ثار جدال بيني وبين امي المتقدمة في السن حول من يجب ان يجلس بجواري في سيارتي عندما نكون انا وامي وزوجتي مسافرين معا في مشوار.
فقد حدث ذات مرة ان وصلت زوجتي السيارة وجلست في المقعد الامامي وحين حضرت انا ووجدت زوجتي قد جلست في المقدمة، نهرتها فأجابتني ان السيارة مليئة بالأغراض امام مقعدها من حقائق وكراتين، ولهذا لن يكون مريحا لأمي ان تجلس هناك، ولهذا ارادت زوجتي ان تحشر نفسها في هذا المكان الضيق وتركت المكان الرحب في الخلف لأمي، على حد قولها.
بعد تفقد اسفل المقعد رأيت انه بالفعل لا يوجد مكان لوضع القدمين، فالسيارة كانت محملة بالأغراض. حضرت امي ولما وجدتنا جالسين كل في مقعد في مقدمة السيارة عادت ولم تشأ الصعود، دخلت البيت مجددا غاضبة.
نزلت وراءها على الفور لاستوضح الامر مع اني كنت على ثقة انها غضبت لهذا المشهد واعتبرته اهانة لها، وبحق لأنها كانت تجلس بجواري في المقعد الامامي طالما كنت اعزبا، ولكن هذه اول مرة نضطر للسفر معا منذ زواجنا ـ إذ ان سيارة اخي الكبير الذي اعتاد ان يقل امي في مشاورينا الجماعية، تالفة وارسلها للصيانة، وهكذا نشبت المشكلة.
حاولت اقناع امي بأن المكان ضيقا ولا يليق بها، وان زوجتي ارادت لها الراحة ليس إلا. ولكنها لم تقتنع بل راحت توبخني بأنني صرت ادافع عن زوجتي وابرر موقفها متناسيا فضل الام علي…. بعبارة أخرى: امي كبرت الموضوع كثير.
انزلت زوجتي واجلستها في المقعد الخلفي ولكن الوالدة لم تقتنع بهذا العمل لأنها قد تجرعت الاهانة على حد قولها.
ما العمل ساعدوني… انا بين المطرقة والسندان، وللحق اقول ان زوجتي مستعدة ان تفعل ما اقوله لها بدون أي معارضة، ولكن هذا لا ينفع مع امي !