للأسف هناك نفر قليل من أبناء الطيبة يشكك بنجاح أي محاولة لقيام حركة محلية فوق عائلية والمقصود هنا حركة “بلدي” التي خرجت الى النور قبل اسبوعين وبعد تحضير واستعداد ونقاش مستفيض دام خمسة شهور حتى انتهت من وضع دستورها وميثاقها.
وقبل أيام قرأت تحقيقا مطولا أجرته صحيفة “جلوبوس” حول الأوضاع في الطيبة وما يهمني التطرق اليه هو رد السيد عودة عندما سُئل عن حركة “بلدي” التي وصفها الصحفي بحركة رائدة تضم عناصر مثقفة وواعية من خيرة ابناء الطيبة فرد قائلا بأنه مع وجود حركة كهذه، لكنه يشكك في امكانية نجاحها نظرا لتجذر وترسخ العائلية في عقول أهالي الطيبة.
كلنا نعرف ما سببته العائلية من خراب وانحطاط ومعاناة للمواطنين واستفحال للفساد واستشراء للعنف في بلدنا الحبيب هذا البلد المنكوب والأسباب لنكبته كثيرة ولكن أهمها ولنكن صادقين مع انفسنا ولو لمرة أقول أهمها العائلية البغيضة كإطار سياسي وقد سبق وقلت في مقال سابق لي أنا مع العائلة وضد العائلية وشرحت الفرق بين التعبيرين.
هل حقا صدق السيد عودة ؟ هل حق لا نستطيع الخروج من مستنقع العائلية وتطهير أنفسنا وقلوبنا وعقولنا قبل اجسادنا ؟ هل حقا نرفض ان نكون ابناء للطيبة ونتمسك بانتمائنا العائلي فقط ؟
أعتقد أن على كل مواطن شريف وقلبه على البلد قولا وفعلا أن يتحدى هذا القول ويثبت أن في الطيبة أناسا من نوع آخر ومن نوعية أخرى وذوي عقول ناضجة ومفكرة وواعية وقلوب صادقة ومخلصة ووفية والأهم مضحية لا يسعون وراء مصالح شخصية ولا فئوية ولا عائلية. أناس ذوو ضمائر حيّة ونقية ونفوس كريمة.
يبدو ان هناك حتى من بين آهالي الطيبة من يشككون بوجود مثل هؤلاء البشر خاصة في الطيبة وربما هم محقون فالعائلية جعلتنا نشكك في بعضنا البعض ونرتاب من نوايا بعضنا البعض ونظن سوءا ببعضنا البعض حتى لو كرروا نداءهم ودعوتهم الى ائتلاف شامل.
وأنا أطرح هنا اقتراحا يتحدى كل من يتشدق بمصلحة البلد سواء كان منتميا الى عائلة و حزب سياسي، أقول احد الأسباب الذي يتخذه وزير الداخلية عذرا لتأجيل الانتخابات الإحتراب العائلي والعودة للنزاعات والحزازات العائلية الأمر الذي يقضي على خطة الإشفاء القائمة، لذلك وردا على الوزير وتحديا له انتبهوا لما أقول تجتمع قيادات الأحزاب والعائلات كي ينتخبوا من بينهم شخصية عليها توافق تام ويوقّعون وثيقة أو ميثاقا بذلك ويذهبون جميعهم بعدها الى وزير الداخلية ويقولون له نحن كلنا ندعم فلانا لرئاسة البلدية وهذه وثيقتنا أو ميثاقنا أو اتفاقيتنا وسوف نذهب جميعنا يوم الانتخابات كمن يذهب الى كرنفال وندلي بأصواتنا كلها داعمين ذلك الشخص الذي نتوقع ان ينقذ الطيبة من براثن الفساد الذي فتك بها وسوف يستمر بالفتك بها إن ظل الأمر على هذه الحال وإلا فلتهبوا ايها الشرفاء والأوفياء واعطوا الفرصة للأنقياء والمخلصين وذلك بالانضمام لهم ودعمهم فنجاحهم نجاح لكم وفشلهم فشل لكم فهم لا تنقصهم الكفاءة ولا المقدرة ما ينقصهم وعي الأهالي.