العبارات والمفردات عادية جدا بل ومملة للغاية ولكنها في الحقيقة مفردات بديلة تستخدم في التعبير عن ضروريات تعاطي المخدرات.
ولكي يتضح الامر اكثر فأكثر للاهالي ذكرت السيدة اسراء حاج يحيى بعض الامثلة التي تستحق الانتباه عند سماع احدهم يرددها في حديثه مع الاصدقاء بالرغم من انها تستخدم ببراءة احيانا دون ان يقصد بها شيء سيء.
تعبير “العجال” وقد يظن الاهل ان المقصود هي عجلات السيارة، ولكن المقصود بهذا التعبير هو مخدر الاكستازي، وحين نسمع كلمة “الكرتون” ويقصد بها الطوابع، واما “العدة” فهي مستلزمات تعاطي المخدرات، ولكل نوع مستلزماته تعاطيه.
ومن المصطلحات المنتشرة بين الشبان الذين يتعاطون المخدرات ويتداولونها بين اهاليهم دون ان يشك احد بما يقولون مفردات كهذه: “الواطي” وتعني الهروئين، “الشكولاتة” وتعني الحشيشة، الملخية وتعني “غراس”، و”العشب” وتعني الميرحوانا، و”العالي” وتعني الكريستال، وغيرها العديد من المفردات التي تبدو عادية ولكن يفهمها فقط من يستخدمها.
وعن انواع المخدرات وعوارضها قالت السيدة اسراء حاج يحيى، ان لكل مخدر عوارض تختلف عن عوارض المخدر الآخر ويستطيع الواحد منا حين يلاحظ حالة من التصرف الغريب لدى شخص ما ان يحاول وضعها في قالب كهذا حتى يدرك سببها، مع ان المسبب قد يكون بعيدا عن المخدرات اطلاقا.
النوع الاول من هذه المخدرات هو “الاكستازي” يسبب اليقظة المفرطة لذا سمي بـ”مخدر النوادي” لأنهم يتعاطونه عادة خلال حفلات “الاسيد” التي تستغرق اياما بلياليها، ومفعول المخدر يبدأ بعد تناوله بحوالي 20 دقيقة وحتى 60 دقيقة ويستمر مفعوله طويلا ومن اعراضه الجسمانية، رفع ضغط الدم وسرعة نبض القلب وزيادة مفرطة لليقظة.
النوع الآخر الذي يستحق الانتباه هو مخدر “الاكشاك”. ويعد هذا المخدر من المهلوسات الاقوى تأثيرا من الميرحوانا، ولكن تأثيره اقوى لأنه يحتوي على تأثيرات كيميائية.
مخدر “الطوابع” عقار ليس طبيعي يسبب الهلوسة ويؤثر تأثيرا كليا على الذهن وذلك بسبب تغيرات تحصل جراء المواد الكيميائية فيما يحدث ضرر في وظائف الدماغ ويسبب ضرر في الرؤية بحيث نصبح “نسمع الالوان ونشاهد الاصوات”.
اما “الحشيش” فهو احد انواع المخدرات التي تسبب الهلوسة وفيه مادة قاتلة. هذه المادة تسبب ضررا فادحا للذاكرة وللدماغ.
وهناك “الميرحوانا” التي تصنع من اوراق وأزهار نبتة القنب يقطفونها ويجففوها جيدا ويخلطونها مع التبغ ويبدأ مفعولها بعد 5 – 15 دقيقة من تعاطيها. تأثير المادة الجسماني هو ضعف في التركيز وخلل في افراز الهرمون الذكري.
وهناك مخدر يعرف باسم “مخدر الاغتصاب” وهو عبارة عن مادة سائلة لا لون لها ولا رائحة، يدسها الاشرار عادة في شراب الفتيات اثناء التجمعات المختلطة ومفعول هذا المخدر هو تحفيز الغريزة الجنسية لدى الفتاة وجعلها في بلبلة وحالة من اللاوعي فتتعرض للاغتصاب وهي لا تدري بما تتعرض له والأسوأ انها لا تستطيع الدفاع عن نفسها في مثل هذه الحالة. ولذا على كل فتاة الانتباه الى ما تشرب وان لا تأخذ شرابا أي كان من شخص لا تثق به.
كما هناك مخدر “الهروئين” الذي يسمى “الواطي” بالمفردات الدارجة ويعتبر من اخطر انواع المخدرات ويستخرج من المورفين بطرق كيميائية ويصنف ضمن لائحة المخدرات المهبطة. الادمان على هذا المخدر ذو نتائج صعبة جدا ويسبب حالات التشنج العصبي عند انقطاعه (كريزا)، في بعض الحالات يخلط مع مواد اخرى مثل سموم الفئران.
والنوع الاخير الذي نستعرضه هنا توخيا للحذر منه هو مخدر “الكوكائين” وهو خليط من 18 مادة كيميائية اساسية من نبتة الكوكا ويعتبر من المخدرات المنشطة المحفزة لجهاز الاعصاب المركزي الدماغ ويعد من انواع المخدرات الخطيرة.
هذا وبعد ان اوضحت اسراء حاج يحيى مضار وانواع المخدرات التي يتعاطاها المدمنون، اختتمت حديثها قائلة انه وفقا لقانون المستمدات في 2010 فإن كل مادة مخدرة لها علاقة بمجموعات المخدرات المدرجة في قانون المخدرات الخطيرة، تندرج بشكل فوري ضمن نطاق القانون. لذا ليست هناك مادة مسموحة قانونيا وأخرى غير قانونية، فالمخدرات الكيميائية جميعا تندرج ضمن المواد الخطيرة. من هنا وعبر موقع “الطيبة نت” اتوجه الى الاهالي بان يأخذوا بيد ابنائهم المدمنين، إذ هناك طرق علاج عديدة، نعم فهي تستغرق وقتا طويلا وتتطلب صبرا وقدرة على التحمل.
واختتمت اسراء حديثها لموقع “الطيبة نت” بقولها: بكل صراحة ووضوح وبعد تجربتي في مجال عملي مع المدمنين ودراستي عن انواع المخدرات، يمكنني ان أؤكد للجميع ان قوة المخدر في السيطرة على الانسان تأتي بعد قوة الله سبحانه وتعالى مباشرة.